افرجت اسرائيل مساء أمس عن550 سجينا فلسطينيا في المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسري مع حركة المقاومة الإسلامية حماس الذي أعاد الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من اسره في قطاع غزة. في حين أن الكثير من الأسري الذين أفرج عنهم في18 أكتوبر وعددهم450 اسيرا في المرحلة الأولي من الاتفاق الذي توسطت فيه مصر كانوا يقضون فترات بالسجن مدي الحياة بسبب هجمات أسفرت عن سقوط قتلي إلا أن الأسري الذين سيفرج عنهم في المرحلة الثانية ليسوا مدانين بالقتل. وقالت مصلحة السجون إن كل الفلسطينيين تقريبا الذين افرج عنهم بعد منتصف ليلة أمس هم من الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووصفت حركة حماس اليوم المرحلة الثانية من الصفقة بأنها وطنية وليست حزبية. مؤكدة الاعتزاز بهذا الإنجاز الكبير. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم في تصريح أمس إن معظم المعايير الموضوعة تمت تلبيتها بشكل جيد, مشيدا في الوقت نفسه بالدور المصري في هذه الصفقة في مرحلتيها وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن1027 أسيرا. وأشار برهوم إلي أن هناك برنامجا لاستقبال أسري قطاع غزة وعددهم41 أسيرا فور وصولهم للقطاع وسيكون هناك حشد كبير من النواب والوزراء وقيادات حماس وكافة الفصائل في استقبالهم. ووصف وزير شئون الأسري والمحررين الفلسطينيين عيسي قراقع الدفعة الثانية من صفقة التبادل بأنها تافهة وشكلية.. خاصة وأن70% من المفرج عنهم أوشكوا علي إنهاء فترة محكومياتهم. وانتقد وزير الأسري هذه الدفعة لأنها استثنت الأسري المرضي والقدامي الذين تجاوزت محكومياتهم20 عاما وخمس أسيرات من بينهن ثلاث من فلسطيني الداخل..لافتا إلي أن الأسري المرضي المقيمين في مستشفي سجن الرملة الإسرائيلي مصابون بخيبة أمل كبيرة, خاصة أنهم سمعوا الكثير من التصريحات التي أكدت أولوية الإفراج عنهم. يأتي ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات أمس بين أهالي الأسري الفلسطينيين الذين تجمعوا أمام بوابة سجن عوفر الرئيسية غرب رام الله وقوات من الاحتلال الإسرائيلي والتي أطلقت عليهم القنابل المسيلة الدموع لتفريقهم من محيط السجن وهو ما نجحت فيه. وكان المئات من اهالي الاسري قد تجمعوا منذ ظهيرة أمس امام السجن لمشاهدة اسراهم لحظة خروجهم من سجن عوفر وهو احد السجون المقرر الافراج منها عن الاسري. علي صعيد آخر, ردت حركة حماس أمس علي تصريحات الرئيس محمود عباس حول وجود توافق معها علي التهدئة والهدنة في غزة والضفة الغربية وأن تكون المقاومة سلمية وشعبية ولا وجود لمقاومة عسكرية, وأكدت حماس عدم وجود مثل هذا التوافق, مضيفة أنها ترفض استبعاد خيار المقاومة العسكرية كما ان حماس لا تمتلك استبعاد حق المقاومة العسكرية للشعب الفلسطيني. من جانبه, أعلن إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة القيام بزيارة إلي دولة قطر, دون ان يفصح عن موعد هذه الزيارة. وقالت, حماس إن أجهزة الأمن التابعه للسلطة الفلسطينية تواصل ملاحقة أنصارها في مختلف محافظات الضفة الغربية رغم لقاء المصالحة في القاهرة امس والذي سيكون علي رأس ملفاتها إنهاء الاعتقال السياسي والافراج عن المعتقلين. واتهمت الحركة امس أجهزة الأمن في الضفة باعتقال ثلاثة من أنصارها بينهم الأسير المحرر أحمد الزعتري في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية والذي أمضي أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال, وسبق أن تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة قبل اعتقاله الأخير لدي الاحتلال. من ناحية أخري, صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتايناهو أمس أن المجموعات المتطرفة لا ينبغي أن يتم استئصالها من النسيج الوطني الإسرائيلي, متمسكا بضرورة وجود قاسم مشترك بين كافة جماعات المجتمع الإسرائيلي مؤكدا أن المجتمع الإسرائيلي عبارة عن مزيج معقد من اليهود والعرب والعلمانيين والمتدينين, وقد شهدنا في الآونة الأخيرة محاولات لتفكيك هذا النسيج. مطالبا بضرورة بحث الإسرائيليين عن العوامل التي تجمع بينهم وتجنب العوامل التي تفرقهم.