من الصعب أن تجد فيلما يحمل اسم الراحل نيازي مصطفي دون أن يتميز بالإثارة والتشويق والحرفية العالية في التنفيذ غير أنه من الصعب أيضا أن تجد له فيلما يتجاوز الإثارة إلي المساحات الفكرية والإنسانية المنتظرة من مخرج عالمي من حيث الصنعة والتكنيك. ومع ذلك فإن سجل نيازي مصطفي يحتفظ ضمن أفلامه التي تخطت المئة فيلم بأعمال لا يمكن تجاهلها من ذلك صغيرة علي الحب(1966) وتاكسي الذي كان بطلة الممثل الراحل شفيق نور الدين, وإذا لم تكن قد شاهدت هذه التحفة الفنية فلا بد أنك شاهدت فيلم علي جنب يا أسطي الذي اقتبس فكرته بحذافيرها. وبحسب كتاب سينما نيازي مصطفي للناقد السينمائي محمد عبدالفتاح والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فإن مخرجنا مواليد1911/11/11 م.( غالبا) وقد ولد في مدينة أسيوط لأب من أصل سوداني, وأم تركية. وسافر في عام1929 م لدراسة السينما في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات. وفيها درس الطبع والتحميض والعدسات والتصوير والكهرباء, وكل ما له علاقة بفن التصوير والإخراج. وحصل علي الشهادة عام1933 م. وكان أول طالب مصري يدرس السينما أكاديميا. كان فيلم مصنع الزوجات نقطة تحول خطيرة في حياة نيازي مصطفي علي حد قوله في جميع حواراته الصحفية فلو تلقي ما يستحقه من تقدير لغير حياته تماما. توقف بعده مع نفسه, وتنازل عن أحلامه السينمائية وقرر التخلي عن الأفكار التقدمية, واتجه لأفلام الإثارة. تزوج نيازي من كوكا مساعدته وزميلته في قسم المونتاج وهي مثله من أب سوداني. كما تزوج من الراقصة نعمت مختار, ثم طلقها سريعا ليعود لكوكا حتي وفاتها عام1980, واستمر نجاحه في تصاعد, ولم يتوقف عن الإخراج يوما, حتي إنه في عام1984, وفي مثل هذا اليوم كان العرض الأول لفيلمه مشاغبون في الجيش. وكانت وفاة الراحل نيازي غامضة جدا, ففي صباح19 أكتوبر1986 توجه محمد عبدالله طباخ المخرج نيازي مصطفي إلي شقته بالطابق الثالث بالعمارة رقم1 بشارع قرة بن شريك وهي العمارة التي كانت تملكها زوجته الفنانة الراحلة كوكا, فوجده قتيلا وبعد3 أشهر وتحديدا في16 يناير1987 قرر النائب العام حفظ التحقيق في القضية وقيدها ضد مجهول لعدم التوصل إلي أي دليل أو قرينة ضد أي شخص.