آثارت الاستقالة المفاجئة التي قدمتها الدكتورة هدي وصفي من منصبها كمديرة لمركز الهناجر بدار الاوبرا عدة تساؤلات في الاوساط الفنية والادبية وحول هذه الاسباب دار الحوار مع استاذة الأدب الفرنسي الذي ادارت هذا المركز منذ انشائه عام1998 وحتي الان.. توقفت خلالها انشطته عدة مرات بحجة التجديد. أفصحت الدكتورة هدي وصفي أستاذ الأدب الفرنسي ومديرة مركز الهناجر عن اسباب التقدم باستقالتها من مركز الهناجر مؤكدة أن المركز لم يكن يحتاج لمثل هذه التجديدات المزعومة وأن الهدف من تجديده كان حجة افتعلها المسئولون لإقصاء دوره النقدي الذي كان يلعبه كما أعربت في حوارها مع الأهرام المسائي عن استيائها لتهميش دور المرأة محذرة من تصادم قد يحدث لاسترداد دورها وإلي نص الحوار. * هل كان تجديد المركز يحتاج لهذه المدة الطويلة من التوقف؟ ** المركز أغلق بحجة التطوير لأسباب سياسية.. وللأسف التطوير لم يكن أبدا في مصلحته فالمساحات الكبيرة التي أضيفت له أعطته اتساعا ولكنه فقد الحميمية التي كان يتمتع بها فكل أركانه كانت متصلة ببعضها البعض الآن أشعر بغربة وأنا بداخله لأنه أصبح أكثر اتساعا مما يحتاج اليه. * وما هي هذه الاسباب؟ ** المسرح بطبيعته يلعب دورا استشرافيا.. وقدم عددا من الأعمال المسرحية التي حكت التعذيب في السجون وطرحنا القضية الفلسطينية من خلال مسرحية القضية2007 والتي بسببها أغلق المكان بحجة تطويره وناقشنا ايضا تعديل الدستور أيام مبارك وهذا ما كان يقلق النظام. * ما أسباب استقالتك من المركز في هذا التوقيت بالذات؟ ** أسباب عائلية وليس أكثر.. وقد قدمت الكثير للمركز وأتمني ان يعاود نشاطه ويستعيد جمهوره مرة أخري بعد الافتتاح. * وهل تقرر افتتاحه في25 يناير بالفعل..؟ ** نعم ولكن أتمني أن تتحسن وتنتظم الأمور ليتم ذلك.. فكل يوم يأتي بجديد ولا نعلم ماذا سيحدث غدا وفق المتغيرات السياسية المتتابعة * هل مازال المسرح قادرا علي النقد وطرح القضايا الملحة ؟ ** نعم مازال إذا أراد أصحابه ذلك.. فدوره الأساسي الاشتباك مع قضايا عصره ولديه القدرة علي التغير وبقوة فالثورة كانت نتاج أعمال مسرحية ناقدة وأشكال فنية أخري قدمت وبجرأة عرف من خلالها الناس كيف تسير الأمور. * باعتقادك هل سيكون للتيارات الدينية تأثير علي الدور المهم الذي يلعبه المسرح؟ ** ولو لم يفهموا كيف يتعاملون مع المسرح وما يستجد.. لن تسير الأمور علي ما يرام وعليهم أن يعلموا أن المجتمع تغير وهناك قطاع كبير يسمي قطاع الشباب لن يستطيعوا إدخالهم حظائرهم وعليهم أن يعلموا ايضا أن هناك طرقا للتواصل بين الشباب لا يمكن السيطرة عليها ولن يقبل أحد ان يلعب الاخوان أو غيرهم الدور الذي كان يلعبه الحزب الوطني. * ما يقدم من أعمال لا يرتقي للدور الذي يجب أن يلعبه الفن الآن.. كيف تفسرين السطحية التي حملتها الأعمال التي تتحدث عن ثورة يناير؟ ** الفن غذاء الروح.. وان اقترنت بعض الأعمال الآن بالسطحية هذا وارد لأن السياسة تضغي هذه الفترة علي الفن ومن المؤكد سوف يصل الفن بعمق أكثر بعد استقرار الأمور. * يري البعض ان هناك محاولات من بعض القوي لتهميش دور المرأة في الفترة القادمة.. ما رأيك ؟ ** خرجت المرأة في الانتخابات لتعطي صوتها وكانت أكثر من نصف الناخبين ومع ذلك تم تهميشها وكذلك الشباب تم تهميشهم.. للأسف قامت الثورة وأنقض عليها الإخوان والسلفيون وأخشي من صدام كبير إن لم يحصلوا علي حقوقهم خاصة ونحن أمام ثورة تكنولوجية وأصبح الجميع يحمل من الجرأة الكثير ولن يستطيع احد تكميم الأفواه مرة أخري. * اختيار الدكتورة كامليا صبحي أمينة عام المجلس الأعلي للثقافة هل يمثل بارقة أمل نحو نظرة صحيحة للمرأة..؟ ** د كاميليا قادرة علي العطاء وقد كانت مقررة للجان بالمجلس وتعرف دورها جيدا.. هذه خطوة ممتازة تحسب لوزارة الثقافة فإن لم تهتم الثقافة بالمرأة من سيهتم؟ * رأيك في حريق المجمع العلمي.. وهل تم إحراقه عن عمد أم بجهل من بعض من لا يقدرون ثروات مصر الحقيقية. ** اعتقد كانت هناك إمكانية حتي لإنقاذه.. وأنا ضد نظرية المؤامرة فمن يحكمون مصر اما انهم لا يعلمون كيف تحكم البلاد أو انهم يقصدون حرقها.. وقد رأينا بأعيننا عندما ارادوا تأمين الانتخابات أمنت وبقوة.