يمثل توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول علي اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة, انقلابا علي الولاياتالمتحدة, وسياستها بشأن الصراع العربي الاسرائيلي كما يمثل ذلك تغييرا في التحرك الفلسطيني المدعوم عربيا ومن عدد من دول العالمالتي اعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية. كما يعتبر التحرك الفلسطيني دليلا علي فشل نتانتياهو سواء في عرقلة التوجه للأمم المتحدة أو الضغط لاستئناف مفاوضات السلام, ونجاح الخطوة الفلسطينية في الحصول علي عضو مراقب سيمهد للحصول علي العضوية الكاملة لتكون فلسطيني دولة لها حقوق مثل أي دولة في العالم, بل ستكون تلك الخطوة هزيمة دبلوماسية كاملة حيث انه لا فرصة لعرقلة التوجه الفلسطيني, وكما قال يوسي ألفير المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع الكتروني إسرائيلي ان السياسة الإسرائيلية محكوم عليها بالفشل من البداية وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز ان الحكومة الاسرائيلية تخشي من نتائج عكسية لأي تحرك مناهض لخطوة التوجه الفلسطيني. كما أن التوجه للأمم المتحدة يعني التحول نحو تحقيق طموحات شعب عاني كثيرا من قوة احتلال غاشمة ومن سياسات أمريكية عنصرية تنحاز لتكريس الوضع الحالي ووهم المفاوضات واللقاءات والمبادرات الخادعة التي لاتستهدف سوي المماطلة دون هدف لإعادة الحقوق الفلسطينية ومنها عودة حوالي أربعة ملايين لاجئ عانوا وواجهواالتشرد في المخيمات وغيرها من صنوف الذل والاهانة..' و'قال أبومازن أن التهديدات الأمريكية المعلنة تتضمن استخدام الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة أي قرار دولي يدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية مشيرا إلي ان الأمريكيين يخشون من توجه الفلسطينيين إلي المحاكمة الجنائية الدولية لرفع دعاوي قضائية ضد إسرائيلبتهمة الابادة وجرائم ضد الانسانية مما يعني اتهام المسئولين الإسرائيليين ومحاكمتهم وأوضح أبو مازن أن مسئولين امريكيين قالوا له ستذهب للمحكمة الجنائية عندما يكون لك دولة ونحن لانرغب في ذهابكم وتوجهكمللاهاي. وقال ابو مازن ان الأمر اصبح نكتة وأضحوكة, مشيرا إلي ان واشنطن تخشي من قيام دولة فلسطينية. الصحف الأمريكية أطلقت التحذيرات من أن التوجه للأمم المتحدة يعني القضاء علي عودة4 ملايين لاجئ بل وتقويض الرؤية الأمريكية التي تقوم علي حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية جنبا إلي جنب وهي خطة لم تصل ولم تحقق شيئا للفلسطينيين. وذكرت مجلة' التايم' الأمريكية أن التهديدات الأمريكية تضمنت أيضا وقفا كاملا للمساعدات التي ترسلها واشنطن للسلطة الفلسطينية وأعضاء منظمة التحرير وعلي رأسها أبو مازن الذي اعتبر وقف المساعدات الأمريكية مشكلة كبيرة لكنه تجاهل ذلك معتبرا أن السياسة الامريكية لم تصل لشيء بسبب التعنت الاسرائيلي, مشيرا إلي أنه لاتوجد اموال لدفع مرتبات الموظفين لكننا سندفعها لهم خلال الشهر الحالي ولو نصف المرتب قبل الذهاب للأمم المتحدة. صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن الربيع العربي والتوجه الفلسطيني جاءت ردا علي جميع التحركات الأمريكية في الدول العربية عقب هجمات11 سبتمبر التي لم تتسم بالذكاء وكانت غبية و أن الربيع العربيثمرة التجاهل الأمريكيللعالم العربي في الذكري السنوية ال10علي هجمات11 سبتمبر. وأشارت' التايم' إلي وثيقة فلسطينية سرية تتعلق بسلبيات وايجابيات ومخاطر ومكاسب التوجه للأمم المتحدة يأتي في مقدمة المخاطر تدهور العلاقة بين السلطة الفلسطينية وادارة أوباما.