إصابة مرشح رئاسي برصاصة في رأسه في كولومبيا.. ومكافأة للكشف عن مرتكبيها    أسعار الدواجن في البورصة ثالث أيام عيد الأضحى    الدفاع الروسي يدمر مسيرة أوكرانية حاولت استهداف موسكو    رسالة من متظاهرين إسرائيليين ل المبعوث الأمريكي الخاص: "دعك من نتنياهو"    مسؤولون أمريكيون: واشنطن ترى أن رد موسكو على استهداف المطارات لم يأت بعدا    أخبار مصر: الأرصاد تحذر من الرمال والأتربة، ممدوح عباس يعلن تنحيه عن دعم الزمالك، احتجاجات لوس أنجلوس تجتاح أمريكا    الصحة العالمية تحذر من ارتفاع إصابات كوفيد-19 بسبب متحور جديد    بالأسماء| مصرع وإصابة 10 أشخاص في انهيار سقف مخزن جلود بالبحيرة    استشهاد 5 مدنيين بينهم طفلتان في قصف على خيام النازحين غرب خان يونس    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الأحد 8 يونيو 2025    مواجهات بين الشرطة ومعارضين للمداهمات ضد المهاجرين في لوس أنجلوس    أسعار الذهب في بداية ثالث أيام عيد الأضحى المبارك    الشناوي: مباراة باتشوكا إعداد مثالي لمواجهة إنتر ميامي ووجود صورنا مع ميسي فخر لكل الأهلاوية    استمرار خروج مصر من القائمة السوداء يعكس التزامًا دوليًا بالإصلاحات    مسؤولون أمريكيون: الرد الروسي على هجوم المسيرات الأوكرانية لم ينته بعد    انتشال جثمان غريق من ترعة الإبراهيمية بالمنيا    هشام عباس يتألق بأغانيه في حفله بعيد الأضحى على مسرح البالون (صور)    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم..استشاري تغذية يحذر من شوي اللحوم في عيد الأضحى.. أحمد موسى: فيديو تقديم زيزو حقق أرباحًا خيالية للأهلى خلال أقل من 24 ساعة    موعد مباراة البرتغال ضد إسبانيا والقنوات الناقلة في نهائي دوري الأمم الأوروبية    مقتل شاب على يد آخرين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بالمحلة الكبرى    الدولار ب49.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأحد 8-6-2025    مقتل امرأة برصاص الشرطة بعد طعنها شخصين في ميونخ    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. ثالث أيام العيد    تريزيجيه يعلق على انضمام زيزو ل الأهلي    زيزو بعد وصوله ميامي: متحمس جدا لخوض كأس العالم للأندية لأول مرة في حياتي    زيزو يكشف سر رقم قميصه مع النادي الأهلي.. ويختار اللاعب الأفضل في مصر    عقرهم كلب.. كواليس إصابة طالبين في مشاجرة داخل سايبر بالعجوزة    مصرع طفل وإصابة آخر دهستهما سيارة ربع نقل في قنا    إصابة أسرة كاملة في تصادم سيارة بموتوسيكل أعلى دائري الهرم    أوليه: ريفر بليت حاول ضم رونالدو لأجل كأس العالم للأندية    عرض مسلسل فهد البطل على قناة MBC1    نسرين طافش جريئة وميرنا نور الدين أنيقة..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    تريزيجيه: هددت طرابزون بعدم اللعب مجددا حال عدم الانتقال للأهلى    مدير عام "تأمين الغربية" يتفقد مستشفى المجمع الطبي بطنطا في جولة عيد الأضحى    بعد تناول لحمة عيد الأضحى.. 5 أعشاب لتنظيف وتطهير القولون والتخلص من السموم    بسبب بكتيريا السالمونيلا.. سحب 1.7 مليون بيضة من الأسواق الأمريكية    أصابوه بعاهة.. التعدي على مسؤول حماية الأراضي خلال تنفيذ إزالة بأرض زراعية بسوهاج "فيديو"    الوقت غير مناسب للاستعجال.. حظ برج الدلو اليوم 8 يونيو    معتز التوني: الإخراج أقرب لقلبي.. وأتمنى تقديم مسلسل اجتماعي بعيدا عن الكوميديا    محافظ الغربية: ذبح 1168 أضحية مجانًا داخل المجازر الحكومية خلال العيد    «صندوق المكافحة»: أنشطة بالمناطق «بديلة العشوائيات» للتوعية بأضرار المخدرات    صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو    البابا تواضروس يناقش أزمة دير سانت كاترين مع بابا الڤاتيكان    إقبال كبير من المواطنين في الدقهلية على الحدائق ثاني أيام عيد الأضحى.. صور    تعرف على الخطأ الطبي الجسيم وفقا للقانون    في ذكرى وفاة المشير الجمسي، تعرف على آخر وزير حربية بمصر والمصنف ضمن أبرع 50 شخصية عسكرية بالعالم    «باعتبرها أمي».. شريف منير يوجه رسالة مؤثرة إلى زوج ابنته أسما (فيديو)    تعرف على برجك اليوم 2025/6/8.. «الثور»: تمل من العطلة.. و«العذراء»: تمر بحالة من الهدوء والتأني    81 عاما من العطاء.. قضتها "نفيسة" في محو الأمية وتحفيظ القرآن للأهالي مجانا    في لفتة إنسانية.. الرئيس يطمئن على أحد الأئمة ويكلف بعلاجه فورًا    قد تتحول إلى سموم ..تجنب وضع هذه الأشياء داخل الميكروويف    الحجاج يخلدون رحلتهم الإيمانية في مشاهد مصورة.. سيلفى فى الحرم بين لحظة الخشوع وذاكرة الكاميرا    كل عام ومصر بخير    فى موسم الرحمة.. مشاهد البر تتصدر مناسك الحج هذا العام.. أبناء يسيرون بوالديهم نحو الجنة بين المشاعر المقدسة.. كراسى متحركة وسواعد حانية.. برّ لا يعرف التعب وأبناء يترجمون معنى الوفاء فى أعظم رحلة إيمانية    البابا تواضروس يلتقي شباب الإسكندرية بمنتدى كنيسة العذراء بسموحة يوليو المقبل    ما حكم من صلى باتجاه القبلة خطا؟.. أسامة قابيل يجيب    عيد الأضحى 2025.. ما حكم اشتراك المضحي مع صاحب العقيقة في ذبيحة واحدة؟    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسرح القومي بين إدارتين

يمتد تاريخ المسرح القومي لسنوات طويلة, قاربت قرنا من الزمان, ولكن الميلاد الجديد للمسرح كان مع عودته للعمل في نهاية عام2014 بعد الحريق الهائل الذي تعرض له في2008 ومثل جرحا كبيرا في الحركة المسرحية, لما يمثله المسرح القومي لكل المبدعين, فعلي خشبته وقف كبار الفنانين وعرضت أعظم الأعمال التي رسخت في وجدان الشعب العربي كله وليس المصري فقط, ومنذ عام2014 وحتي بداية العام الجاري تولي إدارة المسرح القومي الفنان يوسف إسماعيل في مرحلة صعبة أغلق خلالها المسرح أكثر من مرة نتيجة.
عدم تسلم وزارة الثقافة للمسرح بشكل نهائي من الشركة المنفذة للمشروع حتي الآن ولوجود بعض الملاحظات الخاصة بالحماية المدنية, بينما واصلت فرقة المسرح القومي خلال هذه الفترة إنتاجها المسرحي وقدمت العديد من العروض الناجحة منها ليلة من ألف ليلة والمحاكمة واضحك لما تموت وحي علي بلدنا, وانتقلت إدارة المسرح لمرحلة جديدة في فبراير الماضي مع تولي الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف لمنصب مدير الفرقة وهو واحد من أبناء الفرقة وابن أحد كبار مخرجيها يسعي لوضع خطة تمزج بين خبرة جيل المسرحيين الكبار والروح الشبابية, وفي هذين الحوارين يحدثنا المدير السابق يوسف إسماعيل عن الأزمات التي واجهت الفرقة خلال فترة إدارته ومن بينها الظروف الإنتاجية السيئة التي يعاني منها كل فرق البيت الفني للمسرح بسبب ضعف الميزانيات, بينما يستعرض المدير الجديد عبد اللطيف رؤيته لإدارة المسرح وكيف سيواجه هذه الأزمات.
يوسف إسماعيل:
توليت المهمة في توقيت صعب.. وقسمت جهدي بين علاج المشكلات والإنتاج الفني
ما المدة التي قضيتها في إدارة المسرح القومي؟ وكيف كانت؟
أربع سنوات منذ10 يناير2015 وحتي يناير2019, أنتجنا خلالها العديد من العروض التي حققت نجاحا علي رأسها ليلة من ألف ليلة التي وصلت إيراداتها إلي8 ملايين جنيه- باكورة إنتاجي كمدير للمسرح القومي مع عودته للعمل بعد فترة توقف دامت7 سنوات من سبتمبر2008 وحتي نهاية عام2014 بعد الحريق الشهير, وعندما توليت إدارته كنا لانزال في مرحلة الاستلام الأولي, وافتتح في ديسمبر2014, ثم أغلق مرة أخري في مارس2015, لإتمام أعمال الإنذار والحماية المدنية, ومررنا بإجراءات طويلة جدا وعقيمة حتي تم الاستلام الابتدائي وأنهينا المشكلات مع الشركة المنفذة لأعمال البناء والترميم, وقبل رحيلي لم يكن تبقي للحماية المدنية سوي ملحوظة واحدة أخيرة تتعلق بالباب الخلفي الخاص بدخول الديكور وتم تنفيذها ومن المفترض أن يتم تسليم المسرح الآن بشكل نهائي لوزارة الثقافة, وما أريد قوله هو أننا طوال هذه الفترة كنا نعمل لبعض الوقت ثم نتوقف ثم نعود للعمل مرة أخري للمشكلات المتعلقة بالاستلام والتسليم مع الشركة المنفذة من جانب والحماية المدنية من جانب اخر, ولهذا طوال فترة إدارتي للمسرح كان الجهد مقسما بين علاج مشكلات الاستلام والتسليم والجانب الفني الخاص بالإنتاج, والتفرغ للإنتاج يحتاج لعدم الانشغال بأشياء أخري ومشكلات من هذا النوع, ولكنني لم أتمتع بهذه الرفاهية وكنت مشغولا بالاثنين معا وهذه المشكلات استهلكت جزءا كبيرا من الجهد.
ما موقفك من الآراء التي تري أن المسرح القومي يجب أن تكون له إدارة مستقلة بحكم خصوصيته؟
نعم, أنا مع هذه الفكرة, فالمسرح القومي لابد أن يكون كيانا مستقلا بإدارة مستقلة وتابع مباشرة لمكتب وزير الثقافة وهو ما سيجعله وحدة إنتاجية مستقلة, لأن المسرح القومي بهذه العراقة وهذا التاريخ وهذا التأثير داخل الحركة المسرحية لا يجب أن ينظر إليه بالمعايير الفنية نفسها التي تطبق علي أصغر مسرح في مصر فهذا ظلم لتاريخه وقيمته, وإذا تحول لوحدة إنتاجية مستقلة سيكون كيانا قائما بذاته له ميزانية مستقلة عن باقي المسارح وله طبيعة إدارية خاصة تتيح له أن يكون لديه ميزانية خاصة به يعرفها من بداية العام ويضع خطة إنتاجه, وفقا لها بمواعيد محددة لافتتاح العروض علي مدار العام وإنتاج عروض تليق بقيمة المسرح ومكانته, بينما الطريقة الحالية لا يمكن من خلالها أبدا تحديد عدد العروض التي سينتجها المسرح أو مواعيد افتتاحها بشكل دقيق, فلا يصح أن ينتج المسرح القومي عرضين أو ثلاثة خلال العام, يجب أن ينتج6 عروض سنويا علي الأقل بمعدل عرض كل شهرين, لأن هذا ما يليق به وبفرقته التي تعتبر أكبر وأقدم فرقة في مصر وتضم كبار الفنانين من مختلف فروع المسرح تأليف وإخراج وتمثيل وتصميم ديكور وملابس, ولو لديه هذه المرونة والإمكانات سيكون بحق اسما علي مسمي.
وهل ميزانية الإنتاج المحدودة في البيت الفني للمسرح التي يتم توزيعها علي كل الفرق تؤثر علي إنتاج المسرح القومي؟
بالتأكيد, لأن الميزانية المخصصة للبيت الفني ليست كبيرة, فهي ميزانية ضعيفة وبعد توزيعها علي المسارح, قد يكون نصيب المسرح القومي منها ما يكفي بالكاد لإنتاج عرضين صغيرين, وهو ليس أمرا ثابتا فهو مخصص تقديري وليس فعليا, ولهذا كنا نكافح حتي نستطيع تقديم عرضين في السنة والحقيقة أن هذا لا يخصنا وحدنا وإنما يخص كل فرق البيت الفني لأن مخصص الإنتاج في البيت الفني للمسرح عموما ضعيف جدا ولم يتغير منذ سنوات طويلة, وكل ما نستطيع عمله بالتعاون مع رئيس البيت الفني هو أن نلح في طلب تعزيزات للميزانية أحيانا يتم الموافقة عليها وأحيانا أخري لا نحصل عليها أو نحصل علي نصف المطلوب فقط, ونحن دائما نعمل وفق الظروف ولا توجد أرض ثابتة, وما يعفي المسرح القومي من هذه الأزمة هو استقلال إدارته وهو المشروع الذي كان يسعي إليه د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق عندما شكل مجلس أمناء للمسرح القومي ترأسه الفنانة سميحة آيوب علي أمل أن يتحول المسرح القومي فيما بعد إلي وحدة إنتاجيه مستقلة.
ولماذا لم يتحقق ذلك فعليا علي أرض الواقع؟
لأن تفعيله بشكل حقيقي يحتاج لبعض الإجراءات القانونية ولفتوي من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وسن لوائح وقوانين جديدة تخص المسرح القومي, وهو ليس أمرا صعبا ولكن هذه الإجراءات القانونية لم تستكمل ولهذا لم يستمر مجلس الأمناء أكثر من عام واحد, فتوقيع الأوراق واتخاذ القرار النهائي ظل مسئولية مدير المسرح وبالتالي أصبح دور مجلس الأمناء مجرد دور استشاري وليس رأيا فعليا يعتد به في الإدارة واعترض أعضاء المجلس علي هذا وقرروا الانسحاب, بينما كان من المفترض أن يكون دور المجلس وضع خطة العمل مع مدير المسرح ويتم تفعيلها علي مدار العام, مثل دار الأوبرا ومجلس إدارتها الذي يضع خطتها مع رئيس دار الأوبرا لتنفذ علي مدار العام.
وهل توقفت بعض العروض أو لم تتمكن الفرقة من إنتاجها نتيجة لأن ميزانيتها أكبر من قدرة البيت الفني؟
لم أكن أسمح بوصول الأمر لهذا الحد, أن أعمل علي عرض ونستعد له ثم يرفض بسبب الميزانية, كنت أعمل في إطار الميزانية المتاحة أمامي أو أزيد منها بدرجة بسيطة تسمح بطلب تعزيز, وأحيانا ما كنا نقدم عروضا بدون إنتاج ديكور وملابس تحايلا علي عدم توفر ميزانية, لأنني كنت أريد تقديم عروض علي خشبة المسرح القومي في رمضان حتي لا يغلق أبوابه في هذا الشهر الكريم فقدمت عرضا مثل حي علي بلدنا بدون ميزانية ديكور وملابس بالاتفاق مع المخرج أحمد إسماعيل ودبرنا الأمر بالمتاح لدي الممثلين وفي إمكانات المسرح, وحقق العرض النجاح, ومن جانب آخر بعض العروض تأخر إنتاجها وتم تأجيلها أكثر من مرة مثل كانديد أو خليك متفائل للمخرج إسلام إمام لأنه لم تكن هناك ميزانية لإنتاج الديكور والملابس وكان من المفترض أن يعرض في يناير الماضي وتم تأجيله لحين توفر الميزانية التي تدخلت وزيرة الثقافة لتوفيرها, ولكن كل هذه المحاولات وإجراءات البحث عن الميزانية وطلب الدعم وما إلي ذلك تتطلب وقتا طويلا وتتسبب في تأخر إنتاج العروض وتعطيلها, وبالتالي تصبح العملية الإنتاجية بطيئة جدا وتصيب المبدعين بالملل, فبدلا من أن تكون خطة العمل علي إنتاج العرض شهرين تمتد لأكثر من6 أشهر وهذا وقت طويل جدا كفيل بإصابة الجميع بالملل.
وهل كان ذلك سببا في اعتذار بعض النجوم وانسحابهم من العروض أحيانا؟
بالطبع, يحدث هذا كثيرا, فعندما أتفق كممثل مع جهة إنتاج علي المشاركة في عرض علي أن يفتتح في يناير ثم يأتي يناير وفبراير ومارس وأبريل ولا يحدث شيء والأسوأ أني لا أعرف متي سيقدم العرض, فهذا يخلق عدم مصداقية بين الفنان والجهة المنتجة, وبالتالي يعمل الفنان في المسرح بربع طاقة لأنه لا يثق في جدية المواعيد, وكلها إشكاليات متراكمة علي بعضها وتؤثر علي بعضها البعض, قد تبدو أنها صغيرة لكن تأثيرها كبير جدا خاصة علي المدي الطويل, فهذه المشكلة تعود بنا مرة اخري لمخصصات الإنتاج الواضحة واستقلالية المسرح القومي التي تنأي به عن الدائرة الادارية الطويلة, بحيث تخرج أوراق الاعتماد الخاصة بإنتاج العروض مباشرة من مكتب مدير المسرح إلي مكتب الوزير, ولا تضطر للدخول في دائرة بيروقراطية طويلة.
كثيرا ما تتم مقارنة دار الأوبرا بالبيت الفني للمسرح لعدم قدرة الأخير علي إعداد أجندة بمواعيد العروض قبل بداية العام كما يحدث في الأوبرا فما الذي يميزها عنه؟
البيت الفني للمسرح يحتاج لتغيير اللوائح والقوانين التي تحكم عمله, فما يميز الأوبرا عنه هو أنها هيئة قائمة بذاتها أما البيت الفني فليس كذلك, بمعني أن القرارات الإدارية تخرج من الأوبرا إلي الوزارة مباشرة بدون سلطة اعتماد في المنتصف ودائرة طويلة تدور فيها الأوراق كما يحدث في البيت الفني لأن رئيس البيت الفني ليس لديه سلطة الاعتماد وصلاحيات الوزير التي تسمح له بأن يمتلك حرية القرار, فالبيروقراطية ورحلة توقيع الأوراق تجعل الخطاب الواحد الذي من الممكن الانتهاء منه في3 أيام يحتاج إلي أكثر من شهر علي أرض الواقع حتي تتم الموافقة عليه وبالتالي يتعطل كل شيء وتستهلك دورة الإنتاج وقتا طويلا, بالإضافة إلي أن الأوبرا لديها مرونة في اللوائح التي تعمل بها تسمح لها بالاستعانة برعاة من خارج وزارة الثقافة, وهو ما لا يمكن عمله في البيت الفني للمسرح بسبب اللوائح التي تمنع ذلك.
أحمد شاكر عبد اللطيف:
لست غريبا علي المسرح القومي وأنا أصغر مدير في تاريخ الفرقة
ما الصورة التي كانت في خيالك عندما عرض عليك إدارة المسرح القومي؟
المسرح القومي ليس غريبا عني لأني ولدت وتربيت فيه, والدي من رواد المسرح القومي وقدم علي خشبته3 مسرحيات من أهم الأعمال في تاريخ المسرح المصري رابعة العدوية لسميحة أيوب وعودة الغائب لمحمود ياسين وماكبث لعبد الله غيث وفردوس عبد الحميد, وتابعت كبار النجوم وهم يعملون علي مسرحياتهم بداية من النص وإلي أن تتحول إلي مسرحية جماهيرية تحقق صدي في المجتمع العربي كله, وبعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية تم تعييني في الفرقة وحاليا علي درجة فنان قدير, وأعتبر منصب مدير الفرقة شرفا كبيرا بالنسبة لي علي الرغم من أن التوقيت مفاجئ, لكوني أصغر مدير في تاريخ المسرح القومي, وأتمني أن أنجح في رهان الشباب والدماء الجديدة, وفي الوقت نفسه كوني من أبناء المسرح يسهل مهتمي لأن العلاقات بيني وبين باقي أعضاء الفرقة أكثر من ممتازة, لأننا نعتبر أسرة واحدة نحرص علي الاجتماع في المناسبات, وكان استقبالهم لي أكثر من مشجع, لهذا أتمني أن يكون أدائي علي قدر ثقتهم في ويشرف هذا المكان.
ما خطة عمل المسرح في الفترة المقبلة؟
لدي التزام تجاه عرضين من الخطة السابقة, أري أنهما لمخرجين واعدين من جيل الوسط والشباب وهما عاصم نجاتي وإسلام إمام ومتفائل بهما, وسأقوم بتذليل كل العقبات التي كانت سببا في عدم ظهور العرضين للنور, فقد كانت هناك فترة توقف طويلة قبل أن أتولي المنصب, لهذا أحاول حل كل المشكلات حتي يخرج العرضان في أسرع وقت وتعود الأضواء للمسرح مرة أخري, وبالإضافة لهذا لدي خطتي الخاصة التي تتمثل في الاعتماد علي الكتاب والمخرجين من كل الأجيال, وأفكر في العودة إلي مسرح الريبرتوار الذي يعتبر أساس عمل المسرح القومي, وهو إعادة الأعمال الناجحة والعالمية, حيث سنقدم نصوصا لكتاب عالميين ومؤلفين مصريين كبار وآخرين من جيل الشباب, فجيل الستينيات الذي قدم أعظم الأعمال وعمل طفرة كبيرة في تاريخ المسرح المصري كانوا في ذلك الوقت شبابا, لهذا شهيتي مفتوحة دائما لقراءة نصوص جديدة للشباب, كما سأحرص علي الاستفادة من القمم والأسماء الكبيرة مثل جلال الشرقاوي وشاكر عبد اللطيف وسمير العصفوري, وفي الوقت نفسه نقدم أجيالا جديدة من الشباب فلدينا العديد من المواهب المتميزة, وأريد أن يحصل الجميع علي فرصهم في المسرح القومي.
ما هما العرضان ومتي سيتم افتتاحهما؟
إسلام إمام يستعد لتقديم كانديد أو خليك متفائل لفولتير بالتزامن مع الاحتفال بعام الصداقة المصرية الفرنسية لنلفت نظر الشباب إلي فكرة التواصل بين الشعوب من خلال الثقافة, وأعجبت بفكرة النص لأنها تدعو للتفاؤل, ويضم باقة فنية راقية تتمثل في الفنان القدير أشرف عبد الغفور والنجمان سهر الصايغ وسامح حسين وشباب المسرح القومي ومن المقرر أن يعرض في عيد الفطر المبارك, والعرض الثاني كل دة كان ليه كوميديا سياسية تأليف الكاتب الصحفي محمد بغدادي وإخراج عاصم نجاتي, وبطولة أحمد سلامة ومها أحمد ومحمد رضوان ويتناول الواقع العربي بشكل سياسي ساخر للتنوير والتوعية وتنمية الروح الوطنية, وسيعرض في أبريل المقبل.
وهل من الممكن أن نعرف أمثلة من الأعمال التي تسعي لتقديمها فيما بعد؟
لدي مسرحية فنجان قهوة أريد أن أعيد فيها العمالقة سميحة أيوب وعبد الرحمن أبو زهرة مع المخرج الكبير خالد جلال, وبير السلم لسمير العصفوري والتي رشحنا لها الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد لتعود بها للوقوف علي خشبة المسرح أمام الفنان الكبير حسين فهمي, ومن أعمال الريبرتوار ماكبث للمخرج الكبير شاكر عبد اللطيف التي كان أبطالها في الماضي عبد الله غيث وفردوس عبد الحميد وأريد إعادتها بنجوم شباب لأنهم قادرون ببريقهم علي توصيل هذه الأعمال العالمية للجمهور العادي وتشجيع الناس علي متابعتها, بدلا من الصورة الراسخة عنها بأنها أعمال صعبة وليس لها جمهور وتقدم في حدود ضيقة, وطلبت من الكاتب أيمن سلامة- الذي يعد من كتاب الدراما المتميزين- أن يكتب نصين مسرحين, الأول مسرحية تاريخية عن شجرة الدر, ومسرحية أخري عن قصة حياة فنان الشعب سيد درويش للتركيز علي البعد الإنساني في شخصيته, الذي كان أحد حرافيش المجتمع السكندري ودرس في إيطاليا وعاد إلي مصر ليصبح واحدا من رواد الموسيقي والتنوير في الوطن العربي كله لا يقل شأنه عن بيتهوفن وموتسارت, ولقب ببيتهوفن الشرق, وسيكون عرضا غنائيا استعراضيا وهو لون محبب جدا للجمهور ونستفيد منه أيضا في تقديم تاريخنا بشكل إيجابي ويلقي الضوء علي ثورة1919 التي مر عليها100 عام, ولكن يظل أكبر حلم بالنسبة لي هو تقديم عمل مسرحي فرعوني ضخم في افتتاح المتحف المصري الكبير عن إخناتون لتوصيل رسالة إلي العالم أن الحضارة الفرعونية كانت حضارة رائدة وعظيمة.
لكن الأزمة التي تواجه كل مديري المسارح في البيت الفني هي صعوبة جذب النجوم كيف ستتغلب عليها؟
هي فعلا مشكلة نعاني منها ولكن الآن في ضوء قلة الأعمال الدرامية والسينمائية أعتقد أن الفنان الحقيقي الذي لديه طاقة إبداعية كبيرة لن يتردد عندما يجد مكانا بقيمة خشبة المسرح القومي وفي ظل إدارة واعية تريد تقديمه بشكل جيد, لدي هذا الطموح لاستعادة الجمهور للمسرح ولهذا لن أعتمد علي المسرح فقط فدار الأزبكية في الأساس كانت المكان الذي تقدم منه أم كلثوم أعظم أغانيها في حفل الخميس الأول من كل شهر, لذلك أريد إحياء هذا التقليد بالاتفاق مع دار الأوبرا المصرية بحيث أجتذب كل طبقات الشعب المصري من خلال حضور الحفلات الموسيقية التي تقام في بداية كل شهر.
علي الرغم من قلة الإنتاج الدرامي إلا أن مسرح القطاع الخاص بدأ ينتعش فكيف يمكن للمسرح القومي أن ينافس الأجور المرتفعة حاليا؟
انتعاش الإنتاج الخاص ميزة وليس عيبا ولا يوجد تحد بيننا, لأن المسرح القومي له بريق خاص, وأري أن هذا الانتعاش يفتح شهية الممثل ويستعيد الجمهور, وبالتالي عندما يعرض منتج جيد في المسرح القومي سيحظي بالإقبال, وعندما نفتح سوقا لجميع الأعمال سواء قطاعا خاصا أو عاما, كوميدية كانت أو تراجيدية أو ملحمية كل هذا يخلق نهضة فنية ومسرحية جديدة, وفي النهاية العملة الجيدة هي التي تفرض نفسها وتطرد العملة الرديئة حتي لو كانت الأخيرة باهظة التكلفة وتمتلك عوامل الإبهار, الفن القيم الحقيقي هو الذي يرسخ في الوجدان, والمسرح عليه دور كبير باعتباره رافدا من روافد الثقافة وهو صيانة الوعي للحفاظ علي العقل الجمعي وحمايته من أن يختطف في اتجاهات متطرفة, فالمسرح ثقافة وليس مجرد عرض نشاهده وننساه بعد خروجنا منه, ولهذا هدفي ليس فقط تقديم أعمال ناجحة فالأهم أن تكون أعمالا مؤثرة في المجتمع تأثيرا إيجابيا.
من أكبر أزمات المسرح ميزانيات الإنتاج فكيف ستتعامل معها؟
أنا معترف طبعا بأن قلة الميزانيات هي أزمة كبيرة, ولكن ليس بالضرورة أن أهدر هذه الميزانية في عدد كبير من الأعمال غير المؤثرة والتي لا يشعر بها أحد ولا تقدم قيمة, ولكن بدلا من ذلك أري أن الأفضل التركيز علي أعمال قليلة العدد لكنها دسمة وقوية المضمون يشارك فيها جميع الأجيال.
كانت هناك اقتراحات سابقة بتحويل المسرح القومي لإدارة مستقلة يديرها مجلس أمناء فما رأيك في هذا؟
المسرح القومي يستحق, وهي فكرة جديرة بالدراسة وأتمني أن يلتفت إليها, ومتفائل لأننا في عصر وزيرة فنانة وعازفة موسيقي د.إيناس عبد الدايم حياتها كلها علي خشبة المسرح وبالتالي فهي تشعر بقيمته وتلمس نفسية وإحساس وفكر الفنان وقادرة علي مساندته وتذليل الأزمات حتي يستطيع الفنان أن يتفرغ للإبداع وهي داعمة لنا جدا في كل مسارح البيت الفني.
واحدة من المشكلات التي تواجه مديري المسارح التقييد بلوائح قديمة جدا لا تسمح بمرونة في الاستعانة برعاة أو الدعاية للعرض بالشكل المناسب فكيف ستتعامل معها؟
هذا هم كبير جدا ونبحث حاليا عن أطر جديدة من خلال التواصل مع القانونيين لإيجاد صيغة نتمكن بها من التعامل مع الرعاة علي مستوي البيت الفني للمسرح كله وترعاه وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم وأعتقد أنها لن تقصر في أي خطوة من الممكن أن تساعد في ظهور الأعمال الفنية للنور أو في رفع الميزانيات مع الاحتفاظ بريادة المسرح القومي وسيطرته علي العملية الإنتاجية, ووضع سياسة جديدة علي نطاق واسع من أجل الوصول إلي طريقة بها شيء من المرونة في العملية الفنية وفي الوقت نفسه نستطيع أن نجد وسائل تمويل جديدة تثري الحركة المسرحية بما لا يتعارض مع هوية وخصوصية وريادة الفن والمسرح المصري وأعتقد أنها مهمة صعبة ولكن لو بحثنا في تجارب المسارح القومية العالمية بالتأكيد سنجد صيغا وأطرا من التعاون نستفيد منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.