الإبداع ليس له مرحلة عمرية والعطاء مرهون بوعي الكلمة وإدراكها لمجتمعها والتعبير بصدق عن آماله والخروج من مشكلاته وهمومه بتجاوزها بحلول واقعية وإيجابية ومن هنا تكون للكلمة معني وقضية كان هذا بداية حديثي مع الشاعر أيمن بهجت قمر المعروف بين أبناء جيله بثرائه الغزير في الكتابة في جميع روافد الإبداع من أغنية إلي أعمال درامية تليفزيونية وسينمائية ومسرحية وهو صاحب الأغنية الوطنية الأشهر في أهم مرحلة من تاريخ مصر( بشرة خير) وحاليا يشارك في الماراثون الرمضاني بتعاونه الأول مع النجم عادل إمام بمسلسل( فلانتينو) وحول كواليس اللقاء وتفاصيل العمل وأسئلة كثيرة كان لنا هذا الانفراد. في البداية كيف بدأت حكاية فلانتينو وهل كتبتها خصيصا للزعيم عادل إمام ؟ منذ عدة سنوات حلمت بتقديم عمل للزعيم عادل إمام وراودتني أكثر من فكرة حتي تم الاستقرار علي فكرة مسلسل فلانتينو ووضعت لها الخطوط الرئيسية للعمل وظل التعاون معه حلم تركته للأيام. ثم جاءت اللحظة المناسبة وعرضت العمل علي صديقي المخرج رامي إمام والذي أعجب بها ولكن ظل القرار الأول والأخير للزعيم ومرت عدة أسابيع وفوجئت باتصال رامي ليزف لي خبر القبول بل وتحديد موعد للوقوف علي التفاصيل. ما شعورك في اللقاء الأول مع الزعيم وحرصك علي حضور أول يوم تصوير ؟ يقول أيمن بهجت قمر: لقائي مع الزعيم حلم تمنيت أن يراه والدي( الكاتب المسرحي الراحل بهجت قمر) يتحقق ولن أنسي أول يوم تصوير وكأنني أول مرة أذهب إلي المدرسة فجميعنا تلاميذ في مدرسة عادل إمام بحق ليس فقط في الإبداع ولكن في مفهوم العطاء لعمله والتزامه وعشقه للمهنة وكيف يجعل منها رسالة والاهتمام بكل التفاصيل وجميع العاملين معه وخلق روح في المكان تجعلك تتنفس حبا0 لما تقدمه وربما هذا سر خلطته السحرية. بمناسبة المدرسة وتفاصيلها حدثنا عن تفاصيل مدرسة الزعيم في مسلسل( فلانتينو) وماذا تريد أن تقول لنا؟ يضحك أيمن بهجت قمر قائلا: فعلا المسلسل يدور في إطار اجتماعي كوميدي من خلال مدير مدرسة ولكن هناك خطوطا درامية وأبعادا أخري للعمل ولكل خط درامي هدف ورسالة من خلال ما يستعرضه من قضية اجتماعية وحياته نعيشها وفي النهاية نجدنا بالفعل كلنا تلاميذ بمشكلاتنا نتعلم منها في مدرسة الحياة في مدرسة الزعيم عادل إمام. هل هناك تدخل في أي تعديلات ؟ أي عمل ناجح لابد أن يكون روحا من التناغم يسبقها النقاش وتبادل وجهات النظر للوصول إلي أفضل رؤية تدعم الفكرة وتظهرها في أفضل صورة وهذا يتحقق بوجود( كيميا خاصة) بين الأطراف المتعاونين فكل منهم داعم للآخر. من أجل هدف واحد هو نجاح العمل. بشرة خير..حالة خاصة نجحت في جمع قلوب المصريين فما رايك في دور الأغنية الوطنية ؟ بشرة خير جمعت قلوب المصريين ووحدتهم علي هدف واحد وهو دور الكلمة في التعبير بصدق عن آمال المجتمع والكلمة نور في طريق قد يراه البعض مظلما, والأغنية الوطنية إذا توافرت فيها مفردات النجاح من كلمة بسيطة ولكنها عميقة تمس قلب كل منا لأنها تعبر عن حلمه وتبث روح الأمل في الوقت نفسه لتستنفر قوته وتستحضر عزيمته ومع لحن بسيط بالتأكيد يكون من السهل ترديدها وتصديقها والأمل روح تتطاير بسرعة البرق في سماء الإصرار. ويضيف أيمن بهجت قمر مؤكدا: منذ ثورة يونيو والمرحلة التي سبقتها من أحداث خلقت بداخلنا روح التحدي واستحضرت شخصية المصري وجعلت منا وأقصد هنا الشعراء والكتاب لكلمتنا قضية ومعني فالأحداث حركت بداخلنا الكلمة بتأثير أقوي وإحساس أعمق وانعكس ذلك في الكتابة. أيهما أقرب إليك الشاعر الغنائي أم السيناريست والكاتب الدرامي؟ أنا عاشق للكلمة ولا تعنيني المسميات ولكن إذا أردت التحديد فالأقرب والأصدق عاشق الكلمة فعندما أشعر بحالة أكتبها, وتتحول إلي عمل درامي تليفزيوني أو سينمائي أو مسرحي ولكن ما يعنيني أنني كتبت وفقط. ويؤكد أيمن بهجت قمر: بصراحة نحن نعيش الآن العصر الذهبي لحرية الكلمة والإبداع بكل صدق ولايوجد سقف معين سوي ضمير الكاتب وهذا أصعب وأثقل مسئولية لأنه يجب أن يكتب من أجل الوطن ومن أجل الأمل للغد. ما رأيك في حالة النشاط المسرحي حاليا؟ أشعر بسعادة بعودة الحركة المسرحية فأنا ابن المسرح تربيت بين أروقة بحكم والدي الكاتب المسرحي بهجت قمر وأعشقه لكونه أكثر من أبو الفنون وتشهد المرحلة الحالية عودته بقوة, خاصة نشاط المسرح القومي إلي جانب مبادرات ناجحة علي الطريق مما يجذب الآخرين فسعدت بعودة النجم محمد هنيدي من خلال مسرحية( ثلاثة أيام في الساحل) واستئناف النجم القدير يحيي الفخراني مسرحية( الملك ليير) ومسرحيات جديدة في الطريق وهذا يعكس حالة المجتمع من الاستقرار والوعي فدائما الحراك الثقافي انعكاس لمجتمعه ووعيه. مشروعاتك بعد مسلسل فلانتينو؟ حاليا أستعد لتصوير فيلم( أهل الكهف) عن قصة الأديب توفيق الحكيم ويعد الفيلم للبطولة الجماعية للنجوم مني زكي وأحمد عز وشريف منير إخراج عمرو عرفة, كما أستعد لكتابة أغنية وطنية وأغاني جديدة لنخبة من نجوم الطرب.