سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر ميونيخ للأمن يكشف انقسام ضفتي الأطلنطي ألمانيا حريصة علي العلاقات مع روسيا.. وأمريكا تضغط علي أوروبا لعزل إيران والصين.. واستئناف الحوار بين لندن وموسكو
أعربت واشنطن وقوي أوروبية أمس عن مواقف متباينة بشكل كبير, بشأن قضايا تبدأ بالأمن في الشرق الأوسط وصولا إلي التجارة, مما يكشف عن التصدعات العميقة بين ضفتي الأطلنطي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعرب قادة أوروبيون, خلال مؤتمر الأمن الدولي المستمر لثلاثة أيام في ميونيخ, عن استيائهم من سلسلة قرارات أصدرها ترامب واعتبرت معادية لحلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلنطي ناتو. وترك إعلان ترامب بالتحديد أنه سيسحب القوات الأمريكية قريبا من سوريا, حلفاء واشنطن يتساءلون عن كيفية تصديهم لمزيد من الفوضي وعدم الاستقرار هناك. وفي هذا السياق, تساءل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان, الذي تنشر بلاده نحو1200 جندي في المنطقة, عن السبب الذي يدفع الولاياتالمتحدة إلي خلق فراغ في سوريا قد يفيد عدوتها إيران, معتبرا أن المقاربة اغامضة. وفي خطابه الرئيسي أمس, قدم مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي نصيحة حازمة للدول الأوروبية وغيرها, وشدد علي تبرير ما أعلنته واشنطن من منطلق أن إيران تخطط لمحرقة جديدة, ودعا القوي الأوروبية لإلغاء الاتفاق النووي المبرم عام2015 مع طهران, والذي أعلن ترامب انسحاب بلاده منه العام الماضي, وانتقد كذلك قرار فرنساوألمانيا وبريطانيا السماح للشركات الأوروبية بمواصلة عملياتها التجارية في طهران رغم العقوبات الأمريكية, كما حثها علي الحذر عند استخدام أجهزة الاتصالات التي تصنعها شركة هواوي الصينية. وأشاد ببعض أعضاء حلف الناتو لزيادتهم إنفاقهم الدفاعي لكنه ذكر آخرين بأن مساهماتهم لا تزال دون الهدف المحدد عند2% من إجمالي الناتج الداخلي, وانتقد كذلك صفقات شراء الأسلحة التي ينوي أعضاء في الناتو إبرامها مع الأعداء, في إشارة بحسب وسائل إعلام روسية إلي اتفاق مرتقب بين موسكو وأنقرة, وشدد كذلك علي المعارضة الأمريكية القوية لخط أنابيب الغاز نورد ستريم2 الروسي الألماني الذي يجري بناؤه والذي رأي ترامب أنه يجعل أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي رهينة لروسيا. وفي ما يتعلق بفنزويلا التي تشهد أزمة, دعا دول الاتحاد الأوروبي ال28 إلي الاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو باعتباره الرئيس الشرعي الوحيد. في المقابل, أكدت مسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن التكتل عازم علي المحافظة علي التطبيق الكامل للاتفاق مشددة علي ضرورة ذلك من أجل أمن أوروبا. من جانبه, شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس علي أنه بدون الاتفاق, لن تكون المنطقة في أمان وسنكون في الواقع أقرب إلي احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة. وفي ما يتعلق بالشأن السوري, حيث تسعي قوات كردية عربية مدعومة من واشنطن إلي طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي من آخر معاقلهم, شككت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علنا في مدي حكمة قرار سحب القوات الأمريكية, ودافعت بقوة عن العلاقات التجارية بين بلادها وروسيا وحثت قادة العالم علي الاجتماع في ميونيخ للعمل سويا علي معالجة المشكلات الدولية, كما دافعت عن خطط مد خط جديد لأنابيب الغاز من روسيا إلي ألمانيا كانت محل انتقاد ترامب. من جانبه, قال ألفا باري وزير خارجية بوركينا فاسو: إن الإرهابيين يصعدون نشاطهم في غرب إفريقيا رغم تشكيل قوة إقليمية للتصدي لهم في منطقة الساحل, وإنهم يهددون الآن الدول الساحلية, وفي حديثه خلال المؤتمر, قدم الوزير نظرة قاتمة عن الوضع بعد ما يربو علي ست سنوات من تدخل القوات الفرنسية في مالي لمنع المتشددين من التقدم صوب العاصمة باماكو. من ناحية أخري, استؤنف أمس الحوار بين لندنوموسكو إثر قطيعة دبلوماسية استمرت11 شهرا أعقبت مسألة سكريبال, من دون أن يعني ذلك أن نقاط الخلاف الكثيرة بين البلدين قد ذللت.