ما أجمل الإسلام الذي حرص علي أن يدخل الفرحة والبهجة علي المسلمين من حين لآخر فجعل لهم عيدين يسعدون بهما ويفرحون بعد اداء فرائض الإسلام حيث يأتي عيد الفطر بعد أداء فريضتي صوم رمضان وأداء الزكاة. ويأتي عيد الأضحي بعد أداء فريضة الحج, وأعياد المسلمين تعبر عن فرحتهم وسعادتهم بما أكرمهم الله من توفيق وإعانة لهم علي الطاعة حيث قال تعالي: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وفي هذين اليومين يتصافي المسلمون جميعا فلا مكان للتخاصم بينهم. ولأن لنا في رسول الله أسوة حسنة, نتعرف خلال هذه الأسطر كيف أحيا النبي صلي الله عليه وسلم ليلة العيد وصلاة العيد وأيام العيد المباركة, وفي هذا يقول الدكتور شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني بالوزارة ان الأعياد في الإسلام بمثابة استراحة يحط المسلمون من خلالها رحالهم استرواحا ثم يلبثون أن يواصلوا عملهم وكفاحهم مرة أخري فماذا عن يوم العيد وليلته حتي نكون قد أصبنا السنة المحمدية, والرسول( صلي الله عليه وسلم) هو امام الجميع وأسوتهم( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) وعلينا إذا أردنا السعادة والنجاح الاقتداء به شبرا بشبر وذراعا بذراع, فكان صلوات ربي وسلامه عليه يقضي ليلة العيد بالذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والتلبية وكان يقوم ليلة أيضا في هذه الليلة وقد ورد عن( صلي الله عليه وسلم) أنه من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب وفي هذه الليلة بالرغم من قيامه وتهجده غير أنه كان لا يهمل شأن أهله فكان يدخل عليهم السرور ويعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة ثم يغتسل( صلي الله عليه وسلم) ليلة العيد ويتطيب ويلبس أجمل ثيابه وبعد أن يصلي الفجر ويحين وقت صلاة العيد إذا به يؤخر الافطار حتي يعود من المصلي ويأكل من الأضحية ثم ينطلق صلوات ربي وسلامه عليه لأداء صلاة العيد في الصحراء( الخلاء) أو الأماكن الفسيحة ما لم يكن هناك مطر أو عذر آخر حتي يتجمع أكبر عدد من المسلمين والمسلمات ثم يؤم الصحابة والمسلمين لصلاة العيد ثم يصعد المنبر ليخطب خطبة العيد ويعظهم ويحثهم علي المحبة والوفاء وحسن العبادة وحسن المعاملة وصلة الأرحام ويدعوهم لعدم النزاع والشقاق والجدال والخصام كما يدعوهم إلي تآلف القلوب ووحدة الصف والاخاء والتراحم فيما بينهم, وتلك الصلاة كان يشهدها الصبيان والنساء والفتيات حتي تعم الفرحة ويسود الحب والاخاء. ويكمل د.شوقي.. ان الرسول( صلي الله عليه وسلم) بعدما ينتهي من أداء صلاة العيد والخطبة يصافح أصحابه ويهنئهم بالعيد ثم يذهب إلي بيته من غير الطريق الذي جاء منه حتي تشهد له الملائكة والأرض بكل خطوة وحتي يهنيء أكبر عدد من المسلمين والصحابة بقوله( تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال) وكان أيضا يعمل جاهدا علي صلة الأرحام وكفالة الأيتام ورعاية الأرامل وأصحاب الحاجات, كان يحسن القول والعمل ويدعو أصحابه للتزاور فيما بينهم. ويبدأ التكبير في عيد الأضحي من فجر يوم عرفة حتي آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من ذي الحجة, وتكون صفة التكبير: الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا اله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا.