صوتك اليوم هو حديث العالم الذي سيتابع المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية ليرصد حجم الإقبال الجماهيري علي صناديق الاقتراع وهل سيأتي بالقدر نفسه أو يزيد علي ما جري في المرحلة الأولي التي نالت الإعجاب والتقدير والإشادة من المؤسسات الدولية المعنية بسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها. صوتك اليوم هو صوت مصر المتطلعة نحو المستقبل الذي يليق بحضارتها ومكانتها والساعية لبناء الدولة المدنية الحديثة حتي تكون في صفوف الدول المتقدمة. صوتك اليوم هو صوت الشعب الذي استيقظ من غيبوبة استمرت عقودا من الزمن ولن يسمح بالعودة إلي الوراء, ولن يفرط في حقوقه مرة أخري, بل سيمضي قدما لتعزيز الممارسة الديمقراطية, التي تأتي بمجالس نيابية قادرة علي أداء مهامها الدستورية, وفي المقدمة منها الرقابة والتشريع بما يخدم أهداف الثورة وبلوغ النهضة الشاملة التي طال انتظارها. صوتك اليوم هو سلاح الجماهير في مواجهة المتربصين بالمسيرة المصرية, ولتنفيذ الإرادة الشعبية تحت قبة البرلمان بعيدا عن الضغوط أو الوصاية. صوتك اليوم إضافة مهمة لرصيد الوطن في مرحلة التحول الحاسمة ولضمان الانتقال السلمي للسلطة عقب اكتمال المراحل الانتخابية البرلمانية, ومن بعدها الانتخابات الرئاسية. صوتك اليوم لمن تثق في قدراته ونظافة سجله وتاريخه, فقد انقضي عصر أصحاب الأقنعة الزائفة, والمتاجرين بهموم الوطن والمواطن, والمسئولية الكبري في اختيار النواب تقع علي عاتق الناخبين. والحسم يأتي بالحرص علي المشاركة الإيجابية ليس بالصوت فقط ولكن بالإسهام في إنجاح الانتخابات وتأمينها للوصول بها إلي شاطئ الأمان. صوتك اليوم يحدد أولويات القضايا المصيرية التي تشغل اهتمام الرأي العام والمتعلقة باستعادة الأمن والاستقرار والتوظيف الأمثل للموارد والطاقات البشرية, المادية المتاحة حتي نبدأ علي الفور البناء والتعمير, ولا ننغمس في قضايا من شأنها إشعال الفتنة ونشر الفوضي, والمطلوب التركيز علي ما يجمع الشعب وهو كثير, وعدم الانتباه أو التجاوب مع الباحثين عن الفرقة والتشرذم, وتصنيف الناس وفقا لأهوائهم ورؤيتهم الذاتية. صوتك اليوم سيكتبه التاريخ في صدارة صفحة الوطن الجديدة التي بدأت مع ثورة يناير ولا مكان فيها إلا للضمير الحي وفاء وعرفانا لدماء الشهداء الذين ضحوا من أجل حياة مصر وشعبها والأجيال القادمة.