على الرغم من الفرحة الكبيرة التى سادت أهالى مدينة أسوان عقب أعمال التطوير غير المسبوقة التى شهدتها طرق المطار والسادات وكورنيش النيل قبل عقد ملتقى الشباب العربى والإفريقى منذ أيام ، فإن إزالة المطبات الصناعية من طريق السادات قد تسببت فى خلق حالة من الغضب الكبير بين المواطنين بعد وقوع أكثر من حادث مرورى بسبب السرعات الجنونية للسيارات وآخرها مصرع طالبة بالثانوية العامة أثناء عبورها الطريق ثم إصابة تلميذتين فى اليوم التالي. وفيما طالب أهالى أحياء العقاد والتأمين والكرور والرضوانيةمحافظ أسوان بضرورة إعادة هذه المطبات من جديد وتشديد الرقابة المرورية على الطريق وضبط المخالفين ، كشف مسئول بمديرية الطرق بأسوان عن أن المطبات الأسفلتية لا يمكن إنشاؤها إلا بقرار من محافظ الإقليم بينما تركيب المطبات الصوتية وغيرها من اختصاص الجهاز المركزى للتعمير الذى تولى تطوير الطريق ، والغريب أن الأخير لجآ مؤخرا إلى تهدئة الرأى العام الذى عبر عن غضبه تجاه إصرار المحافظ على المطبات الصوتية وقام بإنشاء مطبات أسفلتية مؤقتة منفردا لحين وصول ماكينات تركيب الشرائط الصوتية خلال الساعات المقبلة. ويقول ضياء خيرى إن الطريق بعد رصفها وإزالة المطبات باتت مسرحا لسباق السيارات التى يقوم بها الشباب ، فضلا عن مواكب الأفراح التى ترعب المارة دون رقيب ولا حسيب من إدارة مرور أسوان ، مشيرا إلى أن الأمر أصبح خطيرا ويحتاج إلى تدخل فورى من محافظ أسوان فى ظل وجود العديد من المدارس والمعاهد ومساكن الطلاب والطالبات والمستشفيات على الطريق ، موضحا أن هناك حالة غضب شديدة بين المواطنين لأن هذا الحادث يعد الثالث فى غضون أيام قليلة وفى حالة استمراره على هذا الوضع من المتوقع أن تقع حوادث أخرى قد تودى بأرواح عدد آخر من الأبرياء . وطالب ياسر عرابى «محام » برقابة الطريق للحد من السرعات الجنونية للسائقين ، وقال إن المحافظ سبق ووعد بتركيب مطبات صوتية عبارة عن شرائط ولكن لم يتم أى شيء حتى الآن ، مشيرا إلى أن المطبات الصناعية العادية ستكون أفضل بكثير لأن الشرائط الصوتية لاتحد من السرعات بل على العكس تجبر قادة السيارات على السير بسرعات هائلة ومرعبة ، وأوضح أن الطريق بعد تمهيدها ورصفها وتطويرها أصبحت « مصيدة » للموت للأخطاء البشرية للسائقين، لافتا إلى أن هذه النوعية من المطبات يتم وضعها فى الطرق السريعة لأن الغرض منها تنبيه قادة السيارات ،وقال اعرابي» إن هذه الطريق تحديدا تعد من أهم الطرق التى تخترق المناطق السكنية وتحتاج إلى مناطق لعبور المشاة . وأشار عبد الناصر صابر أحد سكان حى مدينة ناصر إلى أن هناك حملة تم تدشينها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحت عنوان «مطب صناعى» حتى يستجيب المسئولون لمطالب الآلاف من مرتادى الطريق وسكان الأحياء، وطالب كلا من مدير أمن أسوان بتفعيل تطبيق مواد قانون المرور الخاصة بتحديد السرعة داخل المدينة بحد أقصى30 كيلو مترا فى الساعة حسبما ينص القانون ، وكذا إنشاء مطبات صناعية وعدم الارتكان للمطبات الصوتية المزمع تركيبها لعدم جدواها فى المناطق والشوارع التى بها مدارس وفى التقاطعات ومناطق الازدحام المرورى ، بالإضافة إلى البدء فورا فى إجراء تحليل المخدرات على جميع قادةالسيارات وكذلك االتوك توك» حرصا على حياة المواطنين ، وشدد على ضرورة سرعة تنفيذ مطالب الأسوانية للحد من الفوضى المرورية بطريق السادات ، خاصة فى مناطق الاستاد والتأمين الصحى وتقاطع الكرور ، مع ضرورة التصدى لفوضى عربات الكبوت والميكروباص التى تثير الذعر . وطالب أدهم دهب مهندس بأن يتم تشكيل لجنة من المهندسين المتخصصين لمراجعة جميع طرق أسوان ، وقال إن هندسة الطرقاختصاص فنى بحت والمهندسون هم الأقدر والأدرى بها ، مشيرا إلى أن الحوادث التى شهدها طريق السادات ليست بسبب خلوه من المطبات فقط وإنما بسبب الأخطاء البشرية للسائقين الذين هم فى حاجة للتوعية أولا ثم للرقابة المرورية الغائبة ثانيا ، وطالب بعقد اجتماع عاجل يدعو له المحافظ بحضور المتخصصين ، لوضع خريطة طريق لجميع طرق ومحاور المدينة عاصمة الشباب الإفريقى 2019 . من جانبه أكد اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان أن لجنة فنية هندسية ستقوم بمعاينة جميع أجزاء الطريق حرصا على سلامة المواطنين ، لافتا إلى أن المطبات الصوتية هى الأقرب للتركيب خلال الفترة المقبلة .