سوف أبدأ هنا وبعكس الترتيب المعتاد بتناول جائزة نوبل في الكيمياء أولا من الطريف في هذا الصدد أنه يمكن أن يقال بمعني من المعاني ان هذه الجائزة أعطيت هذا العام لأحد أشكال الزخرفة بالقيشاني التي تزين قصر الحمراء في الأندلس باسبانيا. لشرح ذلك نرجع بالزمن إلي بداية الثمانينينات من القرن الماضي, حيث اكتشف المهندس الإسرائيلي داني شختمان بلورات أي كرستالات بها تماثل خماسي وهوFiveFalalSgmmetry نوع من التماثل كانت هناك نظريات في الهندسة التقليدية تقول إنه لا يمكن أن توجد نظريا, ولذلك لا يمكن أن يوجد في الطبيعة أو حتي أن يصنع في المعمل بناء علي هذه النظرة التقليدية. هاجم كثير من العلماء اكتشاف شختمان وأصروا أن ما سمي فيما بعد بشبه البللورات أو شبه الكرستالاتQuasiCrystalls, ما هو سوي خلط علمي لا أساس له من الصحة, والغريب أن أشهر أعداء اكتشاف شختمان كان لينس بولنج LinusPauling الذي حاز علي جائزتين من جوائز نوبل الأولي في الكيمياء والثانية في السلام, وهو أستاذ للعالم المصري د.أحمد زويل علي الرغم من ذلك كان لينس بولنج مخطئ مائة في المائة علي الرغم من جوائز نوبل, وكان المهندس داني شختمان محقا مائة في المائة, وها هو قد حصل بعد أكثر من30 عاما علي جائزة نوبل. ارجوا أن يكون في هذا درس مفيد لكل من يهتم بالالقاب والجوائز فكل عالم ممكن أن يخطيء في التقدير مهما تكن انجازاته السابقة. نرجع الآن إلي قصر الحمراء في الأندلس في هذا القصر هناك سبعة عشر شكلا هندسيا لزخرفة القصر, وأحد هذه الأشكال هو شكل شبه بلوري ذو خمسة تماثلات, أي أن العرب كانوا يعرفون هذا الشكل الذي هو الاساس الرياضي الهندسي لشبه البلورات التي حاز بها المهندس الإسرائيلي شختمان علي جائزة نوبل في الكمياء هذا العام. هناك معلومتان قد تهم القارئ العربي والمصري أول معلومة هي أنه كان يفتقد لمدة طويلة أن أول من اكتشفTeileng التبليط مستخدما شبه البلورات ذات التماثل الخماسي هو عالم الرياضيات البريطاني الفذ سار روجر بنروز, ويعرف شكلهSirRogerPenrose باسم (تبليط بنروز PeariseTeiling) لكن كما رأينا أعلاه كان هذا التبليط شبه الكرستالي معروفا لقداء العلماء المسلمين في إيران, وفي الأندلس. المعلومة الثانية هي أني استخدمت نفس الاشكال الهندسية لحل معضلة توحيد نظرية اينشتين للنسبية مع نظرية الكم لمكس بلانك MoxPlank مستخدما تبليط بنروز, لكن بعد تحويره إلي تبليط فركتالي بمعني آخر استخدمت الأشكال شبه البلورية في صورةFractal فركتالية لتكون هندسة الكون, ومن أهم نتائج هذه النظرية هي أن احتمال الارتباط الفوري أو ما يسمي في ميكانيكا الكم كونتم انتلجلمنتQuantumEntangalment للاجزاء الذرية وتحت الذريةSubatomicPanticles تساوي في العادة المقطع الذهبي أس خمسة(05) وهو ما يقرب من تسعة في المائة9% وقد اقبت ذلك أخيرا في المعمل في ألمانيا. والجدير بالذكر ايضا أن المقطع الذهبي هو أساس تصميم شبه البلورات وأن أول من استخدمه في فن العمارة كان قدماء المصريين في أهرامات الجيزة وأنتقل بعدهم إلي اليونان وإيطاليا في عهد النهضة. أما بالنسبة لجائزة نوبل هذا العام في الطبيعة فالحقيقة أنها لم تمنح في علم الطبيعة وإنما أعطيت في علم الكونCasmoligy لثلاثة علماء وهم: برل موتر وشمت وريس, وذلك عن اكتشافهم أن الكون مازال يتمدد, بينما كان الاعتقاد السائد لعشرات السنين أن تمدد الكون بدأ يتناقص استعدادا للانكماش. الحقيقة هناك نظريات عديدة متضاربة في هذا الشأن ومازلت أذكر كيف كان العالم الأمريكي السويسري الأصل فرتز تسفكي ينعت زملائه بأسوأ الصفات لأنهم يتجاهلون الأفكار الحديثة ويصممون علي السير في اتجاه السلطة العلمية السائدة مهما تكن الادلة والمنطق ضدها, وذلك للحصول علي المنح المادية وما أشبه ما يدور في محراب العلم بكثير مما يدور في مجال السياسة, فالعلماء ما هم إلا أشخاص لا يختلفون عن أي أحد آخر سوي أن صنعتهم العلم لا أكثر ولا أقل والتصور المعتاد في الثقافة الإسلامية أن العالم شخص يرتفع اخلاقيا عن أغلب الناس هو تصور خاطئ يخلط بين صورة العالم الفقيه بالدين, والعالم في عصرنا الذي يكتشف العقاقير ضد الامراض وكأنه يخترع أسلحة الدمار الشامل ايضا. يبقي أن تعلم أن التحيز في منح جائزة نوبل معروف وهو حقيقة, وعلي سبيل المثال صوت جامعة معينة في إسرائيل في إعطاء جائزة نوبل في الكيمياء معروف عالميا وله ثقل لا يمكن تجاهله, وعلي الرغم من ذلك لا يمكن إلا أن أشعر بكثير من الرضا علي حصول المهندس داني شختمان علي جائزة نوبل في الكيمياء, وأنه يستحقها عن جدارة لكن بطبيعة الحال ما كان من الممكن أن يحصل عليها لو كان هو أحد اساتذة الهندسة في إحدي الجامعات العربية أو المصرية مهما يكن اكتشافه عظيما. هذا وأحب أن أوجه نظر القارئ إلي أحد أحدث المراجع العلمية التي نشرت أخيرا عن موضوع شبه البلورات, خصوصا تبليط بنروزPenroseTeiling وهو بحث لطالبة كانت تعمل معي وهي الآن استاذة للرياضيات في سلونيا, والمرجع موجود علي الإنترنت في مجلة عالمية: TheHausdorffdimensionofThePenroseUnivevse. byL.Marek-CrnjacPublisheninPhysicResercliinternticnalValum2011articleId874302Numberofpoger.4doi:2011/10.1155/.874302