قضي المعتمرون أول أيام العيد في مطار القاهرة بحثا عن حقائبهم التي تأخرت في الوصول لتحول رحلة العمرة الي مأساة تزداد مع كل طائرة تحط في مطار القاهرة ومعها حقائب جديدة ومعتمرون جدد. ولم يجد المعتمرون سوي صب جام غضبهم علي الشركة السعودية وتساءلوا لماذا يتحملون اخطاء مسئولي الشركة التي بدأت منذ وجودهم في مطار جدة حيث تلقوا معاملة سيئة ليعودوا الي القاهرة ويبدأوا رحلة البحث الشاقة عن حقائبهم. وطلب المعتمرون من المسئولين المصريين المطالبة بتعويضات من الشركة السعودية لفقدانهم حقائبهم والمعاملة السيئة التي لاقوها. وقال رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي الدكتور احمد حافظ: إن مطار القاهرة قدم موسما ممتازا في سفر المعتمرين علي الشركة السعودية والتي أعادت لنا موسما سيئا في رحلات العودة لم يره في حياته. وأضاف: أن هناك إنفراجة حدثت في عودة المعتمرين بعد ان تمت زيادة عدد الرحلات القادمة لمصر, وبعد ان خصصت شركة الميناء ممرا خاصا للطائرات السعودية. موضحا ان المسئولين في الشركة السعودية قدموا وعودا بانتظام رحلات العودة, كما تم إرسال طائرتي شحن تحمل حقائب المعتمرين حمولة كل منها70 طنا, ولكن المشكلةهي في تكدس الحقائب امام صالة الوصول/ رقم4/ ويتم الآن تقديم كافة العون للمعتمرين للتعرف علي حقائبهم. وأشار الي ان حدة ازمة الحقائب بدأت تخف نسبيا بعد ان وصلت نسبة تخلف الحقائب الي30% وكانت قبل ذلك70% ولم تحدث أي مشاكل في/ مطار3/ المخصص لرحلات مصر للطيران الذي وان شهدت الطائرات تأخيرا بسيطا, الا ان جميع حقائب الركاب تجئ مع الطائرة مؤكدا ان مصر للطيران نجحت تماما في موسم العمرة هذا العام. ومن جانبه, أكد رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران المهندس حسين مسعود ان اسطول الشركة يقوم بنقل المعتمرين بصورة طبيعية وإن حدث تأخير بسيط فهو يرجع الي الإجراءات الإدارية داخل المطار, بالإضافة الي تعطل بعض سيور ماكينات نقل الحقائب. وأشار الي ان هناك العديد من المعتمرين المصريين الحاجزين علي الطيران السعودي يتوجهون الي مكتب مصر للطيران في جدة من أجل العودة للطائرة, وهذا لا يمكن ان يحدث لعدم وجود اماكن علي الطائرة او حجز من قبل هؤلاء. وأضاف: انه تم تنظيم25 رحلة طيران20 من جدة و5 من المدينةالمنورة لنقل المعتمرين وباقي خطوط شركة مصر للطيران تعمل بصورة طبيعية, ولم تحدث أي تأخيرات بسبب قيام الشركة بسحب الطائرات الإحتياطية ووضع جد اول تشغيل منضبطة وخير دليل علي ذلك إستئناف رحلات الشركة مرة ثانية الي نيويورك بعد فتح المطارات هناك, وكذلك تسيير اول رحلة الي أربيل بالعراق, وانتظام الرحلات لأوروبا والدول العربية. ومن ناحية اخري أكد مصدر امني بشرطة ميناء القاهرة الجوي انه كان يجب علي الشركة السعودية الا تسمح بصعود اي راكب الا بحقائبه حتي لا تحدث مثل هذه الأزمة, وقال ان هناك خدمات امنية علي مدار الساعة تقوم بحراسة حقائب المعتمرين, ولم تحدث اي ازمات أثناء تسليم الحقائب لأصحابها. وأضاف ان هناك تعليمات لكافة الضباط والجنود بامتصاص غضب المعتمرين والتيسير عليهم داخل ارض المهبط نظرا للضغوط التي تعرضوا اليها اثناء العودة وقضائهم ثلاثة ايام دون الحصول علي وجبات او مياه. في غضون ذلك تابع وزير الطيران المدني لطفي مصطفي كمال اولا بأول أزمة المعتمرين المصريين في مدينة الحجاج بجدة للعمل علي حلها بالتعاون مع السلطات السعودية, وكذلك مشكلة تخلف حقائب المعتمرين العائدين. وقال وزير الطيران انه ومنذ بداية الأزمة وهناك اتصالات مستمرة بين وزارة الطيران المدني ووزارتي الخارجية والسياحة الي جانب السفير السعودي بالقاهرة للعمل علي حل هذه المشكلة. وأضاف: أن هناك اتصالا دائما بينه وبين قنصل مصر في جدة علي العشيري المتواجد في مطار جدة لمساعدة المعتمرين المصريين. وتابع: أنه عرض علي السلطات السعودية إيفاد طائرات مصرية لمساعدة شركة الطيران السعودية في نقل المعتمرين ولكنهم أكدوا ان المشكلة ليست في نقص الطائرات ولكن في تعطل سيور ماكينات نقل الحقائب.. مشيرا الي ان الخطوط السعودية استجابت لطلب الوزارة بضرورة إرسال الحقائب المتخلفة والتي وصل معظمها علي طائرتي شحن نقلت حوالي051 طنا من الحقائب. وأوضح وزير الطيران ان السلطات السعودية استجابت لطلب مصر تخصيص الصالة رقم/3/ بدلا من الصالة رقم/4/ بمدينة الحجاج حتي يتمكن ركاب مصر للطيران من الوصول الي الصالة في الوقت المناسب لركوب الطائرات حسب مواعيد الحجز, مشيرا الي ان رحلات مصر للطيران منتظمة وان حدثت بعض التأخيرات لفترة تتراوح بين الساعة والنصف والساعتين. وأكد الوزير انه ارسل خطابا لسلطة الطيران المدني السعودي يدعوها لعقد اجتماع مشترك بعد اجازة العيد مباشرة لبحث اسباب الازمة لعدم تكرارها في موسم الحج المقبل. وناشد الوزير المعتمرين المصريين الموجودين بمدينة الحجاج في جدة بالهدوء مؤكدا ان السلطات المصرية والسعودية تعملان معا علي انهاء هذه الأزمة.