وحدها تعرف كلمة السر.. تمتلك شفرة الفرح, تدفعك برقتها وعذوبتها إلي عوالمها الخاصة, تقحمك فيها رغما عنك... قبل عامين كتبت عن حكايات وبتعيشها.. مغامرة ليلي علوي وصفت بالمقامرة.. ليلي تراهن علي مسلسلها الجديد باعتباره محاولة جادة لتطوير الدراما التليفزيونية..وفي رمضان الحالي تطل علينا في مسلسل الشوارع الخلفية وشخصية سعاد, ابحث عن مفاجأة ليلي في هذا العمل الجديد.. يتراءي لي ان ليلي قدمت خلال السنوات الماضية مفاجأت في الجهد التمثيلي المغاير وليس في طبيعة الأدوار فقط, وهذا ما كان عليه الامر في حكايات وبنعيشها, وكان عندها ولايزال اصرار علي تكملة هذه الحكايات.. * ما السبب وراء توقفها عن الحكايات والعودة الي المسلسلات الكلاسيكية ذات الطبيعة المألوفة..؟؟ ما الجديد الذي يحمله العمل؟؟ ** ليلي تجيب قائلة: هنا تكمن المفاجأة.. ان عملا كبيرا مثل الشوارع الخلفية بكل تجهيزاته وديكوراته وفريق عمله الكبير من نجوم وممثلين كبار ووجوه جديدة, ليس المفاجأة فيما تقدمه ليلي وانما في تنفيذ مثل هذا العمل الشوارع الخلفية وهو اسم الرواية المعروفة للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي وهي عبارة عن نسيج متناغم يبحث داخل الذات الانسانية من خلال شخصيات تعرف معني كلمة مسئولية, وتعرف قيمة المباديء وتتمسك بها حتي لو كانت النتيجة علي حسابهم أو تعرضهم للأذي, كما تشرح اهمية الجانب الانساني الذي يضمر باهمال الشخص له, والقصص تحمل من الرومانسية قدرا يوازي الرؤية العامة للمجتمع المصري حينذاك. * ربما تقصدين رسالة محددة للمشاهد..؟؟ ** أي عمل فني لابد وأن يكون بين سطوره رسالة ما تصل للمشاهد يستطيع الاستفادة منه في حياته أو يضيف له معلومة, وإلا ما استطعنا ان نطلق عليه إسم عمل فني, واهمية الرسالة تنبع من أهمية العمل والتوافق بين عناصره ككل, ثم تظهر خبرة القائمين عليه في ترابط كل الاجزاء وتقديمها في شكل يناسب روح العمل نفسه. * وهل جاء إنجذابك لشخصية سعاد من نفس المنطلق؟ ** الشخصية البسيطة لهذه السيدة والتي تحمل بداخلها كثيرا من المشاعر والرقة برغم مسئولياتها ومعاناتها في الحياة هو ما جذبني إليها, إنها تعمل خياطة وتتعامل مع كثير من سيدات الطبقة المتوسطة وبعض سيدات الطبقة العالية, وتعاصر وتسمع كثيرا من مشكلاتهن ومعاناتهن في الحياة والتي تصبح جزءا منها برغم ما لديها بالفعل في حياتها الخاصة, ولكنها لا تبخل بوجودها في حالات عديدة. * وهل ثمة شبه بين شخصية سعاد وليلي علوي؟ ** حينما قرأت الشخصية علي الورق وجدتها تتجسد أمامي ورأيت نفسي فيها إذن فقد تفاعلت معها بقدر كبير وبالتالي لابد وان يكون بيننا رابط ما وليس بالضرورة ان يكون تشابها, وليس من المنطقي أن اقدم شخصيات تشبهني في كل اعمالي. * كيف كان الاستعداد للشخصية..؟؟ ** شاهدت فيلم كوكو شانيل لان له علاقة بشكل او اخر بدوري في المسلسل حيث كانت الشخصيتان تعملان خياطة وبهما طموح وتطلعات. * لسة بتذاكري تمثيل..؟؟ ** كانت امي دائما تردد علي مسامعنا الإنسان اللي يبطل يتعلم يبطل يعيش.. * كنت بصدد الإعداد لجزء جديد من حكايات وبنعيشها لتقديمه هذا العام, كيف وقع اختيارك علي الشوارع الخلفية؟ ** كنت بالفعل في مرحلة الإعداد لجزء جديد من الحكايات لتقديمه هذا العام, لكن الظروف أدت لتأخيره, في نفس الوقت كان المنتج جمال العدل يعد لهذا المسلسل منذ فترة امتدت لعامين وحين عرض علي المسلسل وجدت عناصره مكتملة تقريبا بجانب الاختيار الجيد لفريق العمل فوافقت. * لدي سؤال ربما أخالف منطقه لكن كثيرين توقعوا ان الاعمال الكبيرة في رمضان هذا العام سوف تتسم بخصوصية المتغيرات وربما تتماشي مع الأحداث والثورة..؟؟ ** ليس من الضروري ان الاعمال الفنية الموجودة توثق للثورة وأحداثها, في الوقت نفسه لا اريد الكشف عن تفاصيل مهمة في المسلسل, لكن ما أود الاشادة به والإشارة اليه هو ان السيناريست مدحت العدل قام باعداد العمل قبل الاحداث بوقت طويل ولم يطرأ أي تغيير علي السيناريو.. * هل هو كسيناريست كان لديه من الذكاء كي يجيب عن هذا السؤال من خلال أحداث المسلسل؟ ** اسأل السيناريست نفسه وتقول: بالتأكيد هناك دائما رابط ما وربما اكثر بين ما يحدث في المجتمع وتفاصيل أي عمل فني ولكن نترك للمشاهد اكتشاف هذه الروابط بشكل يناسب رؤيته وثقافته, لأن الانسب في رأيي أن نترك مساحة للمشاهد للربط بين الاحداث التي يشاهدها في أي عمل فني والواقع الذي نعيشه ليخرج برؤية ما ربما كانت سببا في إفادة له في حياته تظهر عند اللزوم وحتي لا تكون مباشرة الاحداث سببا في إصابة المشاهد بالملل. * هل الاختيار حاليا اصبح مختلفا في ضوء اختلال المعايير وفرضية سؤال أنت مع أم ضد؟ ** بالنسبة لي لم تختلف اختياراتي علي الاطلاق ولا اسلوبي في الاختيار, ربما هناك من كانت تختلف رؤاه واختياراته قبل الثورة وبالتالي مستعدون لذلك الآن. * هل يمكن ان تتأثر الخريطة الفنية في مصر بالظروف والمتغيرات الحادثة في المجتمع حاليا..؟؟ ** بالتأكيد.. ليس فقط الخريطة فكل الأمور تأثرت بشكل كبير, أما في صناعة الفن فظهرت بشكل كبير, بدليل كم الانتاج القليل وأعمال كثيرة تم الاتفاق عليها وتوقفت وأعمال تأجلت وأسعار تغيرت ومفردات الصناعة نفسها تأثرت وتغيرت. * وما سر حماسك لدخول هذا العمل خاصة ان عملا اخر تم الاتفاق عليه وتأجل بسبب الظروف الحالية..؟ ** الروح التي وجدتها وان كل العاملين هنا لديهم حماس كبير لتكوين فريق عمل وان يؤدي رغم الظروف بل ويسهم بجزء من أجره ووقته, وان يتحدي كل شيء.. * هل صحيح انك قبلت العمل مع تخفيض الأجر؟ ** نعم قبلت العمل بأجر مخفض, أنا واحدة من الناس ولست الوحيدة فكل فريق العمل يعمل بأجور مخفضة بسبب الظروف الحالية التي أثرت علي الجوانب الانتاجية في كل الاتجاهات وليس المسلسلات فقط, والدليل قلة الأعمال الموجودة هذا العام في شهر رمضان مقارنة بالسنوات الماضية. * ربما لا أدرك كيف يتأثر انتاج الاعمال الفنية بتلك الأزمة..؟؟ ** أولا بسبب عائد الاعلانات الذي انحسر بشكل كبير وهو أحد أهم موارد كل قناة يمكن أن تشتري عملا فنيا وبالتالي لن تستطيع دفع مبالغ كبيرة, ثانيا بعد مرور شهر يناير وثلاثة أشهر أخري توقف فيها انتاج الاعمال الفنية لجأت تلك القنوات مع قدوم شهر رمضان لشراء الاعمال المتاحة سواء تركية أو خليجية.. * هل هناك استغلال غير مشروع للظروف الحالية من جانب المنتجين بتخفيض أجور الفنانين وبالتالي تخفيض نفقات العمل؟ ** ربما فعل البعض ذلك ولكن قلة الأعمال الموجودة هي أكبر دليل علي أن المنتجين لم يستغلوا الظروف لصالحهم لأن هناك من لم ينتج أو يكمل العمل الذي كان بصدد تقديمه هذا العام لنفس السبب إذن واضح أن هناك أزمة لايري كل الناس ابعادها بل يراها المنتج بشكل أكثر قربا ربما لأنه يتحمل التكلفة الأخطر في العمل الفني كله. * هل تخفيض الأجر يؤثر علي اهتمام الفنان بالعمل؟ ** الأجر ليس السبب في أن يكون الفنان حقيقيا وصادقا ومخلصا في عمله بدليل أنني من الممكن أن أشارك في عمل كضيف شرف لجودته بلا أجر والفنان الحقيقي يظل بنفس القدر من الاهتمام والوفاء للعمل بصرف النظر عن الأجر فكم من فنان عظيم شارك في أعمال ايمانا بها دون أجر. * هل ترين انك تقدمين مجرد عمل فني ولوحة حلوة أم لابد وان تكون هناك رسالة وهدف..؟؟ ** اعتقد ان رواية للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي تمت صياغتها من قبل مسرحيا واذاعيا وسينمائيا ويصيغها تليفزيونيا مدحت العدل تصبح بالتالي نتيجة جيدة ورائعة, ومع تعدد شخصيات العمل تجد ان المسلسل لم يحمل رسالة واحدة بل العديد من الأهداف والرسائل, مثلا هناك العديد من الاسر داخل العمل وكل أسرة لها أفرادها وحكاياتها وبالتالي تتنوع الموضوعات لدي المشاهد. * هل السينما أحلام مؤجلة..؟؟ ** مؤجلة.. وحتي مرور موسم رمضان ونتائجه, وفي رحلة البحث لم أجد نصا سينمائيا يمثل تطويرا أو يصلح لتقديمه, واعتقد انه وكما حدث من محاولات لتجاوز الأزمة الحالية في الدراما حتي نجحنا في المساهمة في دوران عجلة العمل اعتقد انه يجب وان يحدث نوع من التكتل والتكاتف للتفكير والتخطيط بين المهتمين بشأن السينما في مصر لتقديم أعمال حتي ولو قليلة, لكني الان لا استطيع التفكير في أكثر من أمر في وقت واحد. * هل مازلت عضوا في غرفة صناعة السينما.. ما هي الصورة هناك؟ ** محدش شايف حاجة, اخيرا كنت مشغولة لمدة شهرين في تصوير المسلسل فاعتذرت عن عدم حضور الاجتماعات لكن لا أعتقد أن هناك من يستطع الجزم بأنه يري شيئا حاليا.. * دائما تحتل السينما مساحة مختلفة عند عقل وقلب ليلي علوي..؟ ** أنا عاشقة للسينما وللعمل بها ومشاهدتها ربما أكثر من أي شيء اخر, لكني لا أجد شيئا اعبر عنه حاليا, رغم انني أحب أحلم.. ودائما أقول انني أقدر علي أحلامي, بس اللي حاصل دلوقت اننا مش قادرين نحلم,.. لكني مازلت علي اصراري بالتفاؤل دائما.. * كيف تصفين الثورة المصرية؟ ** أعظم ثورة حدثت في العصر الحديث والأهم أن تكتمل جوانبها حتي لا نجد سلبياتها أعلي من الايجابيات التي كنا نرغب بها وحينها لن تكون السيطرة إلا للعناصر السلبية أيضا, من الكرامة أيضا ألا أفرض رأيي علي أحد, وأيضا لا يصح أن اعتبر من يعارضني قد بات خائنا, ما أعرفه ان مصر لكل المصريين وأي خير هو لكل المصريين وأي ضرر فهو علي المصريين أيضا مسلمين مسيحيين وسلفيين واخوانا وكل التيارات, من يعتقد انه مستفيد من ذلك لفترة مؤقتة نحن85 مليونا ولا يستطيع فصيل بعينه ان يفرض ايقاعه علي الاغلبية العظمي من الشعب. * ما رأيك فيما يسمي بالقائمة السوداء للفنانين والشخصيات العامة؟ ** أنا ضد هذا التصنيف الغريب من حق كل شخص أن يكون له رأي وليس بالضرورة أن يكون في صف الثورة سواء كانت جيدة أو سيئة ولأنها ثورة تنادي بالحرية والديمقراطية ورفع الظلم لابد وأن نعطي الفرصة للجميع ليأخذ الموقف المناسب له ولا نفرض عليه أن يكون مع جانب دون الآخر وإلا انتفي عنها ما تنادي به من ديمقراطية وحرية في الرأي وتعجبت كثيرا من وضع هذه القوائم التي تتعارض مع مباديء الثورة. * لماذا اعتذرت عن عدم تقديم مسلسل روز اليوسف؟ ** لأن النص لم تكتمل تعديلاته والأهم انه حتي شهر نوفمبر لم يكن هناك مخرج للعمل وبالتالي اعتذرت عن عدم تقديم العمل وبدأت الاعداد لمسلسل اخر للدكتور محمد رفعت والمخرج سميح النقاش الذي قدمت معه الحكاية الرابعة كابتن عفت وتم تأجيله بسبب الاحداث. * ولاتزال النية قائمة لتقديم الحكايات..؟ ** بالطبع, فنحن دائما نعيش في حكايات وبالتالي ستستمر حكايات وبنعيشها.