أبدي أحمد عبد الحميد, مخرج مسلسل خاتم سليمان استياءه من ظروف العمل التي أحاطت بالعمل رغم نجاحه جماهيريا, مشيرا إلي عدم رضاء العاملين, حيث واجه العمل العديد من المشكلات والأزمات أثناء التصوير في ظل غياب المنتج. وكشف عبد الحميد ل الأهرام المسائي كواليس العمل في المسلسل, وتفاصيل احتجاز فريق العمل في الساحل الشمالي, وأسرار سخط العاملين وإعلانهم عدم العمل في المسلسل, وغيرها من وقائع تصوير مسلسل خاتم سليمان, وذلك في الحوار التالي: * كيف بدأت أزمات مسلسل خاتم سليمان؟ ** بدأنا التحضير لهذا العمل قبل ثورة يناير, وبعد الثورة اجتمع بنا المنتج محمود بركة لتخفيض أجورنا, ولم نمانع حتي يخرج المسلسل للنور, غير انني أكدت عليه ضرورة بدء التصوير علي أقصي تقدير في نصف شهر مارس حتي نستطيع اللحاق برمضان, فالمسلسل ليس سهلا. فوجئت به في شهر أبريل يبلغني بأننا سنبدأ التصوير, فقلت له لا أعدك بأننا سنلحق برمضان, فتعلل بوجود اتفاقات مع قنوات فضائية ورفض تأجيله لشهر رمضان التالي( رمضان2012), وطالبنا بإخراج أقصي طاقتنا, فوافقت بشرط ألا نتوقف أي دقيقة, لأنها ستمثل خطرا علي اللحاق بشهر رمضان, فوعدني بذلك. بدأنا التصوير, وبعد35 يوما من التصوير, وبعد أن قطعنا شوطا طويلا, وأصبح لدي أمل في اللحاق برمضان, توقف العمل لمدة23 يوما, بشكل متقطع, بسبب عدم وجود سيولة مالية, اضافة إلي أن العمال وقتها لم يحصلوا علي مستحقاتهم لمدة أسبوعين, ولولا أن كل فرد يعتبر هذا العمل ملكا له ما كان استمر. * وما حقيقة احتجازكم في الساحل الشمالي.. هل كانت شائعة كما تردد وقتها؟ ** لا, ليست شائعة لكنها أيضا لم تكن احتجازا, فقد كانت مشكلة بين عائلتين, حيث كان المفترض أن سليمان يجلس في قرية مهجورة وتمر زوجته في هذه القرية بالمصادفة, وكانت هذه الأرض ملكا لإحدي العائلات فجاءت عائلة أخري تحتج بسبب مرورنا علي أرضهم بالمعدات, وكانوا يريدون أموالا, وقامت مشكلة بين العائلتين وإطلاق نار إلي أن حدثت جلسة عرب بين العائلتين, وقد قضينا يوما عصيبا, وكنا محبطين لشعورنا بأن الرحلة لن تحقق غرضها, لولا أن هدانا الله لفكرة أن يكون البطل في نفس القرية الموجودة فيها زوجته ملك رانيا فريد شوقي- علي أن نصور العملية الجراحية التي كانت في الشاليه في شقة بالقاهرة بعد أن نصل. وخلال هذه الفترة لم يتصل بنا المنتج ليطمئن علينا, وعندما عدنا الي القاهرة, كان هناك تصوير في منطقة الحطابة, لنفاجأ بأن الأوردر قد تأجل بسبب14 ألف جنيه إيجار المكان, وهو ما جعلني أشعر بأن هناك استهانة مفزعة بجهود الناس. * ما هي المشكلة التي أحاطت بتسليم الحلقة الأولي؟ ** نعم, فوجئت ببركة يتحدث معي حول تسليم الحلقات لاقتراب رمضان, وأود أن أؤكد أن الحلقة الأولي لم تخرج للنور إلا بحب الناس, فلم يكن لدينا مكسير يقوم بعمل المكساج, فقررنا أن نستعين بالمونتير ليقوم بهذه المهمة بشكل مؤقت لنلحق بموعد تسليم الحلقة الأولي, حتي اتفقنا مع علاء الكاشف. * وماذا عن باقي الحلقات؟ ** لقد كنا كما يقولون علي الشعرة, حيث نسلم القنوات حلقة بحلقة, لأن كل الحلقات كان ينقصها بعض المشاهد, فكنا ننتهي من تصوير مشاهد الحلقة الثانية مثلا ثم نقوم بعمل المونتاج والمكساج ونسلمها لتذاع ليلا, ونبدأ في تصوير الحلقة الرابعة, وهكذا حتي اليوم الأخير من رمضان, فأنا لم أكن أنام سوي في الفترة التي تنقلني فيها السيارة من التصوير للمونتاج ومن المونتاج للمكساج, وللأسف رأس المال لايرحم, ولا يعنيه أن أقع, بدليل أنه كان يتصل ليسأل علي الحلقات فقط, فهذه أسوأ ظروف انتاجية مررت بها في حياتي. * حدث حذف لبعض المشاهد, فهل كان ذلك لاعتراض من المنتج؟ ** كل ما كان يعني المنتج هو أن يخرج المسلسل بأي شكل, لأن هناك تعاقدات لابد أن تنفذ, أما نحن فقد كنا في موقف صعب, فعلي سبيل المثال كان يتبقي للحلقة المفترض عرضها في اليوم التالي عشرة مشاهد, فاضطر للجلوس مع المؤلف لحذف ثلاثة مشاهد لا تخل بالمضمون, وتصوير سبعة مشاهد فقط حتي أستطيع اللحاق بعرض الحلقة. * هذا بالنسبة لأزمات التصوير وتسليم الحلقات فكيف انفجرت أزمة الأجور؟ ** لقد ظل العمال والفنيون فترة طويلة لايحصلون علي أجورهم, كما أنني لم أحصل سوي علي الربع الأول من أجري رغم اقتراب انتهاء شهر رمضان, وبناء عليه بدأنا نطالب بحقوقنا, خاصة أننا نري أن العمل قد تم تسويقه بشكل جيد, ولكن كان رد المنتج: أنا عندي أزمة مالية, فما كان مني إلا أنني قلت له إننا لن نتحمل تأخيرا أكثر من ذلك, والمفترض أن تصل مستحقات العاملين قبل هذا بفترة, وبعد ذلك حصلت علي شيكين بالقسط الثاني والثالث من مستحقاتي, ولكن البنك أعطاني رفضا لهذه الشيكات, وهو ما زادني غضبا. * وماذا كان رد فعلك علي ذلك؟ ** تدخل النقيب بعدما طلب منه بركة التدخل, وقال لي إنه الضامن, وقد حصلت علي المبلغ الموجود في الشيكين سيولة, وبذلك يكون متبقيا لي شيك رابع. * هل تسبب ذلك في أن تعلم أنت والعاملون عدم العمل آخر يوم تصوير؟ ** لا ففي اليوم قبل الأخير أصر العاملون علي عدم استكمال العمل إلا بعد الحصول علي مستحقاتهم المالية, وقد جاءنا أحد أصدقاء بركة ويدعي سامح مجدي, وظل يطلب منا أن نعاود العمل خاصة أن المسلسل أصبح ملكا للمشاهد, وأن كل الناس معجبة به, وأن والده سأله ماذا سيحدث في الحلقة الأخيرة, وحينما قلت له ان الوقت قد تأخر ومن الصعب تسليم الحلقة, وجدته قد تبدل وقال: إذا لم تعرض الحلقة بالCBC يبقي بناقص نصور ليه, وقد مارس نقيب السينمائيين ضغطه علينا وقال لي سلمه الحلقة يا أحمد بأي شكل عشان يقدر يجيب فلوس يصرفها لكم, وقد خرجت الحلقة بدون مكساج, وكانت هذه المرة ليست الأولي التي يحدث فيها أزمة بالتصوير حيث سبق وترك الفنان مجدي بدر التصوير في الحلقة ال27 بسبب عدم حصوله علي باقي مستحقاته المالية, والحقيقة انني لم أستطع ان امنعه وقتها لان هذا حقه, ورغم رجوعه إلا أنني لم أصور مشاهده في هذه الحلقة. * أين بطلا المسلسل خالد الصاوي ورانيا فريد شوقي؟ ألم يحاولا التدخل وسط كل هذه الأزمات؟ ** بالنسبة للفنانة رانيا فريد شوقي, فعلي حد علمي أن لها أيضا مستحقات لم تحصل عليها, أما الفنان خالد الصاوي فيكفي تضامنه معنا, حينما امتنعنا عن العمل, ولم يتضايق ويكفيه ذلك. * في رأيك هل كان غضب العاملين هو الذي منع محمود بركة من الوجود معكم في البلاتوه؟ ** بالعكس لقد كنا نتمني أن يدخل البلاتوه, وقد ذكرني هذا الأمر بشيء, ففي أحدي المرات كان العمال مرهقين من العمل, وجاءنا خبر أن محمود بركة سوف يرسل فلوسا للعاملين لنفاجأ بعد الانتظار بأنه أرسل طبق حلويات. * هل حصلت علي القسط الأخير من مستحقاتك بعد انتهاء المسلسل؟ ** حصلت علي شيك, وعندما توجهت لصرفه, فوجئت بالرفض لعدم وجود رصيد كاف, وهو ما استفزني, واتصلت بالنقيب مسعد فودة الذي لم يبلغني ماذا فعل حتي الآن؟! * أليس غريبا أن يعاني مسلسل خاتم سليمان من أزمات إنتاجية بينما لا يتعرض مسلسل الريان لذلك رغم انه لنفس المنتج؟ ** من قال ذلك؟ كان مسلسل الريان يعاني نفس الأزمات, وقد حصل العاملون علي مستحقاتهم لأنهم انتهوا من العمل قبلنا بيومين, وأحمد الله انني انتهيت من التصوير, لأن هذا المسلسل خرج ببركة ربنا, وفريق العمل فقط الذين أشكرهم من أصغر عامل لأكبر عامل لأنهم يستحقون التحية والإشادة. وفي النهاية أريد أن أقول للنقابة أرجوكم حافظوا علي حقوق المهنة والأعضاء وليس شركات الإنتاج فقط وأتمني من هذا المجلس المنتخب حديثا ان يثبت للجميع انه مع الأعضاء ويسعي لحصولهم علي حقوقهم.