منذ حوالي3 أعوام انتهت وزارة الصحة من إعادة إنشاء مستشفي الطور العام وروعي في تصميماته الناحية الجمالية وأن تكون مواكبة لمكانة المحافظة السياحية. وفعلا تم الانتهاء من أفخر مستشفيات مصر والذي بلغت تكلفته حوالي120 مليون جنيه للمباني فقط وغمرت مواطني المحافظة عامة ومدينة طور سيناء عاصمة المحافظة خاصة فرحة عارمة بالانتهاء من مشاكل الصحة بجنوب سيناء إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا فقد ظهرت عيوب كبيرة في الانشاءات وعيوب في التجهيزات ونترك الحديث للدكتور صبحي محمد الخواجة أخصائي عظام بالمستشفي حيث يقول رغم عدم مرور فترة طويلة تتعدي عامين علي تسلم مديرية الاسكان بالاشتراك مع نخبة من وزارة الصحة لمباني المستشفي إلا أن رخام الحوائط قد بدأ في التساقط في جميع أنحاء المستشفي مما جعل المقاول يقوم منذ عدة شهور بمعالجة هذا العيب بتدبيس الرخام في الحوائط عن طريق ثقبها وتثبيتها بمسامير في الحائط داخل المبني وخارجه مما يدل علي سوء المصنعية وقد سقطت احدي هذه البلاطات الرخامية يوم2011/8/7 الماضي أمام وحدة الكلي ولولا العناية الألهية لسقط أحد الأشخاص ضحية لها. وهناك عيب آخر هو بروز بلاط الأرضيات في بعض الطرقات بالأدوار المختلفة وهبوطه في أماكن أخري مما جعل فتح بعض الأبواب أو غلقها مستحيلا. ويضيف د. محمد أحمد السنجيدي اخصائي أشعة أن التكييف المركزي بالمستشفي قد تعطل بالكامل منذ أكثر من عام مما أدي لارتفاع درجة الحرارة بغرفة جهاز الأشعة المقطعيةGE واتلاف برنامج الكمبيوتر الخاص بالجهاز وتعطل الجهاز البالغ قيمته نحو مليوني جنيه وهو الجهاز الوحيد في جميع مستشفيات المحافظة ويقول د. السنجيدي أن جهاز الأشعة التليفزيونية أصيب بالسكتة القلبية بسبب تعطل التكييف وارتفاع درجة الحرارة برغم أن الجهاز قيمته280 ألف جنيه وتم تركيبه منذ حوالي5 شهور فقط وقد استدعي المستشفي مهندس الصيانة الذي أكد أن دائرة الطاقة قد احترقت نتيجة تعطل التكييف وارتفاع درجة الحرارة. وقال إنه لا يستطيع تركيب هذه الدائرة مرة أخري إلا بعد تشغيل التكييف لأنها ستحترق مرة أخري بسبب ارتفاع درجة الحرارة. ويشير السنجيدي إلي خطأ جسيم في تصميم حجرة الأشعة في مستشفي الطور حيث إن التصميم الصحيح في جميع المستشفيات يقضي بأن يكون هناك بابان الأول لغرفة الجهاز والثاني لغرفة التحكم ولكن ما تم في مستشفي الطور هو تصميم باب واحد فقط لغرفة الجهاز مما يضطر الطبيب أو الفنيين للدخول إلي غرفة التحكم عبر باب غرفة الجهاز وبالتالي يتعرضون لجرعات من الأشعة الخطرة. ويعود د. صبحي محمد الخواجة اخصائي العظام إلي الحديث حيث يقول انه من المفارقات الغريبة في مستشفي تكلف120 مليون جنيه هو عدم وجود آلات جراحية لاجراء جراحات العظام رغم وجود جهاز السي أرم والذي يبلغ ثمنه حوالي مليون جنيه ويستخدم في اجراء كل عمليات العظام حيث يضم شاشة لمتابعة العملية عن طريقها أثناء اجراء العمليات ولكن ما فائدة الجهاز بدون آلات لإجراء العمليات فنحن نريد أن نعمل فترة تكليفنا هنا حتي تكون مرتباتنا حلالا ورغم أن الآلات لا تزيد قيمتها عن50 ألف جنيه ويقول د. رشاد المحمودي أخصائي عناية مركزة قلب إن أجهزة التنفس الصناعي معطلة لأنها تحتاج إلي أكسجين مركزي وهو موجود ولكنه تالف ويستكمل الحديث د. علاء الدين أنور اخصائي تخدير وعناية قائلا أن أجهزة التخدير معطلة بسبب ارتفاع درجة الحرارة أنها تعمل في درجة لا تزيد علي21 درجة مئوية والحرارة تصل في المستشفي إلي45 درجة مئوية مما يعني ضرورة تشغيل التكييف المركزي فغرف المرضي مجهزة للتكييف وغير مجهزة للتهوية العادية مما يجعل غرف المرضي عبارة عن حمامات ساونا ويضيف أن لدينا جهاز تحاليل قيمته750 ألف جنيه وهو معطل لعدم وجود اخصائي تحاليل لتشغيله. ويطالب د. عصام فرحان اخصائي باطنة بوجود شركة للأمن والحراسة بالمستشفي لمنع تعدي اهالي المرضي علي الأطباء كما حدث منذ أسابيع حيث تعدي الأهالي علي طبيب العناية المركزة وأوسعوه ضربا واصيب إصابات جسيمة ولابد أيضا من التعاقد مع شركات نظافة وصيانة لآلات وأجهزة المستشفي.