رسميًا.. موعد إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025 المرحلة الأولى    استقرار نسبي في أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري مع تراجع طفيف للدولار    الشرع: مفاوضات مباشرة مع إسرائيل والتقدم نحو اتفاق وشيك    اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في كندا في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وحلفائها    تسع ل10 آلاف فرد.. الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من غزة    موسكو تحذر من عودة النازية في ألمانيا وتؤكد تمسكها بالمبادئ    القوات الجوية السعودية و الدفاع الجوي تواصلان مشاركتهما في تمرين مركز الحرب الجوي الصاروخي    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    مشاجرة بين الإعلامي توفيق عكاشة وعمال بسبب سور تنتهى بالتصالح    قلبهم جامد.. 5 أبراج مش بتخاف من المرتفعات    لتجنب زيادة الدهون.. 6 نصائح ضرورية للحفاظ على وزنك في الشتاء    «الجبهة الوطنية» يُشيد بسير العملية الانتخابية: المصريون سطروا ملحمة تاريخية    800 للجنيه دفعة واحدة.. ارتفاع كبير في سعر الذهب اليوم بالصاغة والشعبة تكشف السبب    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    نائب محافظ الإسماعيلية يتفقد مستوى النظافة العامة والتعامل مع الإشغالات والتعديات    مواجهة قوية تنتظر منتخب مصر للناشئين ضد سويسرا في دور ال32 بكأس العالم تحت 17 سنة    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل استعداداته لمواجهتي الجزائر (صور)    التعليم تحسم الجدل بشأن تحويل طلاب الابتدائي صغار السن بين المدارس 2025-2026    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    قبل غلق اللجان الانتخابية.. محافظ الأقصر يتفقد غرفة العمليات بالشبكة الوطنية    فى عز فرحتها مانسيتش مامتها.. مى عز الدين تمسك صورة والدتها فى حفل زفافها    الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    «ميقدرش يعمل معايا كده».. ميدو يفتح النار على زيزو بعد تصرفه الأخير    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    أمطار غزيرة وثلج .. بيان مهم بشأن حالة الطقس: 24 ساعة ونستقبل العاصفة الرعدية    في ظروف غامضة.. سقوط فتاة من الطابق الرابع بمنزلها بالمحلة الكبرى    مصرع شخص غرقًا في دمياط والأهالي تنتشل الجثمان    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    مي سليم تطلق أغنية "تراكمات" على طريقة الفيديو كليب    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    قلق وعدم رضا.. علامات أزمة منتصف العمر عند الرجال بعد قصة فيلم «السلم والثعبان 2»    6 أبراج رجال «بيحبوا الأكل السبايسي».. مغامرون يعشقون الإثارة ويتلذّذون بطعم الفلفل الحار والتوابل    لماذا نحب مهرجان القاهرة السينمائي؟    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السباعي حذرني من موافي
صفوت الشريف‏..‏ وظل يتمسكن لحد ما تمكن
نشر في الأهرام المسائي يوم 29 - 10 - 2011

بين يديه ألبوم مصر في عصور وفي رأسه أرشيف يحوي تأريخا وتوثيقا للوطن‏..‏ هو شاهد عيان علي ملكية الملك وجمهورية الثورة وتأميم ناصر وسلام السادات وتنحي مبارك‏..‏
تراكم فكره المصقل بالثقافة عبر سنوات ربيع التعليم المصري‏,‏ وتفتحت رؤاه عبر جولات وسنوات من الارتحال بحثا عن العلم والمعلومة فجاب الأرض من مشرقها الي مغربها حتي أصبح ملحقا ثقافيا لمصر في لندن لمدة‏12‏ عاما‏.‏
شارك في رسم ملامح الثقافة المصرية بوضوح‏,‏ وفي تخطيط الإعلام الرسمي أيضا‏,‏ وعلي استحياء كان له دور في اللعبة السياسية‏.‏
هو نائب رئيس منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي ورئيس هيئة الاستعلامات والمتحدث الرسمي باسم السادات‏.‏
هو الدكتور مرسي سعد الدين الذي يفتح كتاب التاريخ من الملكية الي التنحي في حواره مع الأهرام المسائي عبر السطور التالية‏...‏
‏**‏ ما هي اكثر اللحظات الفارقة التي عشتها كمتحدث رسمي للسادات؟
‏*‏ اجتماع مينا هاوس الذي كان مقررا عقده ليجمعنا بالروس والفلسطينيين والامريكان‏..‏ واللحظة الفارقة كانت امتناع الروس والفلسطينيين عن الحضور وكان ذلك خطأ كبيرا وغريبا لان الفلسطينيين لو كانوا قد حضروا المؤتمر لكانت القضية الفلسطينية قد حلت منذ ذلك التاريخ واذكر انني قد سألت الروس عن سبب عدم حضورهم فقالوا‏:‏ الفلسطينيون ضغطوا علينا
‏**‏ بم فسرتم هذا التصرف من الجانب الفلسطيني في حينه؟
‏*‏ ربما لم يكن لديهم الوعي الكافي‏,‏ حتي انهم لم يدركوا معني ان العلم الفلسطيني سيرفع لاول مرة الي جانب اعلام مصر وامريكا واسرائيل وروسيا‏,‏
والحقيقة ان الجانب العربي عموما كانت لديه فكرة سائدة بالامتناع عن أي اجتماعات يحضرها طرف اسرائيلي ولم يعترف بوجودها‏,‏ وأذكر وقائع كثيرة للدلالة علي ذلك والحق كنت اعارض هذا الفكر واقول علينا ان نسمعهم ونعرف ماذا يدور برءوسهم‏,‏ وهذا ماجري وتبدل في عهد السادات الذي كان يسير بمنهج اعرف عدوك فكان يجتمع بهم ويستغل ذلك في مواجهتهم بالحقائق‏.‏
‏**‏ من خلال معايشتك لنظم الحكم في مصر ماهو النظام الأنسب لحكم مصر؟
‏*‏ لا أحب المقارنة بين الحكام ونظم الحكم‏,‏ فكل فترة تحتاج الي نظام حكم معين‏..‏ فخلال حكم الملك فؤاد والد الملك فاروق كانت بعض الاحزاب السياسية تحاول الفوز في الانتخابات بايعاز من الملك‏.‏
ولكني اعتقد ان فترة الملك فاروق كانت تحظي بقدر كبير من الديمقراطية رغم كل ما كان يقال عن الفساد في عصره‏,‏ فقد كانت الحياة السياسية بالاحزاب السياسية الحقيقية والقوية وعلي رأسها الوفد الذي كان يفوز في أحيان كثيرة بالانتخابات‏,‏ ثم الدستوريون الاحرار‏.‏
‏**‏ كانت منتخبا والملك كان يملك ولا يحكم‏,‏ ببساطة حظينا حينها بنظام برلماني‏,‏ والحقيقة التي يجب أن نعرفها ان الأزمة السياسية حينها كانت متعلقة بالأحزاب التي تفوز بالانتخابات‏,‏ فالحزب الفائز يتخذ خطوات أنانية‏.‏
ولما قامت ثورة‏1952‏ بدأ ما نسميه بحكم الفرد أو الزعيم‏..‏ البعض يقول ان ناصر كان ظالما وإن الثورة ارتكبت جرائم‏,‏ لكن عبدالناصر كان في حاجة حينها لترسيخ قواعد الثورة ومبادئها وكان مخلصا ووطنيا لا غبار عليه‏.‏
أما السادات فعندما اراد انشاء المنابر الثلاثة او الاحزاب وأسس لاتجاهات اليمين واليسار والوسط خضت معه مناقشة حول فكرة الاحزاب وحاولت اقناعه بان الاحزاب لا تتكون بل تتشكل بشكل طبيعي‏,‏ فحزب الوفد لم يصدر به مرسوم ملكي إنما تشكل بعد ثورة‏1919,‏ وبمناسبة ذكر مناقشتي للسادات فأريد ان اقول انه كان يحب النقاش ولم يكن ديكتاتورا في آرائه كما يدعي البعض‏.‏
‏**‏ وماذا عن تحليلك للفوارق بين حكم ناصر والسادات ومبارك؟
‏*‏ فترة عبدالناصر يمكنني القول بانها كرست لترسيخ دعائم الدولة والتي بدأت بقيام ثورة‏1952‏ ثم منهج بناء الدولة بداية من قوانين الاصلاح الزرعي ومرورا بالسد العالي وغيرهما من المشروعات‏.‏
أما فترة السادات فقد اقتربت اكثر من المطبخ السياسي ومن الرئيس نفسه وشاركت في فترة رئاسته في الحياة الثقافية والإعلامية والسياسية وفترة السادات كانت فترة الانفتاح ويمكننا القول انه بطل الحرب والسلام‏.‏
وأذكر ان لقاءاتي بمبارك كانت فقط حينما كان نائبا للرئيس السادات فكنت أذهب اليه في استراحة القناطر وأحيانا تكون جلستي بجوار مبارك‏,‏ لكن لم تكن هناك أي علاقات مباشرة بيني وبينه‏,‏ ولم اتعامل بشكل مباشر مع مبارك ولذلك لا يمكنني الحكم عليه‏,‏ ولكن فترة حكمه كانت للتنمية المحلية الداخلية‏,‏ صحيح انها جتله علي الجاهز بعد ان انتصر الوطن واستقل‏.‏
‏**‏ وماهي عيوب ثورة‏25‏ يناير من وجهة نظرك؟
‏*‏ دائما تكون مشاكل الثورات انها تقوم لهدم نظام قائم ولكنها لاتحمل معها سياسة جديدة ونظاما جديدا بينما المفترض ان تكون لدي اي حركة رؤية مستقبلية وأسس وقواعد ومنهج سياسي واقتصادي محدد كالاشتراكية مثلا‏.‏
‏**‏ فساد مبارك ورجاله واضح للجميع‏,‏ لم تتحفظ في التعرض لذلك دائما في اي حوار تجريه؟
‏*‏ التاريخ هو الذي سيحكم علي مبارك وغيره‏,‏ وعموما‏..‏ السياسة فن ولايمكنك ان تأتي برجل ليس سياسيا وتجعله علي رأس ساسة الدولة‏,‏ السادات مثلا كان سياسيا بارعا ومخضرما وصاحب دور ونشاط سياسي منذ كان ضد الانجليز‏,‏ وكذلك كان عبدالناصر الذي قاد الثورة مع زملائه وأقر نظام الحكم الرئاسي‏,‏ اما مبارك فلم يتخذ اي قرارات سياسية مهمة تذكر‏,‏ والبعض يقول انه وفر الأمن والاستقرار طوال فترة حكمه وهذا كاف‏,‏ ولكن السؤال‏:‏ اين الحرب التي كان مفترضا ان يخوضها مع اسرائيل؟ وبشكل عام‏,‏ فوجهة نظري هي ان التاريخ هو الذي يحكم علي اي رئيس بهدوء ودون تسرع‏,‏ ثورة‏1952‏ كمثال كتب عنها آلاف المرات ولكن حتي الآن لم يتم تأريخها بشكل قاطع وحاسم‏.‏
‏**‏ ولكنك اقتربت علي الاقل من بعض رجاله وتعرف الكثير عنهم‏..‏ هل لنا ان نقرأ قليلا في مذكراتك عن رجال الرئيس؟
‏*‏ اقتربت اكثر من الدكتور احمدكمال ابوالمجد وهو شخصية عظيمة‏..‏ اما الراحل كمال الشاذلي فقد كنا نسمه فتوة الحزب الوطني لضخامته وطريقته في الكلام ورد الهجوم علي معارضي مبارك والوطني المنحل‏,‏ وأذكر انه ابتسم حينما قال له مبارك كرشك كبير ورد قائلا من خيرك ياريس‏.‏
اما صفوت الشريف فقد كان موظفا عندي ثم نائبا لي حينما كنت رئيسا لهيئة الاستعلامات‏.‏
‏**‏ علي ذكر صفوت الشريف‏..‏ البعض يتهمك بأنك من ابتلي مصر به‏,‏ عندما وضعته علي طريق الاعلام بعد فضيحة المخابرات‏..‏ ما هي القصة الحقيقية؟
‏*‏ صفوت الشريف اعترف بمهمته التي كان يقوم بها اثناء عمله بالمخابرات‏,‏ وربما لذلك منعه القذافي من دخول ليبيا‏.‏
اما حكايته معايا فبدأت حينما اوصاني قريب زوجتي حسن عليش نائب رئيس المخابرات عليه وكنت اعرف صفوت الشريف حينها باسم موافي حيث سار العرف علي ان يكون لرجل المخابرات اسم حركي‏.‏
وفي تلك الفترة كنت قد علمت من يوسف السباعي وزير الثقافة حينها انني سأتولي رئاسة هيئة الاستعلامات‏,‏ وعندما جاءني صفوت الشريف كنت اعتقد انه من رئاسة الجمهورية وليس المخابرات وقال لي احالوني للعمل بوزارة الاعلام ومحدش راضي ياخدني وانا مش لاقي شغل‏..‏ فتركته علي الباب ودخلت الي يوسف السباعي وقلت له فيه واحد بره عاوز اخده معايا فسألني عرفته منين ؟ ولما قلت له حكاية موافي حذرني قائلا إبعد عن المخابرات‏.‏
والحقيقة انني وجدت موافي صفوت الشريف ممتازا في عمله كموظف لانه كان منضبطا وساعدني كثيرا في تحديث الهيئة التي كانت عقابا للمنقولين اليها ثم تحسنت في عهد عصمت عبدالمجيد رئيس الهيئة قبلها وحاولت جاهدا ان استكمل تطويرها حتي أصبح الموظفون يتصارعون للعمل بها‏,‏ والحق كان الدور الاداري لصفوت الشريف كبيرا‏.‏
‏**‏ وهل حقا كان رد الجميل من موافي أنه افسد علاقتك بالسادات؟
‏*‏ أنا انسان متسامح لأقصي درجة ومتصالح مع الدنيا‏,‏ لذلك لا أتكلم ولا أهاجم مثل هؤلاء ولا أشكو‏,‏ لكنني غضبت لأنه الشريف قال انه توجه الي الدكتور عبدالقادر حاتم مباشرة وانتقل الي هيئة الاستعلامات لتطويرها‏,‏ رغم ان الدكتور حاتم كان قد ترك الهيئة قبل مجيئنا بعشرين سنة‏!‏ولكن انا سمعت من مصادر كثيرة ولم ار بنفسي أنه بالفعل كان يكتب تقارير فيها ما يؤذيني ويرفعها للرئاسة‏,‏ والأسوا حينما جاءني وطلب مني ان انضم لعضوية الحزب الوطني‏..‏ ربما ليتقرب بذلك للسادات الذي كان رئيسا للحزب‏,‏ فقلت له يا صفوت انا لا انتمي لأي حزب ولو فكرت في الانضمام لحزب فسوف يكون الوفد لأن كل عائلتي من الوفديين‏,‏ وقام بنقل هذا الحوار الي السادات علي اعتبار انني ضده‏,‏ وبعدها ذهب موافي لأخي بليغ حمدي الملحن وقال له يابليغ اخوك‏..‏ أخويا أنا كمان‏,‏ وهو طيب لكن قول له ينتبه للي حواليه‏.‏
وبعدها زرت السادات بصحبة يوسف السباعي في القناطر فقال لي وهو يصالحني متزعلش يامرسي‏..‏ أنا حبيت اشد ودنك بس البعض قال ل يوسف السباعي إن صفوت الشريف يريد ان يأخذ مكاني كرئيس للاستعلامات فقال لهم السباعي صفوت مش عايز مكان مرسي ده عاوز مكاني أنا‏..‏ وفعلا مرت الايام وصار الشريف وزيرا للاعلام‏.‏
‏**‏ وماذا عن حادثة إقالتك كأول قرار يتخذه بعد ان تولي وزارة الاعلام؟
‏*‏ ابتسم وأجاب‏..‏ أنا كنت حاضرا اول اجتماع لنا به‏,‏ وكان يتحدث من علي المنصة ونزل فجلس الي جواري تقديرا لاني كنت رئيسه وربما لكبر سني‏..‏ وربما قرر اقالتي لهذا السبب‏,‏ حتي يريح نفسه ولا ينزل من المنصة مرة أخري‏.‏
‏**‏ لدينا صورتان مرتبطتان بحديثنا عن الشريف‏,‏ الأولي يقف فيها بينما تجلس انت مع وزير الثقافة احمد الصاوي‏,‏ وفي الثانية نراك بجوار السادات مباشرة وهو علي مسافة بعيدة‏..‏ ما معني هاتان الصورتان؟
‏*‏ هو مكانش يقدر يقعد بجوارنا بحسب البروتوكول لكنه كان يجيد تطبيق المثل الشعبي القائل يتمسكن لحد مايتمكن‏.‏
‏**‏ في اعتقادك لو لم يمت عبدالناصر‏,‏ ويغتال السادات‏..‏ هل كان كل منهما سيستمر في الحكم لثلاثين عاما او اكثر؟
‏*‏ وبلا تردد يجيب‏:‏ لاطبعا‏,‏ اظن ان ناصر كان يريد الاستمرار في الحكم لهذه المدة‏,‏ والسادات كان يقول بعد فترة رئاستي سوف اترك الحكم واذهب الي بيتي في ميت ابو الكوم‏,‏ انا اري ان أسوا ما في حكم مبارك انه استمر لفترة طويلة جدا‏,‏ وكما يقول المثل الانجليزي السلطة تفسد وأقول لك بصدق لو ان السادات استمر في الحكم اكثر مما اتيح فانه كان سيحقق الديمقراطية‏.‏
‏**‏ في اعتقادك‏,‏ ان كان يحكمنا ناصر أو السادات هل كانت اسرائيل تجرؤ علي ما قامت به من اجرام في حقنا‏,‏ كقتل جنودنا علي الحدود؟
‏*‏ لا‏,‏ ولا كانت تأخذ الغازمن مصر كما فعل مبارك‏.‏
‏**‏ وماذا عن شهادتك حول قضايا الثقافة والاعلام في عصور ناصر والسادات ومبارك؟
‏*‏ كنت رقيبا علي الكتب في عهد ناصر‏,‏ وكانت الرقابة صارمة‏..‏ كانت لدينا تعليمات مشددة بمنع اي كتاب فيه ذكر لإسرائيل‏..‏ وفي ايام السادات كانت الحرية اكبر وهو العصر الأكثر انتعاشا بالنسبة للثقافة وذلك لان السادات كان قارئا ومثقفا وصديق للادباء والكتاب‏.‏
واذكر لناصر إنشاءه للمجلس الأعلي للفنون والآداب‏,‏ وقد انشأه لربط المثقفين بالثورة‏,‏ لكن يوسف السباعي رئيس المجلس نجح في تحويله لخدمة المثقفين‏.‏
أما في عهد مبارك فقد كانت مساحات الحرية واسعة جدا‏..‏ بالكلام علي الاقل‏,‏ خاصة مع انتشار الفضائيات ولكن الاسماء اللامعة اختفت ولم نعد نري نجوم في الآداب والثقافة من أمثال نجيب محفوظ ويوسف أدريس وتوفيق الحكيم‏,‏ وأنا مع من يقول ان الاعلام في عهد مبارك قد افسد الثقافة المصرية‏.‏
‏**‏ مارأيك في حالة التخبط والفوضي التي نعانيها الآن؟
‏*‏ هكذا طبيعة الحال بعد اي ثورة‏,‏ لذلك تسمي مرحلة انتقالية‏..‏ لكنها طالت والناس بدأت تضج لكنها سوف تمر وتستقر البلاد علي الصورة الجديدة التي يجري تشكيلها‏,‏ ويترسخ الاستقرار‏,‏ وبصراحة المشكلة الآن في الحكومة الضعيفة والإعلام الفوضوي‏.‏
‏**‏ ما رأيك في مسألة الفتنة الطائفية وعدم حصول المسيحيين علي حقوقهم في وطنهم؟
‏*‏ أنا أندهش لهذا الحديث‏,‏ وهناك عناصر تتلاعب وتتدخل وتتورط في هذا الأمر‏,‏ وما أراه الآن لم يكن في مصر من قبل‏..‏ فلم نكن يوما نسأل عن الديانة‏,‏ وأنا اذكر اننا كنا مقيمين وأنا صغير لفترة بمنزل سيدة كنت أدعوهاخالتي واكتشفت انها مسيحية بعد سنوات‏,‏ وأنا الآن اعيش بمنزل يملكه مسيحيون وكل سكان العقار مسلمون وعلاقاتنا ممتازة‏,‏ لذلك اعتقد انها مشكلة مفتعلة ووراءها عناصر خفية موجودة في مصر‏,‏ ولاشك انه توجد عناصر متطرفة من الجانبين وهؤلاء يعملون علي اثارة واشعال الفتنة‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.