إسرائيل ليست وحدها من تهاجم أوباما وتحاول إجهاض مساعيه لإحلال السلام في المنطقة, وتنفيذ وعوده التي قطعها علي نفسه في خطابه التاريخي من القاهرة, واللوبي المؤيد لها داخل الولاياتالمتحدة يسارع هو الآخر إلي الضغط والتدخل بما يملكه من مساحات تأثير واسعة وأدوات إعلامية لا يستهان بها. نضيف إلي هذا وذاك تلك الأصوات المتشددة المتطرفة من الجانبين العربي والإسلامي, أو المحسوبة عليه بالمعني الأدق, وآخرها ما تفتق عنه ذهن أحدهم ويدعي أنور العولقي, الذي تصفه الأنباء بأنه الإمام الأمريكي اليمني الأصل, وفي رسالة صوتية أذاعتها شبكة( سي. إن. إن) الشهيرة, يطالب العولقي مسلمي الولاياتالمتحدة بالانتفاضة ضدها, ويطرح علي المسلمين في أمريكا سؤالا يقول: كيف يمكن أن يكون ولاؤكم لحكومة تخوض حربا علي الإسلام والمسلمين؟ ونحن بدورنا نسأل هذا العولقي, وأين كنت في عهد بوش الذي قام بالغزوات والحروب؟.. ولماذا تتكلم الآن في عهد يسعي إلي تصحيح أخطاء وخطايا سلفه وتشن عليه حكومة نيتانياهو المتطرفة حملة شعواء تصل إلي حد الإهانة المتعمدة. وتوقيت الرسالة الصوتية يدعو إلي الشكوك حول أهدافها, وذلك حتي تتحول الأنظار عن الأزمة مع إسرائيل وتعيد إلي الرأي العام الأمريكي المخاوف القديمة من تكرار أحداث الحادي عشر من سبتمبر, خاصة أن المتحدث هذه المرة يعبث في جرح لم يندمل, ومن شأن أقواله وضع جميع العرب والمسلمين المقيمين بأمريكا في دائرة الاتهام. إذن توقيت الرسالة مشبوه وأهدافها كذلك ويبدو أن أشرطة بن لادن والظواهري قد فقدت جاذبيتها ولم تعد تحظي بالاهتمام, لذلك يجري البحث عن أصوات جديدة لإثبات صحة ما يروجه أصدقاء إسرائيل بأن الخطورة علي الأمن الأمريكي لا تأتي من المستوطنات, وإنما من العرب والمسلمين. وهكذا نفهم أن الصراع لا تقتصر مشاهده وأحداثه داخل المنطقة التي نعيش فيها, وإنما المحاولات تتواصل لإجهاض أحلام أوباما. [email protected]