زادت صور الاهمال داخل المستشفيات بصورة أصبح البعض يراها معتادة وتحدث في معظم المستشفيات ويجب أن تتعامل معها وكأنها جزء لايتجزأ من خدمات المستشفي.. ولكن هل يمكن أن يصل الأمر إلي أن تذهب إلي أحد المستشفيات فيرفض استقبالك لأنه ببساطة غير جاهز للاستقبال وإذا تم استقبالك ستقف حائرا بين الأجهزة الطبية التي لا تصلح للاستخدام والأدوية غير المتاحة مؤقتا داخل المستشفي.. وهل يمكن أن تدخل المستشفي هذا المكان الذي يفترض فيه ان يكون أنقي وأنظف الأماكن لتجد أكوام القمامة حولك في كل مكان؟! هذا مايحدث بالفعل بل وأكثر من ذلك في مستشفي المنزلة العام بالدقهلية حيث تلقي الأهرام المسائي استغاثة من أحد أطباء المستشفي وهو الدكتور رضوان علي رضوان غرابة رئيس قسم الأطفال بالمستشفي يطلب فيها إنقاذ مستشفي المنزلة من الانهيار علي حد وصفه حيث نقل لنا صورة مايحدث في المنزلة وبدأ حديثه عن قسم الطواريء والاستقبال الذي لايستقبل أحدا حيث يتم تحويل المرضي خاصة الحالات التي تحتاج إجراء عمليات جراحية فيقوم مستشفي المنزلة بدور المحول لمستشفيات أخري حيث ينقل المريض بالاسعاف إلي مستشفي آخر والذي يكون في الغالب مستشفي المنصورة الدولي وهذا الأمر مثبت بدفتر تحويل الحالات الموجود في قسم الاستقبال كما أن العمليات تم غلقها أكثر من مرة وتتعدد الأسباب فقد يتسبب الاهمال في إغلاقها أو يكون عدم نجديدها وتزويدها بالأجهزة الحديثة سببا لاغلاقها. وتحدث رضوان عن قسم العلاج الاقتصادي الذي كان يعد من أهم أقسام المستشفي وتم تجهيزه علي أعلي مستوي وهو عبارة عن دورين كاملين بالمستشفي ولكن القسم الآن مغلق منذ خمس سنوات رغم أهمية وجوده داخل المستشفي.. وليس القسم الاقتصادي وحده فمعظم الأقسام الداخلية في المستشفي تحولت الي خرابة كما وصفها رئيس قسم الأطفال بالمستشفي في ظل حاجة معظم المباني للترميم مثل مبني العيادة الخارجية الذي أصبح علي وشك الانهيار بسبب عدم تجديده. بالاضافة إلي أن أبسط سبل الراحة داخل المستشفي مثل الاسانسير الذي ينقل المرضي والمقاعد الخاصة بالاستراحة وأجهزة التكييف التي تحتاجها اي مستشفي بشدة لتهوية المكان.. كل هذا غير متوافر بمستشفي المنزلة حيث ان الاسانسير الموجود معطل منذ تركيبه وبالتالي لم يستخدمه احد منذ تشغيله وأجهزة التكييف إما معطلة أو مفقودة والمقاعد مكسورة ولا تصلح للجلوس مطلقا الي جانب دورات المياه التي لا تصلح للاستخدام مما أدي الي طفح المجاري داخل المستشفي..! ومن أمام قسم الكلي بالمستشفي تري مشهدا غريب لايمكن أن تراه داخل مستشفي حيث تجد تلال القمامة التي تراكمت حوله ليتحول الي بؤرة مركزية للاهمال داخل المستشفي وبالتالي أصبح مصدرا جاهزا لنقل الأمراض وانتقلت بعد ذلك الي جميع انحاء المستشفي خاصة بعد غلق محرقة نفايات المستشفي التي كانت موجودة بمنطقة أبو الأخضر وتم الاكتفاء بحجرة في المستشفي مكتوب عليها نفايات خطرة غير صالحة بالمرة ولكنها موجودة فقط لاثبات وجود محرقة خاصة بالمستشفي في حالة التفتيش ويؤكد رضوان انه تم ندب عدد كبير من الأطباء الي مستشفي المطرية دقهلية رغم الحاجة الماسة لوجود هؤلاء الأطباء بمستشفي المنزلة وبالتالي ضحي المستشفي بكوادره التي يحتاجها لخدمة المرضي المترددين علي المستشفي ليخدم عددا محدودا من المرضي المترددين عليه من الحالات العادية ويصبح المستشفي للعلاج بالاسم فقط ويطالب رضوان بفتح ملف مستشفي المنزلة العام لانقاذه من الانهيار الذي يحيط به وبمرضاه.