بعد أن احتكرت الشركات العالمية طويلا انتاج التليفون المحمول تحرك الزحف الصيني بعد أن تخطي حدود السلع التقليدية التي غزت الأسواق في كل مكان وسيطر علي صناعة المحمول وهبطت أمطار الموبايل الصيني علي استحياء أول الأمر أمام محلات الأزياء الشهيرة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة وكان المارة يتبادلون التبسم والضحك مع الباعة خاصة الإناث من الصينيين. الآن في كل أرصفة القاهرة تقريبا وبالميادين الكبري بالمحافظات وأماكن الزحام المعروفة علي مستوي الجمهورية يلحظ تجمع كبير وزحام شديد ولا تحتاج أن تسأل فأجهزة المحمول الصينية في يد أكثر من زبون يسأل عن سعرها الزهيد في تلهف غريب ويبدو واضحا علي أساريره السعادة وكأنه هو الغانم الأوحد في صفقة الشراء, ورغم أن الأجهزة الصينية يؤخذ عليها عدم الجودة في بعض الماركات إلا أنها استطاعت الحصول علي حصة كبيرة من السوق في العامين الماضيين خاصة مع انتشار خدماتG3 وتوجد أنواع مختلفة من الهواتف الصينية في السوق المحلية منها ما يحظي بضمان وكيل بجانب أنواع أخري مجهولة الهوية ومطاردة حسب وصف التجار لعدم استيفائها المواصفات القياسية للجودة ولها العديد من الأشكال والأسماء. وحسب الاحصائيات, فإن الصين تنتج نحو840 مليون موبايل سنويا منها4 ملايين تدخل السوق المصرية وتعتبر من النوعيات الأقل جودة. يقول حجازي محمد موظف بالضرائب فرق السعر بين الأجهزة الأصلية والصينية. كبير جدا خاصة أن الصيني به كاميرتان وبطاريتان وسماعتان مما أغراني ودفع آلافا غيري لتجربة الموبايل الصيني, ابني يريد موبايل بكاميرا ويلتقط التليفزيون مثل زملائه بالدراسة هكذا بدأت كلامها سميحة السيد موظفة بالمعاشات وأضافت أعلم أن الهواتف الصينية غير أصلية وعمرها قصير لكن المهم أن أشجع ابني وأدفعه للمذاكرة عن طريق المكافآت. وأشار ابراهيم فؤاد أحد مسئولي المبيعات بأحد المولات بوسط القاهرة الي أن التجار الصينيين يستغلون ثقافة البحث عن الذات المنتشرة بين قطاعات كبيرة وسط الشباب هذه الفترة فيروجون لاجهزة تستهويهم بصوت مرتفع وتليفزيون ومشغل أغان بسعر200 أو300 جنيه. وأوضح أن تأثير الموبايل الصيني علي مبيعات الماركات المعروفة لا يذكر لأن الزبون يدفع نقوده وهو يعلم قيمة ما يشتريه جيدا. وأضاف أن أكثر ما يعيب الأجهزة الصينية انتفاء خدمة ما بعد البيع وعمره القصير, من جانبه أوضح الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي أنه من حيث المبدأ لابد من التساؤل هل دخلت هذه الأجهزة بشكل رسمي واذا كانت الاجابة بالطبع لا, فكيف تم تهريب كل هذه الكميات المهولة من المنافذ فإذا كان هناك مغرضون أو مستفيدون فأين دور الأجهزة الرقابية. وأضاف اذا مرت الأجهزة من المنافذ وأصبحت متواجدة بالأسواق فأين دور أجهزة المتابعة لكفاءة المنتج, وأين جهاز حماية المستهلك وكان قديما من يضبط ملابس مقلدة تتم مصادرة البضاعة وأشار الي أنه قبل وصول الموبايل الصيني لأيدي مستخدمين بوسط البلد أو أي مكان بالجمهورية مر بعشر مراحل فكيف نفكر في المحاسبة عند الخطوة الحادية عشرة. وأضاف أتمني أن نري أي مسئول بالجمارك يحقق معه عن هذه البضائع المهربة ونري كفاءة أجهزتنا الرقابية وعدم السكوت علي ضياع حق الدولة, فالحكمة العربية تقول الباب الموارب يغري بالدخول.