بعد ستة أيام دامية سقط فيها41 شهيدا وأكثر من5 آلاف مصاب استنشق شارع محمد محمود نسمات الهدوء نتيجة جهود التهدئة التي قادها طلاب كلية الطب بمستشفي قصر العيني بالبالطو الأبيض ومعهم بعض من رجال الدين وعقلاء المتظاهرين. فبعد أن أقامت القوات المسلحة جدارا عازلا من الأسمنت بمنتصف شارع محمد محمود والشوارع المؤدية إلي مقر وزارة الداخلية لتكون بمثابة السد المنيع الذي يفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن المتمركزة أمام الوزارة. وفد أمس أعداد كبيرة من طلاب كلية طب قصر العيني إلي الميدان يرتدون البالطو الأبيض متشابكي الأيدي في صفوف منظمة بعد أن ظنوا أن الاشتباكات مازالت متواصلة بين المتظاهرين وقوات الأمن قرر أطباء قصر العيني الإمساك بزمام الأمور بالشارع وبدأوا في إقناع المتظاهرين بالعودة إلي الميدان الرئيسي للتعبير عن مطالبهم دون الاشتباك مع قوات الشرطة. فانصاع المتظاهرين لصوت العقل من أطباء قصر العيني الذين بدأوا في تشكيل دروع بشرية مكونة منهم ومن بعض المتظاهرين المتوافقين معهم في الرأي. فيما أقام شباب المتظاهرون بالاشتراك مع أهالي باب اللوق وعابدين المتاريس والحواجز الحديدية بالشوارع المحيطة بالوزارة لمنع تسلل البلطجية ومثيري الشغب. فيما كشفت التحقيقات التي تجريها نيابة وسط القاهرة مع6 من البلطجية تم القبض عليهم بمنطقة عابدين بعد إضرامهم للنيران في مدرسة الليسيه بعد إلقائهم لزجاجات المولوتوف علي قوات الأمن مما تسبب في اشتعال النيران بالمدرسة. وكشفت أن المتهمين كانوا يرتدون أكياس قمامة سوداء حتي يظن المتظاهرون أنهم من قوات الأمن ويقومون بإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة الخرطوش التي بحوزتهم علي الجانبين قوات الأمن والمتظاهرين حتي تستمر المواجهات بينهما.