السيسي يتسلم رئاسة الإتحاد الإفريقي.. ويؤكد ثوابت السياسة الخارجية حول الحفاظ علي وحدة وسلامة الدول الرئيس يتطلع للارتقاء بالتعاون مع الكونغو الديمقراطية.. ويبحث مع جوتيريش الملفات والقضايا الإقليمية.. ويعقد قمة ثلاثية مع آبي أحمد والبشير اليوم وأنا في طريقي إلي هنا, إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا, شردت لفترات طويلة, لم يكن يقطعها إلا بعض المطبات الهوائية للطائرة, وذهبت ذاكرتي سنوات قليلة للوراء, فيما كان يمكن أن تصل فيه علاقاتنا مع دول القارة الإفريقية, خاصة دول حوض النيل, ومرت أمام خيالي تلك الأحداث التي شهدتها السنة المظلمة لحكم الجماعة الإرهابية, خاصة وقت أزمة سد النهضة. وخرجت من كابوس الطائرة علي الواقع الجميل الذي نعيشه في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي.. واقع يقول إن مصر تسلمت رئاسة الإتحاد الإفريقي للمرة الأولي في تاريخها, بعد أن ترأست ثلاث مرات منظمة الوحدة الإفريقية. وما كان هذا ليحدث في هذا الوقت القياسي, وتحت ظروف قاسية عاشها الوطن, لولا النجاحات الدبلوماسية بعد برنامج تبنته الرئاسة لمدة3 سنوات, ضم كل الملفات الإفريقية; سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, وأيضا المساهمة في ميزانية الاتحاد الإفريقي بنسبة12% من إجمالي مساهمة الدول الأعضاء, لتكون مصر إحدي الدول الخمس الأكبر مساهمة, وهي أنجولا, وجنوب إفريقيا, والجزائر, ونيجيريا, ومصر. كل هذا جاء إيمانا من الرئيس السيسي بما تشكله إفريقيا لمصر من أهمية إستراتجية تتعلق بالأمن القومي, وما يمكن أن تقوم به مصر من دور مهم ومحوري للأخذ بيد القارة الفقيرة, والسير بها في طريق البناء والتنمية والحرب علي الإرهاب ومكافحة تزايد أعداد النازحين واللاجئين والاتجار بالبشر. ولدي وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي العاصمة الإثيوبية, ليترأس الاتحاد الإفريقي في دورته رقم32, للقمة التي تعقد تحت شعار عام اللاجئين والنازحين داخليا.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا, أدركت حجم الآمال الإفريقية المعلقة علي الرئيس ليقود القارة إلي بر الأمان, مثلما انتشل مصر قبل سنوات من الضياع, فقد أجريت مراسم استقبال رسمية في مطار أديس أبابا, وسط ترقب من زعماء القارة للقاء الرئيس في القمة, وعلي هامشها. وأتي الرئيس السيسي إلي هنا بخطة طموح لدفع جهود التنمية في القارة الإفريقية, وإيجاد حلول وتحركات عملية علي أرض الواقع, من خلال خبرة مصر في مجالات كثيرة, كالتنمية والرعاية الصحية للقضاء علي الأمراض المنتشرة في القارة الإفريقية. وبدأ الرئيس أعماله المكثفة في العاصمة الإثيوبية فور وصوله, والتقي فيلكس تشيسيكيدي, رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية, مؤكدا عزم مصر الاستمرار في تقديم كل أوجه المساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية, كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية, تمثل نموذجا للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل. وقوبل الموقف المصري بالتقدير من الرئيس تشيسيكيدي, الذي أكد تميز علاقات الصداقة والروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين, مشددا علي حرصه علي الاستمرار في تدعيم تلك العلاقات علي جميع الأصعدة, لا سيما في إطار المجالات التنموية والفنية المختلفة, بالتوازي مع دفع مستوي العلاقات السياسية وتعظيم آليات التشاور والتنسيق, ومشيدا بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ علي السلام والاستقرار في الكونغو الديمقراطية بعيدا عن أي دوافع شخصية. وقال السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس أعرب عن تقدير مصر العميق لحرص الرئيس تشيسيكيدي علي تعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة, مثمنا في هذا الصدد موقف الكونغو الديمقراطية المساند لمصر فيما يتعلق بموضوعات مياه النيل, ومؤكدا تطلعنا لأن تكون التطورات الجارية في الكونغو الديمقراطية بمثابة القوة الدافعة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها, من خلال الاستفادة من الموارد الغنية والقدرات البشرية التي تمتلكها. وأكد الرئيس السيسي تطلع مصر للارتقاء بمستوي التنسيق والتشاور السياسي الثنائي مع الكونغو الديمقراطية, لا سيما من خلال عقد اللجنة المشتركة بين الجانبين, كما وجه السيد الرئيس الدعوة للرئيس الكونغولي لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة. وأكد الرئيس السيسي, خلال لقائه أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأممالمتحدة, تطلع مصر لأن تشهد فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي نقلة نوعية في اتجاه تعزيز وتعميق الشراكة الإستراتيجية, بين الاتحاد والأممالمتحدة, تحت مظلة الأطر القائمة للتعاون بين المنظمتين, لا سيما في مجالي السلم والأمن والتنمية, والتباحث بشأن آخر المستجدات علي صعيد الملفات والقضايا الإقليمية, خاصة الأوضاع في كل من ليبيا, ومنطقة القرن الإفريقي. وهنأ جوتيريش الرئيس السيسي علي تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي, مشيرا إلي تعويل الأممالمتحدة علي القاهرة, في تعزيز أوجه التعاون والتكامل مع الاتحاد. وشدد الرئيس السيسي علي ضرورة مواصلة الجهود والتنسيق, علي المستوي الدولي, لعملية الإصلاح داخل الأممالمتحدة, أخذا في الاعتبار أهمية مشاركة القارة الإفريقية بصورة مؤثرة في عملية الإصلاح, منوها, في هذا الخصوص, بحرص مصر علي الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة, وتعزيز فعاليتها وأدائها, بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة, والواقع العالمي الراهن. وأكد الرئيس السيسي ثوابت سياسة مصر الخارجية, التي تستند علي أهمية الحفاظ علي وحدة وسلامة الدول, وصون مقدرات شعوبها ودعم مؤسساتها الوطنية. ويعقد الرئيس قمة ثلاثية, اليوم, قبيل انطلاق أعمال القمة الإفريقية مع كل من رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد, والرئيس السوداني عمر البشير, لمناقشة أهم القضايا المطروحة علي جدول أعمال القمة, وتطورات الأوضاع في القارة, وجهود إحلال السلم والأمن, ومكافحة الإرهاب, وحل النزاعات الحالية في عدد من دول القارة, والمفاوضات الجارية في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية حول سد النهضة, في إطار مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاثة, والمنفعة المشتركة, بل وكل جوانب العلاقات وسبل تعزيز التعاون ومستجدات تفعيل الصندوق الاستثماري المشترك لتمويل مشروعات البنية التحتية. وقال السفير بسام راضي: إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي, للمرة الأولي منذ نشأته عام2002, خلفا لمنظمة الوحدة الإفريقية, تتويج لجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي, خلال السنوات الأخيرة, لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية, سواء علي المستوي الثنائي أو متعدد الأطراف, وتجسيد لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدي الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم في ستينيات القرن الماضي. وليس هناك أدل علي تقدير إفريقيا بكاملها لجهود الرئيس السيسي مما قاله سيتفن ماسيلي, النائب الأول لرئيس برلمان عموم إفريقيا, الذي قال: إن الرئيس السيسي حريص علي دعم الشباب, ويبذل جهودا تعد نموذجا يحتذي به في الدول الإفريقية, مؤكدا أن البرلمان الإفريقي سيدعم الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي, وقال: السيسي يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع هذه الظاهرة, ونجح في الحرب علي الإرهاب, خصوصا في ظل حالة عدم الاستقرار, وما تعانيه بعض دول الجوار من مشكلات أمنية لا سيما في ليبيا.. الرئيس السيسي يقوم بعمل عظيم لمواجهة الإرهاب, والآن الوضع في مصر بات مستقرا.. الشعب التنزاني ممتن للغاية بسد ستيجلر جورج, هذا المشروع العملاق الذي ستقوم بتشييده شركة المقاولون العرب المصرية.
