حارب الإسلام الغش فى جميع صوره وأشكاله لما له من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع ومن صوره التى انتشرت فى مجتمعنا انتشار النار فى الهشيم ظاهرة الغش فى الامتحانات وذلك فى المراحل التعليمية المختلفة وما أكثر حيله وطرقه ووسائله بين الطلاب والطالبات!! بل وأصبحت طرقه ووسائله وحيله فناً من الفنون يتقنه الغشاشون لاجتياز الاختبارات بطرق غير مشروعة. ولا شك أن الغش فى الامتحانات حرام كغيره من صور الغش فلقد جاء فى الصحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» وهذا يعم كل غش سواء كان فى المعاملات، أو فى الامتحانات أو فى غيرها فألفاظ الحديث تعم كل غش ويعم كذلك اللغة الإنجليزية وغيرها من المواد الدراسية، حيث شاع عند البعض جواز الغش فى بعض المواد كاللغة الإنجليزية وأمثالها فلا يجوز للطلبة والطالبات الغش فى جميع المواد لعموم هذا الحديث لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة فى المجتمع المسلم، أخطرها تولى هذا الغاش بعد تخرجه من الجامعة بالغش مهنة لا يستحقها لأنه غير مؤهل لها قطعًا فيضر بالمجتمع الذى يعيش فيه فالغش يبدأ فى الامتحانات وينتهى إلى كل مناحى الحياة وتصور لو أن أمور المجتمع كلها أو أغلبها موكولة إلى هؤلاء وأمثالهم فما هو الأثر الذى ستتركه هذه المجموعة غير المؤهلة على المجتمع بأسره ستؤدى قطعا لتأخر المجتمع وعدم رقيه، لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فقل لى بربك: ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون؟!. والغش فى الامتحانات كذلك فيه ظلم للطالب الذى اجتهد وتعب طول العام فإذا كان هناك غش اختلطت الأمور، وتساوى الضعيف بالمجتهد، والنشيط بالكسول وهذا لا يرضى الله. وللأسف قد نجد بعضًا من المعلمين يسمح بالغش بل قد يحث ويشجع على الغش تحت مسمى مساعدة الطالب الضعيف، أو مجاملة للأقارب والزملاء أو مراعاة للظروف والأحوال والبعض يظن أن هذه شفقة منه ورحمة ولكن الحقيقة أنه يشترك فى فعل محرم شرعا، لأن المعاونة على الحرام حرام فلا يجوز للمدرس أو المراقب أن يسهل للطالب الغش أو يعاونه عليه لقول الله تعالي: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» المائدة:2.