يجب علي المسلم أن يكون قلبه دائما في حالة نقاء, وأن تكون له خصلة صالحة تزكي نفسه وتعودها عليها. وقد كان سفيان الثوري يحب الصدقة, وربما يكون بشيء بسيط, ربما يكون بتمرة, ربما يكون بشئ يبدو هينا لكنه عند الله تعالي عظيم, لأن الله تعالي ينمي هذه الصدقات وكان رضي الله تعالي عنه إذا قابل فقيرا أو سأله سائل فكان يقول: مرحبا بمن تغسل به ذنوبي, أي أن الإنسان لكي تغسل ذنوبه عندما يستشعر بقسوة في قلبه, عندما يستشعر بجمود عينيه أو انقطاع البكاء أو أن اللسان ليس ذاكرا, كان يبحث عمن يتصدق عليهم كي يغيثه الله تعالي, ويجبر كسر قلبه وهذه هي موجبات الرحمات فالمسلم دائما يبحث عما يغسل ذنوبه ويطهرها مثلما كان يفعل سفيان الثوري رحمه الله تعالي. (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم)( التوبة:301) أي خذ أيها النبي من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم من دنس ذنوبهم, وترفعهم عن منازل المنافقين إلي منازل المخلصين, وادع لهم بالمغفرة لذنوبهم واستغفر لهم منها, وأن دعاءك واستغفارك رحمة وطمأنينة لهم, والله سميع لكل دعاء وقول, عليم بأحوال العباد ونياتهم وسيجازي كل عامل بعمله. وتظل الصدقات بابا من أبواب طهارة القلب, وطهارة النفس, وطهارة العمل, وفي الوقت نفسه فإن الإنسان يتزكي بها ويتنور بها, وإذا ما تطهر بها صار فالحا وصار من المفلحين فقال لك الملك في قوله تعالي:( قد أفلح من تزكي)( الاعلي:41) أي قد فاز من طهر نفسه من الأخلاق السيئة, وذكر الله, فوحده ودعاه وعمل بما يرضيه, للخير, ولو لم يمتلك مالا, لوجود ما هو أفضل من المال الكلمة الطيبة النصيحة النافعة الامر بالمعروف النهي عن المنكر: مثل أقم الصلاة, ولاتستمع إلي الأغاني, اذهب لزيارة مريض.. وغيرها من أبواب الخير العظيم.(قد أفلح من تزكي( الأعلي:41) وإن أي تزكية هي في أساسها ذكر لله تعالي, والذي يذكر ربه, والذي لايذكر ربه كمثل الحي والميت