ليس فى الإمكان أبدع مماكان.. مثال ينطبق بحذافيره على مباراة الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى أمام ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقى، التى انتهت بفوز الأهلى بهدف وحيد عن طريق المغربى وليد أزارو فى الدقيقة 68 من الشوط الثاني، ليخرج من دور الثمانية لبطولة دورى أبطال إفريقيابشكل يعتبر الأسوأ فى تاريخ الفريق الذى بدأ فى تسطيره منذ ظهوره القارى الأول منذ 43 عاما وتحديدا فى عام 1976، كان صن داونز قد فاز ذهابا بخمسة أهداف دون رد بالعاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا، فى خسارة هى الأفدح للأهلى. ورغم أن خروج بطل مصر كان متوقعا قبل انطلاق المباراة، إلا أن العديد من العوامل تسببت فى ضياع فرصة تحقيق إنجاز تاريخى أمام ممثل جنوب إفريقيا، منها الفرص السهلة التى ضاعت من على أقدام ورءوس لاعبى الفريق صاحب الأرض، وتحديدا المغربى وليد أزارو والنيجيرى جونيور أجايى ورمضان صبحى وحسين الشحات وعمرو السولية، ولم يستغل لاعبو الأهلى الخطة الهجومية البحتة التى أدى بها بيتوس موسيمانى المباراة، فى الوقت الذى رفع فيه الأوروجويانى مارتن لاسارتى، شعار الهجوم الكاسح، بجانب الأداء السيئ للحكم الجامبى بكارى جاساما الذى تسبب فى ضغط نفسى على لاعبى الأهلى بقراراته السلبية ضدهم، التى بدت كما لوكانت متعمدة، خاصة عندما ألغى هدفا سجله النيجيرى جونيور أجايى فى الدقيقة الثانية من الشوط الثانى، وتغاضيه فى المقابل عن تصرفات لاعبى ماميلودى الذين تعمدوا إهدار الوقت، خاصة الحارس دينيس أونيانجو، بشكل أدى إلى تعدد الاشتباكات بين لاعبى الفريقين فى الشوط الثانى بسبب ضعف الحكم. وعن أحداث الشوط الأول.. لم تخرج ال45 دقيقة الأولى عن التوقعات، وتمثلت تلك الفترة فى هجوم شرس من الأهلى بجميع خطوطه، ودفاع قوى من صن داونز مع اعتماد الضيوف على الهجوم المرتد الخاطف، استغلالا للاندفاع الهجومى لأصحاب الأرض، لذلك جاء الشوط الأول من جانب واحد تماما، وتعددت المحاولات الأهلاوية الخطيرة الجادة على مرمى الأوغندى دينيس أونيانجو، حارس ماميلودى، وبالتالى عانى البرازيلى ريكادرو ناسيمنتو وواينى أرنديسى، ثنائى قلب دفاع ممثل جنوب إفريقيا من الضغط الأحمر وتلاحق هجماته، التى شهدت استخدام جميع الأسلحة مثل الاختراق من العمق والتسديد القوي، عن طريق المغربى وليد أزارو رأس الحربة، والنيجيرى جونيور أجايى الذى تنقل بين مركزى الوسط المهاجم والهجوم الصريح، وحسين الشحات ورمضان صبحى وخلخلة التمركز الدفاعى الجنوب إفريقى عن طريق الكرات العرضية التى لعبها التونسى على معلول وأحمد فتحي، من الجبهتين اليسرى واليمني، بجانب أن الضغط الأهلاوى تصاعد مع تقدم حسام عاشور وعمرو السولية، محورى الارتكاز، لإحداث الزيادة العددية فى الشق الهجومى. ولم يكد تمضى 15 ثانية من أحداث اللقاء حتى أهدر وليد أزارو فرصة خطيرة للتهديف، بعدأن انفرد بأونيانجو، إثر كرة بينية، بينما أضاع السولية أخطر فرص الشوط الأول، بعد أن سدد كرة رائعة بباطن قدمه من داخل المنطقة تصدى لها القائم الأيسر لدينيس، الذى تكفل بالتصدى للصواريخ التى أطلقها أجايى ورمضان صبحى وأزارو. ورغم التفوق الهجومى للاعبى الأهلي، إلا أن العصبية طغت على أداء الفريق صاحب الأرض لتنهال عليهم الكروت الصفراء، بينما لم يكن لصن داونز أية أنياب هجومية، رغم أن بيستو موسيمانى دفع بقوته الضاربة فى الخطين الأماميين بوجود ليبوهانج مابوى وأوبا مانيسا فى خط الهجوم، ومن تحتهما الهداف الخطير ثيمبا زوانى وثامبيلو مورينا، ولكن لم يعانى أيمن أشرف وياسر إبراهيم، ثنائى قلب دفاع الأهلي، ومن خلفهما الحارس محمد الشناوى الذى لم يتعرض لاختبار حقيقى باستثناء تسديدة أطلقها زوانى أمسكها الشناوى بثبات، لينتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وتتصاعد صعوبة مهمة الأهلى. ومع بداية الشوط الثاني، أدرك لاعبو الأهلى أن تحقيقهم انتصارا يصعد بهم إلى المربع الذهبى من الأمور المستحيلة، لذلك تحول هدفهم إلى تحقيق انتصار معنوى كبير لحفظ كرامتهم وماء وجههم، لذلك رفع أصحاب الأرض شعار لاداعى للدفاع من انطلاق الشوط الثانى. ويلغى الحكم الجامبى هدفا للأهلى بقدم جونيور أجايي، بدعوى تسلل الأخير ولم يلتفت الحكم للاعتراض الجنونى من لاعبى الأهلى وأعضاء الجهاز الفني، وعبارات الاستهجان التى انهالت عليه من الجماهير الغاضبة. وتتلاحق المحاولات الهجومية على مرمى صن داونز، ويحاول حسين الشحات ورمضان صبحى وأجايى وأزارو بجدية هز شباك أونيانجو، ويلعب معلول كرة عرضية رائعة، حاول أجايى استقبالها من الوضع طائرا، ولكن تمر الكرة دون أن تلمس رأس جونيور لتضيع فرصة هدف التقدم، ويجرى موسيمانى تغييرا خططيا بسحب ليبوهانج والدفع بباكامانى مهالامبي، لتخفيف الضغط على الدفاع الجنوب إفريقى. وتستمر ظاهرة إهدار الفرص السهلة، ويشارك الشحات فى تلك الظاهرة بكرة سددها من وضع الحركة أنقذها أونيانجو، قبل أن يهدر أزارو كرة من داخل المنطقة علت عارضة دينيس رغم التمريرة الرائعة من معلول. ويجرى لاسارتى تغييرا بالدفع بمروان محسن على حساب الشحات، ليلعب مارتن بثلاثة لاعبين فى خط الهجوم بوجود جونيور أجايى ووليد أزارو ومروان محسن. ويسفر الضغط الأهلاوى عن هدف التقدم فى الدقيقة 68 للمغربى وليد أزارو من ضربة رأس رائعة إثر عرضية متقنة من أحمد فتحي، ويلهب الهدف مشاعر الآلاف الذين احتشدوا من مدرجات إستاد الجيش المصرى. ويلجأ لاعبو صن داونز لأسلوب معنوى لايتماشى من التقاليد الرياضية بتعمدهم اختلاق الأزمات والاشتباك مع لاعبى الأهلى لإخراج أصاحب الأرض عن تركيزهم. ويتحول جميع لاعبى الأهلى إلى مهاجمين، بعد أن دفع لاسارتى بناصر ماهر وصلاح محسن على حساب عمرو السولية وجونيور أجايي، فيما جاءت استراتيجية بيتسو على العكس تماما بعد أن سحب مهاجميه أوبا مانيسا وثيمبا زوانى ليدفع ببانجالى سومهارو وليلى لاكاى وهما من المدافعين،ويستمر ضغط لاعبى الأهلى، ويستخدم رمضان صبحى كل مايمتلك من مهارة لاختراق وخلخلة دفاع صن داونز. ويحتسب الحكم خمس دقائق وقتا بدل الضائع، ويثير أونيانجو أعصاب لاعبى الأهلى بتعمده إهدار الوقت، بشكل كاد أن يؤدى إلى حدوث اشتباكات، وينتهى اللقاء بفوز الأهلى بهدف وتأهل صن داونز للمربع الذهبى لدورى أبطال إفريقيا. مرارة الهزيمة لاسارتى : فخور رغم الخروج .. ولن أستقيل ظهرت علامات الحزن على وجه الأوروجويانى مارتن لاسارتى، المدير الفنى للأهلى، بعد خروج فريقه من دورى أبطال إفريقيا. وقال: قدمنا كل مالدينا فى المباراة.. حاصرنا ماميلودى فى منتصف ملعبه على مدار شوطى اللقاء لذلك جاءت المواجهة من جانب واحد تماما.. التوفيق تخلى عنا وكان من الممكن أن نحقق مايشبه المعجزة بالفوز على بطل جنوب إفريقيا بخمسة أهداف دون رد ولكن سوء التوفيق طاردنا وأهدرنا رقما قياسيا من الفرص أخطرها الكرة التى لعبها عمرو السولية وارتدت من القائم وبالنظر إلى المباراة سيجد الجميع أن فرصة الثانية 15 لوليد أزارو لو تم تسجيلها لأحدثت منعطفا فى سير ونتيجة اللقاء وكان من الممكن الحصول على ريمونتادا تاريخية. وأكد المدرب الأوروجويانى أنه فخور بالعرض الذى قدمه لاعبو الأهلى مساء أمس، مشيرا إلى أنه لايفكر فى الاستقالة، خاصة أنه تولى قيادة الفريق منذ ثلاثة أشهر فى ظل ظروف شديدة الصعوبة، بجانب أن الجميع يعلم أنه حديث العهد بالبطولات الإفريقية. وأضاف لاسارتى أنه حاول تحفيز اللاعبين من خلال مشاهدة ريمونتادا تاريخية لبرشلونة الاسبانى أمام باريس سان جيرمان الفرنسى قبل أكثر من عام وفعل كل شىء من أجل التحضير لهذه المباراة الصعبة. اجتماع تحديد المصير الخطيب يدعو المجلس لحسم مستقبل الأوروجويانى فور انتهاء لقاء الأهلى مع صن داونز وإعلان خروج الفريق من دور الثمانية لدورى أبطال إفريقيا، دعا محمود الخطيب رئيس النادى مجلس إدارته لعقد اجتماع خلال الساعات المقبلة لحسم موقف مارتن لاسارتى المدير الفنى من البقاء أو الرحيل عن منصبه. وجاءت الدعوة فى ظل تصاعد الانقسام داخل المجلس حول المدرب الأوروجويانى ووجود أصوات تدعو إلى تعيين مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق حتى نهاية الموسم على أمل انقاذ الدورى الممتاز من الضياع بعد أن أصبح البطولة الوحيدة المتبقية للفريق فى الموسم الحالى ، فيما تدعو أصوات أخرى للبحث عن مدير فنى أجنبى جديد يتولى المسئولية، ورشح قطاع ثالث فى المجلس تعيين أى من عماد النحاس المدير الفنى الحالى للمقاولون العرب أو فتحى مبروك رئيس قطاع الناشئين حتى نهاية الموسم واعادة تقييم قائمة الفريق من اللاعبين الحاليين فى المستقبل. وتلقى الخطيب فى الساعات الأخيرة رسالة من المدير الفنى الأوروجويانى أكد فيها الأخير رفضه التام لفكرة الاستقالة من منصبه ورغبته فى استكمال الموسم الحالى برفقة الفريق وتعهد بإحراز لقب بطل الدورى. حلاوة النصر بيتسو: حارسنا رجل المباراة ونلعب على اللقب وصف بيتسو موسيميانى المدير الفنى لفريق صن داونز بطل جنوب إفريقيا تأهل فريقه إلى الدور قبل النهائى بالإنجاز المهم له وللاعبيه ويمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة فى سباق إحراز الكأس الإفريقية . وقال بيتسو: مباراة الإياب كانت قوية ونجحنا إلى حد كبير فى الحد من خطورة لاعبى الفريق المصرى وخرجنا بنتيجة تعد رائعة فى مواجهة مرشح لإحراز اللقب على ملعبه «هدف دون رد» وكان من الممكن الخروج بالتعادل، وهو ما يزيد من أسهم صن داونز فى المباريات المقبلة بالبطولة، وأضاف واعتبر حارس المرمى هو رجل المباراة الأول بتفوقه فى الشوط الأول ويستحق الإشادة على مستواه الرائع. وأشاد المدير الفنى لصن داونز فى نفس الوقت بلاعبى الأهلى والتحلى بالروح القتالية من أجل انتزاع بطاقة العبور لدور الأربعة. أسلوب معنوى عدد من لاعبى ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقي، ظهروا فى أرضية إستاد الجيش المصرى ببرج العرب لامتصاص حماس الجماهير وهم الحارس الأوغندى دينيس أونيانجو وثيمبا زوانى و البرازيلى ريكاردو ناسيمنتو وباكامانى مهالامبى »باكا«. شگوى أزارو اشتكى وليد أزارو مهاجم فريق الاهلى للحكم بكارى جاساما أكثر من مرة من الاحتكاكات العنيفة لدينس أونيانجو حارس صن داونز وزملائه المدافعين فى الكرات المشتركة وطالبه باحتساب أخطاء، فيما ظهر الحكم متجاهلا تماما لكلمات أزارو وطالبه بالصمت فى أكثر من مناسبة. دقيقتان فقط اعترض أعضاء الجهاز الفنى للأهلى، خاصة سيد عبد الحفيظمدير الكرة، على عدم احتساب الحكم الجامبى بكارى جاساما لدقائق الوقت الضائع من الشوط الأول لمواجهة الفريق أمام ماميلودى صن داونز مساء أمس، ليكتفى الحكم الجامبى باحتساب دقيقتين فقط. زيارة باتريس حرص باتريس موتيسبيه، رئيس ومالك نادى ماميلودى صن داونز، على الحضور إلى الإسكندرية أمس، لمساندة فريقه فى مواجهة الأهلى مساء أمس، واجتمع باتريس مع أعضاء الجهاز الفنى واللاعبين لتحفيزهم من أجل العودة بنتيجة جيدة والتأهل إلى دور الثمانية. حفلة أونيانجو احتفل دينس أونيانجو حارس مرمى فريق صن داونز برفقة زملائه وظلوا يرقصون فى غرفة خلع الملابس مع الغناء بصوت مرتفع عقب الخسارة من الأهلى بهدف دون رد وحصد تأشيرة التأهل إلى دور الأربعة والاستمرار فى سباق المنافسة على لقب بطل دورى الأبطال. باگا والجماهير أكد باكا لاعب وسط مهاجم فريق صن داونز الحالى والأهلى سابقا سعادته بالمساهمة فى تأهل فريقه للدور قبل النهائى وتسجيل هدف فى لقاء الذهاب من بين خماسية فريقه مشيرا إلى أنه لم يحتفل بالتأهل احتراما لمشاعر جماهير الاهلى التى دعمته كثيرا وقت احترافه فى صفوف الفريق. شگوى الليزر لاعبو صن داونز شكوا للحكم الجامبى بكارى جاساما، تسليط جمهور الأهلى لأشعة الليزر عليهم خلال سير الشوط الثانى من المباراة، ليتجاهل الحكم الشكوى الجنوب إفريقية خاصة وأنها غير مؤثرة على المباراة، وتعمد اللاعبون اثارتها لإضاعة الوقت من جانبهم. «زوانى» البطىء لاعبو الأهلى قاموا بدفع ثيمبا زوانى مهاجم صن داونز ليخرج بسرعة من الملعب بعد تبديله بليلى لاكاى، قبل أن يشير لاعبو الأهلى للحكم بتعمد زوانى بإضاعة الوقت بخروجه ببطء من الملعب، وظل زوانى يتعمد البطء فى الحركة واستفزاز مشاعر لاعبى الأهلى فى الملعب. صورة تذگارية مع انتهاء اللقاء الذى جمع بين الأهلى وصن داونز، طلب بيتسو موسيميانى المدير الفنى للفريق الجنوب إفريقى من مارتن لاسارتى مدرب الأهلى التقاط صورة تذكارية لهما، معربا عن اعجابه بقدراته التدريبية ومشددا على أمله له بالتوفيق فى احراز لقب بطل الدورى المصرى.
