علينا ان نكون عند اعلي درجات الانتباه واليقظة لما يجري حولنا وعلي الحدود بصفة خاصة, وقد تحدثنا امس عن عملية ايلات وكيف انها تمثل طوق النجاة لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي كان يتعرض لضغوط داخلية وخارجية متزايدة ولكنه سيجد الان فرصة ذهبية لدعوة الاسرائيليين لدعمه والتوحد وراءه لمقاومة الارهابيين القادمين من الجنوب ولمواجهة المخاطر المحدقة علي الحدود مع لبنان. وليس بعيدا علي قادة اكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفا القيام بهجوم جديد علي غزة لاعادة ترتيب اوضاع المنطقة من جديد ولاختبار النيات المصرية بعد سقوط نظام مبارك, وللتعرف علي احدث الاسلحة التي تملكها حماس, ولقياس المدي الذي يمكن لحزب الله الاقتراب منه لساحة المعركة الجديدة. وهناك سيناريو اخر يجب ان يكون في الحسبان وهو ان يكون لسوريا ونظامها اصابع تحاول اشعال النيران بعيدا عن حدودها لتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة علي نظام بشار الاسد نتيجة قمع الاحتجاجات الداخلية بصورة دموية لايمكن قبولها واستمرار الصمت عليها. وبهذا المنطق فإن المفارقة تبدو واضحة وجلية حينما تجمع بين بشار الاسد ونتنياهو في الاستفادة من التصعيد الراهن ومحاولة اغراق المنطقة في العنف والعنف المتبادل خاصة بين اسرائيل وحماس. وفي كل الاحوال فإن مصر التي تعيش مرحلة انتقالية استثنائية بعد الثورة الشعبية وتشهد حالة من الجدل والنقاش حول افضل السبل للبناء السياسي والاقتصادي الجديد, فإن عليها ان تتابع بكل الجدية والاهتمام مايجري عن كثب, واذا كانت الثقة كاملة في ابطالنا بالجيش المصري علي حماية الوطن فإن علي الرأي العام والشعب بأكمله ان يكون هو الاخر اكثر استعدادا لكل الاحتمالات.