تحولت الأسواق الشعبية في بورسعيد لمستنقعات للصرف الصحي, ومقالب للقمامة والمخلفات وبلغت الاوضاع حدا خطيرا من الناحية الصحية بعدما تراكمت جيوش الذباب والناموس علي معروضات الباعة من الخضراوات والفواكه والحبوب والأسماك واللحوم, وانتشرت الفئران في المحال المهجورة بتلك الاسواق المنتشرة في إحياء العرب والمناخ والزهور والضواحي. وكانت بورسعيد قد شهدت خلال السنوات الماضية أكبر عملية لإنشاء الاسواق النموذجية بالأحياء وذلك لمواجهة ظاهرة الأسواق العشوائية والقضاء علي ازمة الباعة الجائلين. وقد فشلت جميع هذه الأسواق فشلا ذريعا نظرا لعدم تشغيلها من جانب المنتفعين بها وبمحلاتها والتي ظلت مغلقة منذ الافتتاح وتحولت في مراحل تالية لأوكار لتعاطي المخدرات, وممارسة الأعمال المنافية للآداب, وأصبحت أخيرا نموذجا صارخا لإهدار المال العام وقيمة الأرض المقامة عليها. وتتصدر الأسواق القائمة بمناطق علي بن أبي طالب سوق علي, و6 أكتوبر بالمناخ, وسوق ستالنيجراد, والسلام الجديد, وناصر بجوار قصر الثقافة قائمة الاسوأ علي الاطلاق. وفي جولة لالأهرام المسائي سجلت السطور شكاوي وصرخات الباعة والزبائن بتلك الأسواق. بداية يقول شعبان محمد رجب احد باعة سوق6 أكتوبر أن الفوضي هي السمة الأساسية بالسوق فالمحال محاصرة بالإشغالات والباعة الذين يحتلون السوق ويغلقون الطريق للمحال المؤجرة من الحي, والنظافة غائبة منذ إنشاء السوق والمخلفات تغطي السوق منذ سنوات ولاتجد من يرفعها, علاوة علي مأساة الصرف الصحي ومياهه الملوثة التي تحاصر جميع المواد الغذائية, وفي الفترة المسائية ومع إغلاق المحال وتوقف عمليات البيع والشراء يتحول السوق وكرا لايواءالبلطجية ومتعاطي المخدرات والبانجو بعيدا عن اعين الأمن تماما والتي لم نسمع يوما أنها داهمت تلك المحال الداخلية بالسوق وقبضت علي هؤلاء الخارجين علي القانون علي الرغم من ان السوق يقع علي بعد10 خطوات فقط من عمارات ضباط الشرطة بمنطقة6 أكتوبر. ويشكو علي أحمد فهمي من قاطني منطقة السلام الجديد من الحالة المزرية لسوق السلام والذي يرتاده الآلاف من قاطني مناطق السلام, والمنطقة الصناعية يوميا ويقول ان الروائح الكريهة تزكم الانوف والغلابة لايملكون سوي الصمت علي ما آل إليه الوضع وكالعادة مشهد الصرف الصحي لايغيب عن السوق نا هيك عن مخلفات الأسماك الملقاة في كل مكان والمأساة الحقيقية هي معاناة المواطنين قاطني العمارات المجاورة للسوق والمحاصرين بتلك الاوضاع والروائح وبآلاف البلطجية الذين يحتلون المنطقة بأكملها والسوق خاصة. من جانبه, أكد أحمد عبد الله محافظ بورسعيد ان الاسواق القائمة حاليا لم تؤد الغرض المستهدف منها وبات لزاما مراجعة مواقفها لإيجاد حل عاجل لها وتفادي الأخطاء التي شابت التصميمات الهندسية بها عند بناء اسواق جديدة بالأحياء الشعبية.