سيطرت حالة من الحزن الشديد علي عشرات الآلاف من الأقباط المشاركين في تشييع جثامين ضحايا احداث ماسبيرو في الكاتدرائية الكبري بالعباسية أمس. ورأس قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة الجنازة التي شارك فيها عدد من كبار اساقفة المجمع المقدس للكنيسة. ووجه الانبا موسي أسقف الشباب كلمة إلي الآلاف من الحاضرين صلاة الجنازة قال فيها إن كلمة اليوم ليست عزاء بل كلمة وداع وان شهداء الكنيسة من شبابنا هم الآن في مكان أفضل وارواحهم معنا كما هي في السماء, مشيرا إلي أن البابا شنودة يتألم من آلام أبنائه ولكن ليس لنا عزاء إلا الله وحده. وعقب انتهاء الصلاة خرج الآلاف من الأقباط في مسيرة إلي المستشفي القبطي بشارع رمسيس للمطالبة بسرعة الانتهاء من تشريح باقي جثامين الضحايا والذين يبلغ عددهم17 شخصا, وقام الأقباط بترديد هتافات تعبيرا عن غضبهم. وفي سياق متصل, عقد البابا شنودة اجتماعا طارئا للمجمع المقدس حضره70 أسقفا بالمقر البابوي أمس لمناقشة احداث ماسبيرو التي راح ضحيتها25 شخصا وإصابة المئات. وأكد المجمع المقدس انه يرفض استخدام العنف بكل صوره, وان بعض الغرباء قد اندسوا وسط الأقباط المشاركين في المسيرة وارتكبوا اخطاء تنسب إلي الشباب القبطي, وان الاقباط يشعرون بان مشاكلهم تتكرر, كما هي باستمرار دون محاسبة المعتدين ودون إعمال القانون أو وضع حلول جذرية لهذه المشاكل. وطالب المجمع المقدس الشعب القبطي بالصلاة والصوم ثلاثة أيام ابتداء من اليوم لكي يحل السلام في مصر. وكان الآلاف من الأقباط قد تجمعوا في الكاتدرائية الكبري بالعباسية بالملابس السوداء, وأقاموا الصلوات في فناء الكاتدرائية وطالبوا بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لمعرفة المحرضين علي احداث ماسبيرو لوضع حد للتجاوزات والاعتداءات التي تحدث كل فترة مع الأقباط عقب بناء كنيسة لهم, وطالبوا بوضع قانون موحد لبناء دور العبادة.