دخلت أزمة صالون الشباب الذي أجل إلي نهاية أكتوبر الجاري منعطفا جديدا مع اتخاذ د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية( الذي تسلم مهام منصبة قبل أيام قرارا باختيار قومسيير عام ولجنة تحكيم جديدين للدورة الثانية والعشرين للصالون.وأصدر قطاع الفنون التشكيلية بيانا موجها لشباب التشكيليين يعلن فيه اختيار الفنان خالد حافظ قومسييرا عاما للصالون, مع تشكيل لجنة تحكيم جديدة برئاسة د. رصا عبدالسلام بدلا من دكتور محمد شاكر رئيس لجنة الفرز والتحكيم, التي اتخذت قرارا سابقا بقبول جميع الأعمال المتقدمة. وهو ما أثار الخلاف بين اللجنة ومعها قومسيير عام الصالون( وقتها) د. رضا عبدالرحمن, وبين وزير الثقافة د. عماد أبو غازي. وقال د. رضا عبدالرحمن إن د. محمد شاكر اتخذ قرارا منفردا بالاعتذار عن عدم رئاسة لجنة التحكيم, ولكن د. صلاح المليجي اتخذ قرارا بالتخلي عن لجنة التحكيم بكاملها, ملحقا ذلك بقرار تسمية قومسيير عام جديد. وأردف عبدالرحمن: قائلا ليس لدي اعتراض علي تسمية قومسيير عام بديل فأنا لا أسعي لمناصب في وزارة الثقافة, ولكن قرار صلاح المليجي محاولة للخلاص من أزمة تطرح بالأساس شرعية تدخل الوزير كمسئول تنفيذي في قرارات لجنة التحكيم وهو ما يمنعه القانون. وأكد عبدالرحمن أن القضية لم تكن ابدا صراعا أو تناطحا, ولكن القضية عدم مشروعية تدخل المسئول التنفيذي في قرارات لجان التحكيم وإلا صار هذا عرفا يسقط القانون. ونفي د. رضا عبدالرحمن صحة ما صرح به د. صلاح المليجي ل الأهرام المسائي بأنه قام بالاتصال بأعضاء لجنة التحكيم عارضا عليهم المشاركة في اللجنة الجديدة التي يجري تشكيلها, واصفا القرار الذي اتخذه رئيس قطاع التشكيلية الجديد بالقرار الاقصائي غير الممنهج وغير المؤسسي. ورأي عبدالرحمن أن قرار المليجي هو انحياز منه كمسئول تنفيذي لرئيسه( في إشارة لوزير الثقافة), في معركة قانونية وفنية واضحة. وأضاف عبدالرحمن قائلا مع احترامي للزملاء الذين قبلوا أن يكونوا لجنة تحكيم بديلة, فإنهم قد أساءوا إلي أنفسهم وتاريخهم بقبولهم أن يكونوا بدلاء. واصفا هذا القرار بأنه استمرار لسياسة الوصاية التي تمارس في كل أنحاء مصر حاليا, مضيفا: عماد أبو غازي هو عضو في حكومة عصام شرف التي تواصل تجاهل الحقوق المشروعة للشعب, فلماذا ننتظر منه أن يكون مختلفا؟. وحذر د. رضا عبدالرحمن الذي استقال مؤخرا من منصبه كمشرف عام علي الفنون التشكيلية بصندوق التنمية الثقافية التابع للوزارة, من استمرار د. عماد أبو غازي وزيرا للثقافة لو أصر علي إدارة الوزارة علي ذات النهج القديم. من جانبه أكد د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية, أنه لم يتخذ قراره منفردا. وأن استبدال لجنة التحكيم جاء بعد مشاورات مع المستشار القانوني للقطاع, وتم الاتصال بجميع أطراف المشكلة, نظرا لاعتذار د. أحمد نبيل( أكبر اعضاء اللجنة سنا) عن عدم القبول برئاسة لجنة التحكيم نفسها خلفا للدكتور محمد شاكر, لكنهم رفضوا جميعهم وأصروا علي قرارهم, فقام بترك قرار تشكيل اللجنة كليا للدكتور رضا عبدالسلام رئيس لجنة الفرز والتحكيم الجديد. وأكد المليجي انه لم يكن من الممكن التصالح مع قرار لجنة الفرز والتحكيم الأولي للصالون, نظرا لكون القرار مخالفا للقانون واللائحة, التي تحتم عملية الفرز كشرط من شروط قبول الأعمال في الصالون. وهي العملية التي ينبني عليها الصالون ككل. مما اضطره( حسب تعبيره) لتشكيل لجنة جديدة لديها استعداد للقبول باللائحة والقانون والعمل وفقا لهما. وأضاف قائلا أن وجود عملية الفرز ليس ضد الثورة, فهناك معايير فنية وجمالية وتنظيمية لابد من الالتزام بها. إن الفنان المتقدم يوقع علي تعهد للالتزام بالشروط اللائحية في الاستمارة, فكيف تتيح المؤسسة لنفسها أن تخالف اللائحة ذاتها؟. واشار رئيس القطاع أنه حتي الآن لم يتقدم أي فنان شاب لسحب عمله من الصالون استجابة للدعوة التي أطلقها د.رضا عبدالرحمن عبر فيس بوك للفنانين الشباب بمقاطعة الصالون. إلا أن الأهرام المسائي صدت استجابة عدد من الفنانين الشباب اعضاء حملة احنا اصحاب البيان المؤيدين لقرار اللجنة الأولي, في شكل بيان جديد يشير إلي امكانية استجابة بعض الفنانين الشبان لدعوات المقاطعة. وحول وجود تحفظات علي اختيار الفنان خالد حافظ قومسييرا عاما للدورة الثانية علي التوالي, خاصة مع الاعتراضات الواسعة التي ووجه بها اختياره قومسييرا للدورة الماضية, أكد المليجي لايوجد نص لائحي أو قانوني يمنع اختيار حافظ قومسييرا عاما لدورتين متتاليتين, ولكن يوجد عرف تم تجاوزه هذه المرة إنقاذا للموقف. فقد تاخر الصالون عن موعده بالفعل وواجهت دورته الجديدة الكثير من العراقيل. كما أن اتجاهات حافظ الفنية والسياسية لن تؤثر علي المشاركة في الصالون, نظرا لأنه لا يملك الحق في قبول أعمال جديدة غير تلك التي تقدمت بالفعل.