لم يختلف الحال في الأهلي عنه في اتحاد الكرة, وتشابهت الأمور تماما في اجتماعات الجمعية العمومية, وعرفت مصر كلها أن الطريقة واحدة, وحقوق طبع الميزانية واعتمادها محفوظة للحزب الوطني المنحل الذي لم يجد أفضل من البلطجة وسيلة للتعامل مع مقدرات الشعب المصري! وما أشبه ما حدث في ميزانية الأهلي بما دار في ميزانية اتحاد الكرة وكلاهما فيه كلام ويستحق تحقيقات ولا يمكن الموافقة عليها بتلك الطريقة المهينة التي زادت في فجورها عن ميزانيات ما قبل ثورة25 يناير التي خلعت الرياضة من أجندتها تماما مع أنها أشد المناطق فسادا, وأحقها بالتطهير بعد أن أصبحت ميزانياتها بالملايين وتعبث بها أيادي رجال النظام الذي دخلت رموزه السجون فيما بقت ذيوله في الخارج تسير علي العهد والوعد, بل وتخرب من أجل عودة مستحيلة إلي الوراء! ليس الأهلي الذي تعتمد ميزانيته بهذا الشكل الغريب والمهين لأعضاء يدركون أن كرة القدم أتت علي الأخضر واليابس بسبب الصفقات الفاشلة والإخفاقات المتتالية.. وليس الأهلي الذي يمنع الإعلام من الدخول إلي مقر الجمعية لنقل الحقيقة.. وليس الأهلي الذي تدار جمعيته العمومية بهذه العشوائية التي لا يعرف أحد معها ماهية اليد المرفوعة ب' الموافقة'.. هل هي لأعضاء الجمعية العمومية أم لموظفين وعمال ورجال أمن.. وليس الأهلي الذي يتجاهل أعضاء النادي الذين رفضوا الميزانية ولا يقيم لهم وزنا! وليس الأهلي الذي يستغل اسمه وجماهيريته لردع كل من يقول:' لا'.. وليس الأهلي الذي يستغل اجتماع الموافقة ليشطب من خالفه الرأي وقدم بلاغا للنائب العام يبغي من ورائه صالح النادي.. وليس الأهلي الذي لا يفرق بين عضو في النادي وإعلامي قال رأيه مع تحفظي الكامل علي ضرورة أن يكون النقد بعيدا عن التجريح والإساءة والبذاءة والأمور الشخصية.. وإذا كانت هذه هي قناعتهم ما الفرق بينهم وبين الزمالك الذي حاول رموزه شطب بعضهم البعض في جمعيات عمومية مختلفة؟!