قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» التى تعقد بالعاصمة الصينيةبكين غدًا وبعد غد بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات 37 دولة وفى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى تسلط الضوء على أكبر مشروع للبنية التحتية فى تاريخ البشرية. كما تمثل نقطة تحول جوهرية فى مسار التعاون التجارى على المستوى العالمي، لكسر احتكار القوى الكبرى للتجارة العالمية وتأكيد احترام آليات السوق. مصر التى أكدت دعمها لمبادرة الصين «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، شددت أيضا على أن المبادرة تتكامل مع جهود القاهرة التنموية لجذب الاستثمار، ودعم المشروعات القومية الكبرى على محور قناة السويس التنموى الذى يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجستية، وموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط. حزام واحد، طريق واحد أو ما يعرف بمبادرة «الحزام والطريق» هى مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير فى القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية فى تاريخ البشرية. تغطى هذه المبادرة أكثر من 68 دولة، بما فى ذلك 65 % من سكان العالم، و40 % من الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2017، لذلك يقدر أنها ستدرج ضمن أكبر مشروعات البنية التحتية والاستثمار فى التاريخ. الصين التى ترغب فى المحافظة على أسواق التصدير، وفتح أسواق جديدة، ستحول هذه المبادرة تدريجيًا إلى تحالفات تجارية ترسخ مكانة الصين تجاريًا بشكل مستدام. فى عام 2017 بدأت الصين جنى أرباح هذه المبادرة فارتفعت صادراتها إلى الدول التى تقع ضمن المسارين «الحزام والطريق» بنسبة 16 %، ونمت وارداتها بنسبة 27%، وزيادة الواردات بدوره يؤدى لزيادة الإنفاق وتعزيز اقتصادها. تسعى الصين لزيادة التبادل التجارى بالعملة الصينية، لتقليل تكلفة التبادل التجاري، وتقليل وقت التسوية (قياسًا بالتعامل باليورو أو بالدولار)، وتقليل مخاطر تقلبات أسعار الصرف بالنسبة لشركاتها. وتروج الصين لاستخدام (اليوان) فى التعاملات التجارية والمشروعات، حيث إن اتساع استخدام عملتها يجعلها عملة احتياطى وعملة صعبة. ومن بين جهود الصين أيضًا فتح بورصة لتداول عقود النفط باليوان الصيني، لذا فإن (اليوان الصينى يهدد الدولار)، من جهة لأن الصين أكبر مالك للاحتياطات الأجنبية ب3 تريليون الدولار، ومن جهة أخرى لأن 10.92 من احتياطات الدول لدى صندوق النقد باليوان، لذا فهو الثالث بين العملات الأكثر استخدامًا كاحتياطى لدى صندوق النقد. تهدف المبادرة إلى إحياء طرق التجارة القديمة البرية والبحرية ولكن فى باطنها فإن المسارات تستهدف كتلة بشرية هائلة.. المساران البرى (الحزام) والبحرى (الطريق) يمر من (قناة السويس والبحر الأحمر). ولا تخفى أوروبا قلقها من طموح الصين للهيمنة على العالم، ولغموض هذه المبادرة تلتزم عدة دول أوروبية الحذر منها ألمانياوفرنسا، ففى مقال لصحيفة ألمانية حذر رئيس الوزراء الدانمركى السابق راسموسين: من أنه يخشى أن تنتبه أوروبا متأخرة عندما تصبح شرائح كاملة من البنى التحتية فى أوروبا الوسطى والشرقية تابعة للصين. وعبرت ألمانيا عن تحفظات أيضًا، حيث قال وزير الخارجية سيجمار جابرييل: إذا لم نحضر إستراتيجية فى مواجهة الصين، فإنها ستنجح فى تقسيم أوروبا. أما فرنسا وفق وكالة الصحافة الفرنسية فإنها تتخذ موقفاً وسطياً حيث قالت إن هدف باريسليس قطع الطريق على بكين، ولكن البحث عن شراكة تستند إلى المعاملة بالمثل فى فتح الأسواق العالمية.