ممثلة استثنائية، تجذب انتباه الجمهور والنقاد فى كل مرة تطل فيها على الشاشة، وفاجأت الجمهور هذا العام بشحصية فريدة المركبة فى مسلسل «زى الشمس»، استطاعت ريهام عبد الغفور أن تجعل من هذه الشخصية الغائبة الحاضرة لغزًا محيرًا تدور حولها كل أحداث المسلسل، وفى هذا الحوار تحدثنا عن أصعب المشاهد التى قامت بتصويرها فى المسلسل ومنها مشهد اعترافها لشقيقتها بخيانتها مع خطيبها ومشهد التعرف على جثتها فى ثلاجة الموتى بعد مقتلها، وقالت إنها أحبت الشخصية بكل تعقيداتها واختارتها لصعوبتها، لكنها اضطرت لزيارة طبيب نفسى من أجلها، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى فى هذا الحوار كيف تعاملتِ مع شخصية فريدة المركبة؟ هذا الدور فعلا من أصعب الأدوار التى قدمتها، فريدة لها شخصيتها الخاصة جدًا، وهى مختلفة ومتحررة ومركبة فى الوقت نفسه، ودائمًا ما تقع فى أخطاء لأنها مستهترة ولا تبالى بكلام الناس ولا نصائح المحيطين بها وتفعل ما تريده دون النظر لتوابع الأمور ونتائجها ولهذا نرى أنها وقعت فى الكثير من المشكلات بسبب هذا الاستهتار وعدم تحملها للمسئولية وأحببت هذه الشخصية جدًا لأنى رأيتها كإنسانة تخطئ أحيانا لكنها ليست شريرة كما يتصور البعض، ورغم كل ما فعلته فإنها فى النهاية بنى آدم تخطئ فى حياتها وتندم كثيرًا على أفعالها، وأنا عن نفسى لا أتفق مع تصرفاتها وسلوكها لأنها ضد مبادئى وبالطبع أرفض خيانتها لشقيقتها نور وارتباطها بعلاقة غير شرعية مع عمر خطيب الأخيرة ولكنى لا أراها شخصية شريرة أو أنها فعلت ذلك عن قصد، لأنها كما ذكرت مستهترة ولا تحسب لتصرفاتها وأفعالها حسابًا ولا تفكر فى عواقب الأمور. هل تتعمدين دائمًا التمرد على شخصية الفتاة الطيبة والوجه البرىء بتقديم الأدوار المركبة؟ هذا صحيح، فأنا شخصية متمردة دائمًا ولكن الأساس فى اختياراتى هو أنى أرفض التكرار، فلا يهمنى إذا كانت الشخصية طيبة أو شريرة وإنما يهمنى فى الدور المعروض على ألا تكون الشخصية شبيهة بأى دور آخر قدمته من قبل لأنى سأرفضه فى هذه الحالة، فأنا أحب التغيير والاختلاف وأحب أن أفاجئ الجمهور وأصيبه بالدهشة عندما يرانى أقدم شيئا مختلفا ودورا جديدا عليَّ لم ألعبه من قبل، فهذا الشعور يسعدنى كثيرا ولهذا أسعى إلى تقديم أعمال جديدة وغير تقليدية وأدوارًا لم أجسدها من قبل. رغم أن فريدة هى محور أحداث «زى الشمس» بسبب لغز مقتلها ولكن البعض يرى أن مساحة الدور ليست كبيرة، فهل يهمك حجم الدور؟ لا تعنينى مساحة الدور وحجمه بقدر ما يعنينى أهميته وتأثيره فى الأحداث، وأعتقد أن دور فريدة التى أجسدها لا يقل أهمية عن أى دور آخر فى المسلسل بل على العكس أرى أنها محور الأحداث فعلًا، وتأثيرها كبير على دراما المسلسل وهذا هو الذى يهمنى ويدفعنى لقبول العمل من عدمه. فى السنوات الأخيرة قدمتِ أكثر من شخصية تعانى من عقد نفسية مثل رانيا فى مسلسل «الرحلة» وأفنان المعقدة فى «لا تطفئ الشمس» والآن فريدة التى لجأت للعلاج لدى طبيب نفسى فهل يجذبك الجانب النفسى للشخصيات؟ طبعًا، وفكرة لجوء فريدة للطبيب النفسى وتركيبتها النفسية، يرجع إلى أننا جميعًا لدينا مشكلاتنا النفسية وحتى الناس العادية، لأنه لا يوجد شخص طبيعى 100% وأحيانًا ما نحتاج إلى شخص نتحدث معه لأن هذا يريح الإنسان، وفريدة تذهب لطبيب نفسى بشكل منتظم لأنها تحتاج لذلك بشدة وحالتها تتطلب ذلك، والشخصيتان المذكورتان على الرغم من اختلاف تفاصيل حياتهما إلا أن كل منهما تعرضت لمواقف صعبة دفعتها للذهاب للطبيب النفسى أيضا، على سبيل المثال «رانيا» تعرضت لضغط كبير وزوجها سجنها فى المنزل لسنوات طويلة وهذا شىء غير طبيعى بالمرة، أما «فريدة» فكان يراودها إحساس بالذنب طوال الوقت، لأنها كانت سببًا فى الحالة التى وصلت لها شقيقتها بعد خيانتها لها مع خطيبها، ولهذا بالتأكيد كانت بحاجة لطبيب نفسى لمعالجتها. فى رأيك من الذى تعرض للظلم نور أم فريدة؟ بالتأكيد «نور» هى المظلومة، وذلك لأكثر من سبب فشقيقتها خانتها وأذتها نفسيًا وخطفت منها خطيبها عمر ثم تزوجته، وشعور فريدة بالذنب وعدم مسامحة نور لها لا يعنى أنها المظلومة فهذا شىء آخر وليس دليلًا على براءتها. المسلسل تغلب عليه روح الشباب، باجتماعك مع دينا الشربينى وأحمد داود وأحمد مالك وأحمد السعدنى، فهل ترين أن هذا ساهم فى وصوله لفئة الشباب بسهولة؟ استمتعت كثيرًا بالعمل مع كل هؤلاء الشباب سواء دينا أو السعدنى ومالك وداود وغيرهم، ولا أعتقد أن هذا المسلسل موجه لفئة معينة فى المجتمع سواء فئة الشباب أو غيرها، فهو مسلسل عادى يصلح لجميع الشباب والكبار ولكل الأعمار باستثناء الأطفال على ما أعتقد، ومعنا أيضًا من جيل الكبار أساتذة مثل سوسن بدر وجمال سليمان، ولهذا لا أعتقد أنه موجه للشباب فقط. اكتشفنا مؤشرًا على أن فريدة لاتزال على قيد الحياة فهل كان ذلك مقصودًا أم مجرد خدعة للمشاهد والقصة لم تنته بعد؟ الموضوع ليس مرتبطًا بخدعة أو أى شىء من هذا القبيل، ولكن المسلسل لم ينته بعد ولاتزال حلقاته تعرض وهناك الكثير من المفاجآت، ولهذا فإن هذا السؤال سابق لأوانه وسنرى الكثير من التطورات خلال الأحداث وعلى مدار الحلقات المقبلة. مشهد ثلاجة الموتى الذى تتعرف فيه نور على جثة فريدة، يعتبر من المشاهد المؤثرة والصعبة.. حدثينا عن كواليس تصويره؟ بالفعل مشهد دخولى ثلاجة الموتى كان صعبًا، بداية من المكان نفسه لأنه يبعث على انقباض النفس، فالتواجد داخل ثلاجة من هذا النوع فى مستشفى ليس أمرًا سهلًا، ولكن على مستوى التمثيل لم يكن صعبًا لأنى فى النهاية أقدم دور جثة ميتة، ولكن على الأغلب كان أصعب على دينا الشربينى لأنها كانت تتعرف على جثة شقيقتها الميتة وهى صدمة بالنسبة لشخصية «نور». البعض علق على مشهد الثلاجة بأنه سبق تقديمه فى مسلسل «30 يوم» عندما حاول باسل الخياط خداع آسر ياسين، فما تعليقك على هذا؟ لا أعرف شيئًا عن ذلك ولا إذا كان مكررا من مسلسل آخر أو لا فأنا لم أر المشهد ولم أر مسلسل «30 يوم» للأسف، ولكن هذا شىء وارد أن يكون هناك أكثر من مشهد فى ثلاجة الموتى، وتكرار المشهد ليس عيبًا، بالإضافة إلى أننا لا نريد أن نسبق الأحداث ونقول إن فريدة لا تزال على قيد الحياة، فحتى هذه اللحظة لم تتضح الحقيقة وبالتالى الحديث عن هذا سابق لأوانه. «زى الشمس» مأخوذ عن فورمات إيطالى، فهل ترين أن تمصير الأعمال الأجنبية تحول لتأشيرة نجاح؟ لا ليس شرطًا فالأمر يعتمد على طبيعة الموضوع ونوعه، فإذا كان الموضوع قريبًا من الناس ويصل إلى قلوبهم فبالتالى سيحبونه والعكس صحيح فالموضوع لا يتعلق بأنه فورمات أو غيره، وليس شرطًا أن يكون العمل فورمات أجنبى حتى ينجح عند الجمهور، الموضوع هو الذى يحدد مصير العمل بالنجاح أو الفشل. هل الاستعانة بالفورمات الأجنبى ترجع لوجود أزمة فى الكتابة؟ بصراحة لا أعرف إذا كانت نتيجة لوجود أزمة أو لا، ولكن من الممكن أن يكون هناك بعض الموضوعات التى لم نتطرق لها ولم نتناولها فى الدراما من قبل، ونقدمها كفورمات وهناك موضوعات تصلح لتقديمها بدون فورمات، وكما ذكرت من قبل أنا غير متخصصة فى هذا الموضوع وهذا يسأل عنه كتاب السيناريو أفضل. كيف ترين التعاون بينك وبين المخرج سامح عبد العزيز؟ سعيدة بالعمل معه وهو التعاون الثالث لى معه بعد مسلسل «رمضان كريم» فى موسم رمضان عام 2017 وفيلم «سوق الجمعة»، وأحترمه كثيرا وأحترم عمله. اكتفيت بعمل واحد فى رمضان، فما السر وراء ذلك؟ هذا نابع من قرار شخصى، فمنذ عامين تقريبًا اتخذت قرارا بعدم تقديم أكثر من عمل فى الموسم الواحد، والاكتفاء بعمل واحد فقط حتى أركز فيه بشكل جيد ولا يتشتت ذهنى خاصة أن نوعية الأدوار التى أقدمها فى الفترة الأخيرة صعبة وتحتاج إلى تركيز كبير حتى أقدمها بشكل أفضل وتنال إعجاب الجمهور، ودائمًا الشخصيات الصعبة تحتاج لمجهود أكبر. مشهد اعتراف فريدة لشقيقتها بعلاقتها مع خطيبها وأنها حملت منه بالخطأ من أهم المشاهد فى العمل وأحدث جدلًا كبيرًا على السوشيال ميديا، حدثينا عنه؟ فعلًا كان مشهدًا صعبًا للغاية، وكانت له تحضيرات خاصة، وكان ثانى أو ثالث مشهد بالنسبة لى فى تصوير المسلسل، ونفذته معى الأستاذة كاملة أبو ذكرى المخرجة الأولى للعمل قبل انسحابها وتحدثنا عنه كثيرًا وعن تجهيزاته واستعداداته، وهذا المشهد كان أصعب مشهد بالنسبة لى داخل العمل وعندما قرأته توقفت عنده كثيرًا، والحمد لله أنه نال إعجاب الجمهور للغاية وهذا أسعدنى كثيرًا. وماذا عن التعاون بينك وبين الفنانة دينا الشربينى؟ سعيدة جدًا بالعمل مع دينا الشربينى فهى صديقتى وارتحت فى العمل معها، والحمد لله أن بيننا «كيمياء» مشتركة وتفاهما وتعاونًا وهذا وصل إلى قلوب الجمهور، وظهرت على الشاشة وهذا سر نجاح العمل وتفاعل الناس معنا. غيرتِ شكلك، وظهرتِ ب«لوك» مختلف وجديد.. حدثينا عن هذا؟ فعلًا، حاولت أن أظهر بشكل جديد وأقدم شيئا جديدًا فى المسلسل، وهذا الشكل الذى ظهرت به كان من اختيار كاملة أبو ذكرى، وهى التى طلبت منى قص شعرى فى المرحلة الأولى من المسلسل وخلال أحداثه الأولى وهى التى اختارت «اللوك» والشكل فى المرحلة الثانية وطبعًا كان معنا الاستايلست ريم العدل وهى التى ساعدتنى على اختيار الملابس أيضًا وظهرت بهذا الشكل فى المسلسل، واختيار «التاتو» الذى ظهرت به وكان على رقبتى ساعدتنى فيه كاملة أيضًا وريم العدل واجتمعنا لاختيار شكل فريدة ووضع ملامحها الشكلية وظهورها وقصدنا ظهورها بهذا الشكل. وماذا عن الجديد لديك فى السينما؟ لا توجد لدى أعمال جديدة فى السينما ولكن إن شاء الله يكون عندى جديد عن قريب. هل تعتبرين نفسك سعيدة الحظ فى الدراما التليفزيونية أكثر من السينما؟ صحيح، أنا دائمًا أقول ذلك أن حظى فى الدراما التليفزيونية أكبر وأهم من حظى فى السينما، والفترة الماضية كانت لدى فرص كبيرة ومهمة وكانت علامات فى مشوارى فى الدراما التليفزيونية، وسعيدة بالأعمال التى دخلتها فى الدراما وكان اختيار موفقًا بالنسبة لى.