تعرضت مهنة صناعة الجلود والأحذية بمحافظة الغربية فى السنوات الأخيرة للتجاهل والإهمال نتيجة المنافسة الشرسة وغزو المنتج المستورد للسوق المحلية مما أصاب العاملين فى هذه المهنة فى مقتل بعد أن تعرضوا لخسائر فادحة ما دفع الكثيرين منهم لهجرة هذه الصناعة والبحث عن « لقمة العيش « من خلال مزاولة مهن أخرى جديدة وهو ما أكده عدد كبير من العمال. مشيرين إلى أنه على الرغم مما تتعرض له المهنة،فإن هناك من لايزال يتمسك بمهنته ويسعى للحفاظ عليها ويطالب المسئولين بإنشاء منطقة حرفية تضم المتخصصين فى صناعة الجلود والأحذية والذين يصل تعدادهم إلى 40 ألف عامل يعملون بهذه المهنة بالغربية. ويقول مرزوق على صاحب ورشة إن صناعة الجلود والأحذية بالغربية بها حوالى 1600 ورشة لكنها للأسف لاتزال تدار بالأسلوب البدائى القديم الذى يعتمد على المجهود العضلى فى العمل، كما أن معظم العاملين فى مجال صناعة الجلود والأحذية قد تحولوا إلى مستوردين وليسوا منتجين بعد أن اضطر أصحاب الورش إلى تجاهل عمليات التطوير والابتكار فى صناعتهم والاعتماد على استيراد أحذية مصنعة بشكل نهائى وذلك لتوفير الوقت والمجهود، فضلا عن فارق الربح بين التجارة والتصنيع بعد أن فقدوا الأمل فى أن تقدم الدولة لهم يد العون والمساعدة فى فتح أسواق جديدة لهم خارج مصر. ويطالب فهمى الجمل صاحب ورشة لصناعة الجلود والأحذية بضرورة إقامة منطقة صناعية متخصصة تضم الورش البدائية وتجميع المراحل التكميلية والنهائية فى هذه المهنة فى مكان واحد، بالإضافة إلى توفير الماكينات الحديثة وتقديم الدعم المادى والمعدات الحديثة لهم حتى يتمكنوا من مواكبة التطور العصرى وابتكار موديلات جديدة وطرحها فى الأسواق المصرية ومسايرة الموضة من أجل التخلص من الفردية التى كانت تسيطر على هذه المهنة حتى يسهم ذلك بشكل كبير فى زيادة حجم المبيعات إلى ما يقرب من 300 مليون جنيه سنويا، بخلاف توفير فرص عمل للشباب من الممكن أن تصل إلى 5000 فرصة عمل واستغلال المهارات والطاقات الشبابية وتوجيهها فى هذا المجال، فضلا عن الحفاظ على البيئة وسكان مناطق الورش القديمة من التلوث وحمايتهم من أثار العوادم والمواد الكيماوية الناتجة عنها بعد نقلها إلى منطقة يتم تخطيطها بشكل متطور. ويضيف عادل سليمان عامل أنه منذ سنوات حصلنا على وعود من المسئولين بتدبير منطقة مناسبة لإقامة منطقة صناعية لصناعة الجلود والأحذية بمدينة طنطا وبالفعل تمت معاينة عدة مناطق لإنشاء مجموعة من مصانع الجلود والأحذية كان من بينها اختيار قطعة ارض بمنطقة الملاحة على مساحة فدان لنقل الورش التى تعمل فى هذا المجال داخل الكتلة السكانية إليها خاصة بمناطق سيجر وقحافة وعلى أغا والتى تضم العديد من الورش الصغيرة حفاظا على الاقتصاد المصرى والمهنة من الانقراض، فضلا عن تحويل هذه المنطقة الصناعية الجديدة إلى مصدر دخل قومى لمصر إلا أنه للأسف لم يتم تنفيذ المشروع وظل مجرد فكرة حبيسة الأدراج ومن جانبه أكد اللواء هشام السعيد محافظ الغربية أن هدف أجهزة المحافظة هو إقامة مشروعات حديثة بمحافظة الغربية لخدمة أبنائها واستغلال طاقتها البشرية لتوفير فرص عمل للشباب وتسويق ثروتها واستغلال مهارات أبنائها وتطوير أساليب العمل والصناعة لفتح آفاق جديدة للاستثمار وجذب رءوس الأموال وتنشيط الحركة الاقتصادية والمساهمة بشكل كبير فى الاعتماد على مواردها المادية. وأشار المحافظ إلى أنه جار دراسة مطالب أصحاب المهن والورش المتخصصة فى صناعة الجلود والأحذية، مشيرا إلى أنه سيتم الاجتماع مع وفد ممثل عنهم للاستماع لشكواهم والتواصل مع مقترحاتهم حول النهوض بهذه الصناعة، فضلا عن بحث إمكانية إقامة منطقة صناعية لخدمة العمال وأصحاب المهنة.