مصر لا تنظر إلي مصلحتها فقط في علاقتها مع إفريقيا, و إنما هدفها الأساسي تنمية وخدمة القارة السمراء باعتبارها الأب الأكبر, وهو ما سيحقق لمصر الريادة, و التنمية لكل دول القارة, لذلك فإن أبرز المشروعات التي تعمل مصر علي تنفيذها في إطار خطة تنمية القارة و أثناء توليها رئاسة الإتحاد الأفريقي هو طريق القاهرة- كيب تاون البري و الذي تقوم بتنفيذه شركة المقاولون العرب. ويبلغ طول الطريق نحو10300 كيلومتر, ويبدأ من ميناء الإسكندرية علي البحر المتوسط, مرورا بأكثر من8 دول تبدأ من القاهرة, ثم السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وتنزانيا وكينيا وزامبيا وصولا إلي جنوب إفريقيا, حيث تم الانتهاء من الجزء الخاص بالطريق في داخل مصر حتي حدود السودان, وأصبح جاهزا للعمل, وهناك نحو500 كيلومتر في المنطقة بين جنوب السودان وتنزانيا ما زالت غير مكتملة, ويتم العمل حاليا علي تجهيزها. وأكد الدكتور هشام عرفات وزير النقل أن الوزارة تسعي لإعادة منظومة النقل النهري, و تطويرها و تحديثها للوصول بها إلي خدمة دول القارة السمراء, مشيرا إلي أنه سيتم التركيز في الفترة المقبلة علي المشروعات التي تساعد في عملية الربط بين مصر وإفريقيا, و في مقدمتها ما أنجزته مصر من ميناء أرقين لفتح التعاون مع القارة السمراء, و هو بداية انطلاق محور الإسكندرية- كيب تاون. وأضاف وزير النقل أن أحد أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها حاليا, مشروع الربط النهري الإسكندرية فيكتوريا, ويهدف إلي أن تكون مصر بوابة النقل النهري إلي وسط القارة عبر نهر النيل, موضحا أن تكلفة دراسة المشروع تبلغ80 مليون دولار, في حين تصل تكلفة المشروع إلي18 مليار دولار, مشيرا إلي أن الجزء الأصعب يوجد في جنوب السودان, لانتشار البرك في هذه المنطقة, التي تحتاج إلي أعمال هندسية كبيرة. وقال الوزير إن الهدف الأساسي لمصر هو تنمية وخدمة القارة بما يحقق لمصر الريادة, مشيرا إلي اهتمام مصر بتنمية أفريقيا بهدف التطوير وليس بهدف المصلحة الخاصة لمصر, مؤكدا أن غياب الربط المباشر بين دول إفريقيا يؤثر علي عملية التنمية وسيتم التركيز في الفترة المقبلة علي المشروعات التي تساعد في عملية الربط بين مصر وإفريقيا, و أن غياب الربط المباشر بين دول أفريقيا يؤثر علي عملية التنمية. وأكد وزير النقل أن القيادة السياسية والحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا بمشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا- والبحر المتوسط, موضحا أن مشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يعتبر أحد أهم مشروعات البنية التحتية في قارة إفريقيا لتوطيد التعاون و الصداقة بين حوض النيل, و لما يمثله من شريان نقل مائي حيوي بين منطقتي شمال وجنوب البحر المتوسط, محققا أقصر مسارات الربط بين دول حوض النيل وأوروبا, وبما لذلك من تأثير إيجابي في تحقيق التنمية المستدامة بهذه الدول.