رحل سعد الدين وهبة عن عالمنا في الحادي من نوفمبر عام1997, بعد حياة حافلة بالانجازات والكتابات, فرغم اصرار والده علي الحاقه بكلية البوليس التي تخرج فيها عام1949, إلا أنه لم يتحمل اكثر من عام فقط من العمل في مركز البوليس بالمنوفية ثم نقل إلي الاسكندرية والتحق في1951 بكلية الآداب قسم فلسفة وتخرج منها عام1956. وفي مارس1958 أصدر مجلة الشهر الأدبية وترأس تحريرها وكان من كتابها عباس محمود العقاد ومحمد مندور ورشاد رشدي ومحمود أمين العالم, ومن الشباب محمد زكي العشماوي ورجاء النقاش وسليمان فياض ومحفوظ عبدالرحمن ومحمود السعدني وأحمد عبدالمعطي حجازي. وعين سكرتيرا لتحرير جريدة الجمهورية عام1959 ثم مديرا لتحرير مجلة الإذاعة ثم مديرا لتحرير الجمهورية من يونيو1961 حتي5 سبتمبر1964, وقضي في وزارة الثقافة ستة عشر عاما من أول سبتمبر1964 حتي16 سبتمبر1980, حيث قدم استقالته قبل بلوغ سن التقاعد بأربع سنوات ونصف السنة بسبب خلافه مع الرئيس السادات, واعتبرته إسرائيل وقتها عقبة في طريق التطبيع. وانتخب الراحل سعد الدين وهبة نقيبا للسينمائيين ورئيسا لاتحاد النقابات الفنية لدورتين متتاليتين من1979 حتي1988 وفي1987 أسس الاتحاد العام للفنانين العرب وانتخب رئيسا له حتي رحيله عام1997, كما انتخب قبل رحيله رئيسا لاتحاد كتاب مصر. وأصدر اتحاد النقابات الفنية تحت رئاسته قرارا برفض التطبيع مع اسرائيل بأي شكل من الاشكال الفنية في19 يناير1981 ومعاقبة من يقدم علي ذلك من اعضاء النقابات الفنية, وذلك بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في1979. وتنوعت كتابات سعد الدين وهبة مابين المسرح والسينما والقصة القصيرة الي جانب مقالاته السياسية والأدبية, وتحتل كتاباته السينمائية رغم قلة عددها مكانة متميزة في تاريخ السينما المصرية والعربية لارتفاع مستواها الفني والفكري ومنها زقاق المدق و عروس النيل1963 و أدهم الشرقاوي1964, الحرام1965, مراتي مدير عام1966, الزوجة الثانية1967, أرض النفاق1968, أبي فوق الشجرة1969, شقة مفروشة للإيجار, سوق الحريم1970, شباب في العاصفة1971, أريد حلا1978, آه يابلد1986, ووقع الاختيار علي أربعة منها ضمن أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية بحسب الاستفتاء الذي نظمه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته العشرين. وشجعه علي الكتابة للمسرح آراء النقاد في مجموعاته القصصية ووصفه بأنه يستخدم الاسلوب المسرحي, ومن إبداعاته الأولي المحروسة في ديسمبر عام1961, وتوالت بعدها أعماله المسرحية التي بلغت ثلاث عشرة مسرحية, وفي عام1980 صدرت مجموعة مسرحياته ذات الفصل الواحد بعنوان الوزير شال الثلاجة. وصودرت له ثلاث مسرحيات هي الأستاذ و اسطبل عنتر و سبع سواقي والتي أجازتها الرقابة ورفضها الاتحاد الاشتراكي, ثم كتب مسرحية ياسلام سلم الحيطة بتتكلم التي قامت الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي بمناقشتها واجازتها بعد تعديل52 مشهدا وعرضت المسرحية في نوفمبر1970, وبسبب ذلك اتجه لمسرح القطاع الخاص وقدم من خلاله سد الحنك, و سبع ولاضبع و8 ستات.