بعد نجاح الفنان محمد رياض العام الماضى فى مسلسل «رحيم »، يعود من جديد فى مسلسل «قيد عائلى » من خلال شخصية المستشار وجيه، التى يقدمها للمرة الأولى، حيث قال إنه اختارها من بين أكثر من شخصية عرضت عليه فى المسلسل، لثرائها الدرامى، وتقدم جزءا أصيلا من المجتمع وهو جانب القضاء المصرى، مشيرًا إلى أنه تعايش مع الشخصية من خلال عدد كبير من أصدقائه، كما تحدث عن أسباب غيابه عن شهر رمضان المقبل، وقراره بالتوقف عن تقديم أعمال مسرحية خلال الفترة المقبلة، وتفاصيل أخرى فى هذه السطور: حقق مسلسل «قيد عائلى» نجاحا ملحوظا مع عرض حلقاته الأولى، هل توقعت ذلك؟ بالطبع خاصة أن المسلسل يحمل مقومات النجاح التى يحتاجها أى عمل حتى يترك بصمته لدى الجمهور، حيث كتبه المؤلف محمد رجائى بالتعاون مع ميشيل نبيل بحرفية شديدة، إضافة إلى أنه يجمع عددًا كبيرًا من النجوم يمثلون 4 أجيال مثل الأساتذة الكبار وهم عزت العلايلى، صلاح عبد الله، بوسى، بينما أمثل جيل الوسط ومعى الفنانة ميرنا وليد ونضال الشافعى، ومن جيل الشباب كارولين خليل، محمد عز وغيرهم من أبناء جيلهم، وأخيرا جيل الأطفال الذى يمثل الأحفاد فى المسلسل لدى عائلة فضل وكامل، هذا إلى جانب أن المسلسل أسرى للغاية، حيث يناقش عادات وتقاليد الأسرة المصرية، والحقيقة أنه رغم اجتماع كل هذه العناصر غير أننى فوجئت برد الفعل والذى فاق توقعاتى. حرصت على اختيار الشخصية التى قدمتها فى المسلسل تحديدا فما السبب؟ بالفعل اخترت شخصية المستشار وجيه من بين شخصيات كثيرة عرضت عليَّ، وأصررت على تقديمها لإعجابى بها، كما فضلت أن أظهر بها تفاصيل وأبعادًا، باعتبارها جزءًا أصيلا من المجتمع وهو جانب القضاة المصرى، وعملت عليها كثيرا، خاصة أننى أقدمها لأول مرة والحمد لله توافرت فيها عوامل النجاح، وكانت من أجمل الأدوار التى قدمتها، وهى تجربة مهمة للغاية بالنسبة لى. وكيف عملت على هذه الشخصية؟ كما ذكرت أنها المرة الأولى التى أقدم فيها شخصية مستشار ورئيس محكمة ولكن شعرت أننى متقمص الدور بحرفية، ويرجع ذلك إلى أننى رأيت كيف يتعامل هؤلاء القضاة فى الواقع، خاصة أن لدى الكثير من الأصدقاء الذين يعملون فى السلك الدبلوماسى والقضائى أو حتى فى النيابة العامة، وسألتهم عن كيفية تعاملهم مع القضايا التى تُعرض عليهم ومعايير الحكم وغيرها من الأسئلة، كما أن شخصية المستشار وجيه لها بعد إنسانى بجانب عمله فهو يُحكّم ضميره، ويحكم بالعدل، إضافة إلى أنه شخصية جميلة على المستوى الإنسانى والشخصى ومواقفه كثيرة داخل أحداث العمل. أشعر أنك كنت متحمسا لتقديم هذه الشخصية؟ بالفعل لأننى بعد خطوة مسلسل «رحيم» مع الفنان ياسر جلال فى موسم رمضان الماضى، فكرت كثيرا فى الخطوة القادمة خاصة أن العمل حقق نجاحا كبيرا، والجمهور ارتبط به بشكل كبير، وكنت أريد أن أقوم بدور لايقل أهمية عما قدمته فى «رحيم»، والحمد لله وجدت الشخصية ثرية للغاية فى مسلسل «قيد عائلي»، وبها تفاصيل كثيرة، والحمد لله وجدت غايتى فى هذا العمل الذى أراهن على نجاحه لأكثر من ذلك خلال الحلقات المقبلة. وماذا عن الجزء الثانى من العمل؟ أجرى تصوير مشاهدى فى الجزء الثانى والأول بالتوازى للانتهاء من العمل فى أقرب فرصة، قبل دخول موسم رمضان، وسنبدأ عرض الجزء الثانى بعد رمضان، وسيكون استكمالا لأحداث قوية ستشهدها الأحداث المقبلة. على ذكر شهر رمضان.. كنت أحد نجوم المسلسلات التاريخية التى كان ينتجها التليفزيون المصرى..هل ترى أن تراجعها باعتبارها غير مربحة؟ أولا أريد أن أعطى كل شيء حقه، فالتليفزيون المصرى صاحب روائع وكنوز قُدّمت على مدى سنوات طويلة على مستوى الأعمال التاريخية والدينية وأعمال أخرى لفترات وشخصيات مهمة فى تاريخ مصر والبشرية، وهو أيضا له الفضل فى انتشار الدراما التاريخية الحقيقية على مستوى الوطن العربى، لأنه كان يقدم دورا محوريا للعالم العربى كله، انطلاقا من ريادته وتفوقه فى تقديم هذه الأعمال، والوطن العربى كان يتعلم منه ويأخذ منه، وكان يقوم برسالته دون النظر للمكسب والخسارة لأنه لا تحكمه المادة والتجارة بل يحكمه إحساسه بدوره الوطنى، حيث كان يحقق عملية توازن بين تقديم مسلسلات دينية واجتماعية وتاريخية، وكل سنة كان لابد أن نرى مسلسلا دينيًا فى شهر رمضان، وكان يقدم توليفة وخريطة درامية تلبى رغبات الجمهور وأعمال هادفة، وكان القائمون عليه أذكياء فى عمل الخريطة الرمضانية بعيدًا عن الحسابات المادية، أما الآن فالمنتجون حاليا يحسبون الموضوع بمعيار المكسب والخسارة، لتختفى المسلسلات التاريخية والدينية من الدراما المصرية، لنفقد بعد اختفاء دور الدولة فى الإنتاج التنوع فى خلطة الدراما فلم نعد نرى مسلسلات تاريخية أو دينية، لدرجة أننا فقدنا الفوازير، فأين هذا التنوع من الشاشة المصرية، ونتمنى أن تعود الدولة للإنتاج لأهميتها ودورها الكبير، لأنه لم يعد هناك شركات إنتاج تقدم هذه النوعية من الأعمال، فآخر عمل قدمته هو «أبو حامد الغازلي» عام 2011، ورغم أن هذا العام تزامن مع ثورة يناير ولكن عجلة الإنتاج لم تتوقف وقدمنا المسلسل، وبدأنا نشتغل عليه فى شهر مارس وعرض فى موسم رمضان 2011 ومن وقتها لم أشارك فى أى عمل تاريخى أو دينى. هل تفتقد هذه النوعية من الأعمال؟ الحقيقة أننى بالفعل مفتقد الأعمال التاريخية لأنها تكون راقية، ومبذول فيها مجهود كبير، وأنا على المستوى الشخصى أحب هذه النوعية من الأعمال التى أقدمها باللغة العربية لعشقى للغتى الجميلة، وأعتز بكل الأعمال التى شاركت فيها حيث قدمت 4 أعمال تاريخية من أهم الأعمال فى مشوارى حياتى وأيضا من أهم أعمال مكتبة التليفزيون مثل «ابن حنبل» و«هارون الرشيد». وما سبب غيابك عن موسم رمضان المقبل؟ كان لدى مسلسلان أشارك بهما فى موسم رمضان، قبل أن يتوقفا، بعدما تعاقدت عليهما، وبدأت العمل فيهما، ولكن الأزمة التى أثرت على السوق ككل منعت استكمال المسلسلين قبل البدء فى تصويرهما، وأرى أننا بحاجة خلال الفترة المقبلة إلى ترتيب البيت الدرامى المصرى وعودة إنتاج المسلسلات بشكل منضبط، لأن أنظمة الدراما تسببت فى بطالة طاحنة هذا العام لغالبية الفنانين. وماذا بالنسبة للسينما؟ على مستوى السينما كان لدى مشروعان للسينما وتوقفا فجأة أيضًا دون إبداء أى أسباب. فى ظل حالة الانتعاش التى يشهدها المسرح هل من الممكن أن نراك قريبًا على خشبة المسرح؟ لا.. لأننى قررت ألا أشارك فى أى عمل مسرحى هذا العام رغم حرصى على أن يكون لى مسرحية كل عام ولكن اعتذرت عن كل ما عرض عليَّ سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص. وما سبب الاعتذار؟ التجربة الأخيرة التى قدمتها فى المسرح وهى «حفلة تنكرية» لم أستمتع بها، وكان بها الكثير من المشكلات، وهو ما دفعنى لعدم تكرار تجربة المسرح هذا العام، رغم وجود نصوص جيدة وعروض قوية، وكنت أرغب فى ترتيب أوراقى حتى لا أعيد خطأ التجربة السابقة.