شهدت السياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تحولا ملحوظا ونشاطا مكثفا لمد أواصر التعاون مع معظم دول العالم إذا صحالتعبير. فقد خرجت السياسة الخارجية المصرية من المفهوم الضيق للتحالف مع قوة عظمى وحيدة مثلما حدث بالنسبة للولايات المتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتى فى الماضي، لتخرج إلى العالم بسياسة مد اليدين للجميع من أجل تعزيز التعاون وحل الأزمات الاقليمية والدولية بالحوار مع دول العالم على اختلافها. ومن خلال المفهوم الجديد للسياسة الخارجية المصرية المتمثل فى الانفتاح على العالم استطاعت مصر أن تستعيد دورها الريادى على المستويين الاقليمى والعالمي، وأيقن العالم دور مصر الاستراتيجى وأنها مفتاح السلام والاستقرار فى المنطقة العربية، وبوابة النفاذ إلى افريقيا خاصة مع رئاستها الحالية للاتحاد الافريقى وخططها لتحقيق التنمية والاستقرار فى القارة السمراء. استطاعت مصر من خلال المفهوم الجديد للسياسة الخارجية أن تمتلك قرارها السياسي، وأن تحقق تنويع مصادر السلاح وبذلك حققت الاستقلالية وضمان عدم الضغط عليها من جانب أى قوة دولية خاصة بعد الدرس الذى تعلمته واستفادت منه جيدا عندما قطعت الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدات العسكرية عن مصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو، والذى مالبثت أن عادت فيه مع اتجاه مصر للحصول على أسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا، وتيقنت أمريكا من أن ثورة 30 يونيو كانت رغبة شعبية عارمة للتخلص من نظام الإخوان الارهابى الذى اتضح مخططة بالنسبة لمصر والمنطقة العربية بأسرها. اتجهت مصر من خلال سياستها الخارجية فى عهد الرئيس السيسى إلى تبنى الحل السلمى لكل القضايا العربية اتساقا مع مفهوم حقن الدماء وتغليب مصلحة الشعوب العربية على التناحر بين قوى وأطراف مختلفة هدفها تقسيم تلك الدول والإنزلاق بها إلى الفوضى بدعم من قوى ممولة للارهاب اقليميا ودوليا، ولذا دعمت مصر مؤسسات الدولة فى سوريا وليبيا واليمن، وركزت على إعادة بناء الجيش والشرطة فى ليبيا على سبيل المثال، للحفاظ على مفهوم الدولة وسيادتها واستقرارها، باعتبار أن ذلك يمثل مصلحة لتلك الدول والدول المجاورة بما يحمى الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل. استطاعت مصر أيضا تكوين رأى عام عالمى مناهض للإرهاب، إلى جانب حث المجتمع الدولى على المواجهة الشاملة لتلك الآفة التى تنتقل من مكان إلى آخر مثل الخلايا السرطانية، والتشديد على ضرورة مواجهة الإرهاب وتجفيف منبعه ومحاسبة مموليه دون تمييز، كما أكدت مصر أن جماعة الإخوان الإرهاربية هى التى أرست الفكر الأيديولوجى المتطرف الذى تعمل تحت عباءته مختلف التنظيمات الارهابية. وقد أيقنت دول العالم وخاصة دول الاتحاد الأوروبى صدق التحذيرات المصرية من انتشار الإرهاب بمفهومه العالمى خاصة مع تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بفعل أزماتالشرق الأوسط، والتى تسلل من خلالها عناصر إرهابية إلى أوروبا، حيث أكدت مصر ضرورة حل أزمات المنطقةالعربية من أجل أن ينعم العالم بالأمن والاستقرار بمفهومه الواسع.