رغم تغيير أكثر من محافظ للمنيا عقب الثورة, فإن مدينة المنيا أصبحت في حالة يرثي لها حيث تعاني جميع أحياء المدينة تكدس أكوام القمامة بالشوارع إلي جانب انفجار مواسير الصرف الصحي وتهالك الطرق. ورغم الجولات المفاجئة لمحافظ المنيا اللواء سراج الدين الروبي وكانت آخرها جولته المفاجئة علي حي غرب المدينة في الساعة الواحدة صباحا وهي الجولة التي أتبعها المحافظ بإصدار قرار بإقالة رئيس حي غرب نتيجة انتشار أكوام القمامة وسوء حالة النظافة بالشوارع إلا أن قرار إقالة رئيس حي غرب يثير العديد من التساؤلات منها لماذا لم يقل المحافظ باقي رؤساء الأحياء ومنها حي جنوبالمدينة الذي يعد مثالا صارخا علي انعدام النظافة وتكدس أكوام القمامة وتدني الخدمات؟ وهل السبب وراء هذه الظاهرة قلة حيلة رؤساء الأحياء نظرا لعدم توافر المعدات اللازمة؟ أم أن عدم وجود ميزانية للنظافة هو السبب في ذلك؟ ورغم هذه الجولات المفاجئة للمحافظ علي الأحياء وإصدار التعليمات بالاهتمام بالنظافة والخدمات بشوارع المدينة ووعود المحافظ بحل جميع الأزمات التي يعانيها المواطن المنياوي فإن الوضع لم يتغير حتي الآن وبقي الحال علي ما هو عليه. فسكان حي جنوب مدينة المنيا وعلي وجه التحديد منطقة السلخانة التي يطلق عليها المسئولون والأهالي عاصمة جهنم يعانون العديد من تدني الخدمات وسوء حالة نظافة الشوارع والمرافق سواء الصرف الصحي الذي أصبح بجانب تلال القمامة أزمة يومية تهددهم بالإصابة بالأمراض الوبائية. ودائما ما يفاجأ الأهالي بهذه المنطقة بمياه الصرف الصحي وهي تغرق وتقتحم منازلهم والأسرة التي ينامون عليها حيث يصل ارتفاع هذه المياه إلي ما يقرب من نصف المتر وأوشكت في إحدي المرات أن تتسبب في كارثة بعد وصول هذه المياه إلي مصادر الكهرباء وعند محاولة الأهالي الاستنجاد بمسئولي المجاري تجاهلوهم فما كان من السكان سوي إبلاغ شرطة النجدة والتهديد بالتظاهر. يقول خالد محمد عبدالعزيز موظف بمستشفي المنيا الجامعي: استيقظنا من نومنا ومياه المجاري تغرق الأثاث والسرير الذي أنام عليه وعندما حاولت الخروج لمعرفة سبب المشكلة فوجئت بارتفاع المياه في الشارع بصورة تمنع أي شخص من المرور دون أن تغرقه مياه الصرف. ويؤكد محمد حسانين( جزار) أنه حاول إخراج المياه من منزله إلا أنه فشل, قائلا: إن ارتفاع المياه أدي إلي سقوطه مرتين في بالوعة المجاري بالشارع واستمر الحال علي هذا الوضع حتي اليوم التالي. ويضيف شعبان عبدالصبور موظف بجامعة المنيا: أصبحنا معتادين علي انفجار المجاري بصفة يومية وهو ما يعرضنا وأطفالنا وكبار السن للإصابة بالأمراض والأوبئة كما أن المياه منعت الكثيرين من الذهاب لأعمالهم والمسئولون يتجاهلوننا. من جانبه أكد المهندس جمال الفولي مدير المجاري بحي جنوبالمنيا أن ما حدث يرجع إلي وجود انسداد في الخط الرئيسي للصرف الصحي وعندما كنا نقوم بمعالجته وتسليكه وجدنا بطاطين وملابس بداخله ورغم الاستعانة بسيارات لشفط المياه وكسحها من الشوارع قام المواطنون بالتكالب علي هذه السيارات وتهديد المسئولين عليها بالأسلحة البيضاء لشفط المياه من منازلهم. وأضاف أن أزمة انفجار المجاري بشوارع حي جنوبالمنيا ترجع إلي أن مواسير الصرف الموجودة بهذه الشوارع لا يتعدي قطرها10 بوصات بينما من المفترض ألا يقل عن18 بوصة في ظل أن هذه المنطقة من أعلي المناطق كثافة بالسكان وتضم ما يقرب من نصف سكان المدينة كما أنها من العشوائيات حتي إن المسئولين والمواطنين أطلقوا عليها( عاصمة جهنم) من كثرة المشكلات التي تعانيها.