تكشفت حقائق جديدة تتعلق بأحداث فتنة إدفو, وسط ترقب أهالي قرية الميرتاب بالمدينة لما ستسفر عنه الساعات المقبلة بعد انتهاء المهلة المحددة لإزالة مخالفات مبني المضيفة سبب النزاع, حيث اتضح حدوث تلاعب في مستندات الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو, فيما لجأ محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد إلي إحالة المخالفات للنيابة العامة للتحقيق في إجراءات استخراج رخصة الهدم والبناء. وكانت المفاجأة الأولي في ظهور طلب تقدم به القمص مكاريوس بولس راعي كنيسة ماري جرجس سبب الأزمة إلي الوحدة المحلية في19 سبتمبر الماضي, لتعديل الرخصة من توصيف الكنيسة إلي مضيفة مما يعني إمكان إلغاء الرخصة واستخراج أخري جديدة طبقا للقانون. فيما تمثلت المفاجأة الثانية, في حقيقة المستندات التي تقدم بها القمص في عام2009, حيث تبين تقدمه بطلب لترميم الكنيسة, مخالفا توصيف المبني كمسكن يبتعد عن المضيفة تماما, وكان من المفترض أن يتم الرد عليه مباشرة إلا أن ذلك لم يحدث, حيث أوصت الإدارة الهندسية بالهدم. وأكد سعد مرزوق أحد قيادات مركز إدفو أن الإدارة الهندسية لم تعاين الموقع, واكتفت بتقرير أحد المكاتب الاستشارية, لافتا إلي أن الوحدة وافقت علي ذلك. تابع: الوحدة أرسلت مذكرة بما حدث إلي السكرتير العام وبدوره أحالها إلي المستشار القانوني. من جانبه, قال خالد أبوزيد أحد أبناء القرية إن المستشار القانوني لم يكلف نفسه عناء البحث والتحري عن حقيقة المبني, وإذا كان مضيفة أو كنيسة, إلا أنه وافق علي رأي الإدارة الهندسية مباشرة رغم حساسية الموقف. وأكد أن محافظ أسوان قرر الموافقة طبقا للقانون واللوائح المنظمة لذلك, حتي عاد الأمر مرة أخري للوحدة المحلية التي لم تقم بتنفيذ تعليمات المحافظ بشأن مراجعة الموافقة طبقا للقانون حتي انتهي الأمر إلي استخراج رخصة هدم ثم بناء, ليفاجأ الجميع بأنها كنيسة وليست مضيفة. وأشار أبوزيد إلي أن الأهالي لن يسمحوا بإقامة كنيسة داخل القرية, لاسيما أن عدد الأقباط بها لا يتعدي120 فردا فضلا عن وجود مضيفة يؤدون فيها الشعائر الدينية ولا أحد يعترض عليها. في السياق نفسه, أضاف عبدالمقصود سليمان من قيادات القرية أنه تم ايهام أهالي القرية بأنه يتم بناء منزل فقط وهو ما يعد تحايلا علينا بحسب وصفه. في غضون ذلك, صرح اللواء مصطفي السيد عقب اجتماعه مساء أمس مع قيادات القرية لبحث التوصل إلي حل بشأن الأوضاع في القرية بأن تباطؤ المقاول المكلف بإزالة مخالفات البناء تسبب في عودة الاحتقان بين الأهالي مرة أخري خاصة أن هناك جلسات عرفية تمت خلال الشهر الماضي وانتهت باستنكار مخالفات البناء والاتفاق علي هدم الجزء المخالف. وطالب المحافظ كل الأهالي بوقف الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد, مؤكدا أن المحافظة حريصة علي احترام دور العبادة والمقدسات المسيحية والإسلامية, رافضا ادعاءات بعض المنظمات القبطية التي تثير الفتنة من خلال ترويج الأكاذيب بشأن تعرض الأبرياء للتعدي وهذا لم يحدث.