كتب- أحمد كارم: في سوق إمبابة الصورة تبدو مأساوية ومغلفة بإطار من الأمراض الوبائية والخطر الذي يحيط بالبائعات اللاتي يفترشن الأرض بالخضراوات علي بعد سنتيمترات من كومة قمامة تمتلئ ببقايا الطعام المتعفن والعبوات الفارغة وغيرها من المخلفات التي تشكل كوكتيلا من الروائح الكريهة تزكم أنوف الباعة والزبائن والمارة. المتابع لتلك الصورة الدراماتيكية يجد هؤلاء البشر قد تعودوا علي ذلك المشهد وتعايشوا مع تفاصيله وأصبح من باب العشرة رفيقا لهم وإن كانت التعليقات الساخرة واللعنات التي يصبونها علي تجاهل المسئولين تمثل تنفيسا لهم من قذارة الرائحة التي تجثم علي صدورهم دون أن تلوح في الأفق البعيد بوادر انفراجة قريبة لمشكلة مزمنة تؤرق امبابة وساكنيها الذين يعيشون ضيوفا علي أكوام القمامة. وقال أيمن فاروق أحد الاهالي إنهم يعيشون وسط تلال من القمامة التي تحاصرهم في الشوارع بشكل يومي, لاسيما إن هذه التلال أصبحت بؤرة لانتشار الحيوانات الضالة والحشرات الضارة وملاذا ل الزبالين. من جانبه اعترف الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة, بأن كميات القمامة في شارع واحد من شوارع امبابة تصل الي200 طن يوميا وتحتاج إلي10 سيارات نقل لرفعها مؤكدا أنه لا توجد معدات وعمال بشكل كاف لرفع هذه الكميات. وقال عبدالرحمن في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي: إنه سيتم الانتهاء من أزمة القمامة بالمحافظة قريبا, حيث تم قبول عطاءات مالية وفنية لنحو28 شركة مصرية تقدمت لجمع القمامة من المنازل في أربعة أحياء هي جنوبالجيزة وبولاق الدكرور والعمرانية والهرم.