المخرج أمريكي والإنتاج سعودي والتصوير بكاميرا فيديو منزلية يرجع تاريخها إلي الثمانينيات, الفيلم الأول فيلم وثائقي قصير قام صانع الأفلام الأمريكي الأصل بنتلي براون بتصويره في كواليس تصوير الفيلم السعودي عروس الشعر للمخرج عبد الرحمن خوج, الذي يعد تجربة أولي لكل العاملين فيه خاصة فريق الإنتاج والتصوير الذي كان أغلبه من الفتيات دارسي السينما لكنهن لم تحصلن علي فرصة من قبل للعمل لأسباب مختلفة, كما أنه أول فيلم بحسب تصريح براون يحصل علي تصريح من السلطات السعودية للسماح بالتصوير السينمائي في شوارع جدة, ووقع اختيار إدارة مهرجان روتردام السينمائي الدولي عليه للمشاركة في قسم ريجيند الذي يقدم أفلاما عن كواليس صناعة الأفلام, وفي هذا الحوار يتحدث بنتلي عن هذه التجربة ودراسته للغة العربية منذ الصغر:- ما جنسيتك بالتحديد؟ أعتبر نفسي مواطنا عالميا, فقد ولدت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي جنسيتي الأصلية لكني تربيت في تشاد بإفريقيا وتعلمت اللغة العربية هناك قراءة وكتابة, وقضيت فترة من حياتي في السودان ثم انتقلت منها إلي السعودية; حيث كنت أقوم بتدريس السينما وصناعة الأفلام بجامعة خاصة في جدة. لماذا قررت تحويل كواليس فيلم عروس الشعر إلي فيلم آخر مستقل؟ أول فيلم يحكي عن كواليس أول فيلم طويل للمخرج السعودي عبد الرحمن خوج, وصناعة السينما في السعودية مازالت في مرحلة البداية وكان من أوائل الأفلام التي تم إنتاجها وجدة وبركة يقابل بركة, أما ما دفعني لتصوير كواليس فيلم عروس الشعر هو أن هذه أول تجربة لكل العاملين فيه. وما قصة التصريح الذي حصل عليه الفيلم؟ هذا الفيلم هو أول عمل يحصل علي تصريح بتصوير فيلم سينمائي في السعودية, وجدة وبركة يقابل بركة تم تصويرهما بدون تصاريح, فقد كان من الممكن الحصول علي تصريح لمسلسل أو فيديو مثلا ولكن لا يوجد تصريح لفيلم سينمائي, كانت هذه هي أول مرة نحصل علي تصريح سينمائي حتي إننا تعجبنا من ذلك, ولكن هذا غير الكثير من الأشياء أثناء التصوير, فبعد أن كنا نخشي من وقوع مشكلات مع الشرطة أو المجتمع أصبح أفراد الشرطة يمرون علينا للأطمئنان, والتأكد من أننا لا نحتاج إلي شيء ليعاونونا فيه, وكان هذا التحول من الممنوع إلي المسموح شيئا مثيرا جدا, حاولت التعبير عنه في الفيلم وعن التحديات المجتمعية التي تواجه فريق العمل. هل تقصد بالتحديات المجتمعية مشاركة الفتيات في تصوير الفيلم؟ نعم ركزت في الفيلم بشكل أساسي علي تجربة النساء في العمل بتصوير الفيلم والإنتاج, فهي المرة الأولي لهن جميعا, فهن جميعا خريجات برنامج تصوير في جامعة خاصة للفتيات بجدة لكن عملهن في السينما شيء بالغ الصعوبة لأنهم في مجتمع محافظ يعيش حالة من التناقض, حتي برنامج الدراسة نفسه الذي حصلن عليه في الجامعة يحمل اسم الإنتاج المرئي والرقمي لأنه من الصعب تسميته بمسمي سينمائي واضح, حتي لا تكون هناك ردة فعل سلبية من المجتمع فهو أشبه ببرنامج دراسة خفي في جامعة خاصة, وبالتالي لا يحصلن علي فرص حقيقية للعمل, ويحاولن التغلب علي هذا بالعمل علي الأفلام القصيرة, أما هذا الفيلم فهو أول تجربة فيلم طويل لهن. ولماذا استخدمت كاميرا فيديو منزلية لتصويره؟ قمت بتصويره بكاميرا طفولتي التي كنت أصور بها ذكريات الأسرة وحياتنا, وربما يكون هو قرار فني أعتبره الآن غبيا, ولكنه يعجبني من الناحية الجمالية فعندما نري الصورة نشعر أنها قديمة لكنها جديدة من العصر الحالي, وأعتقد أن منظمي المهرجانات أيضا تعجبهم الفكرة ولهذا نحن هنا الآن وشاركنا من قبل في مهرجان جيلافا بجمهورية التشيك وتم اختيار الفيلم هناك للمشاركة في روتردام, بعض صناع الأفلام الآن يستخدمون تقنيات حديثة وفلاتر حتي يحولوا صورة الفيلم إلي صورة قديمة تشبه الثمانينيات والتسعينيات. ظهرت بعض الأخطاء في بعض الجمل المكتوبة بالعربية فما السبب؟ ليست أخطاء بقدر ما هي طريقة لمواكبة اللغة الكاجوال المستخدمة في برامج السوشيال ميديا هذه الأيام, حتي أعكس أجواء الفيلم وطريقة العمل العشوائية وسط مجموعة من الأصدقاء قرروا صناعة فيلم. وما مصير فيلم عروس الشعر الآن؟ حظي بعرضه العالمي الأول في مهرجان زينزبار, وعرض بمهرجان الأفلام المستقلة في لبنان, وأقيمت له عروض محدودة في السعودية باعتباره فيلما مستقلا. بخلاف الفيلم الأول يحتاج الجمهور إلي معرفة نبذة عن تاريخك السينمائي؟ دخلت مجال السينما منذ أن كنت في مرحلة المراهقة في التشاد وقدمت فيلما طويلا مع مجموعة من أصدقائي هناك وكان أغلبهم من ممثلي المسرح عنوانه كابتن ماجد عن شاب يسعي للعب الكرة في أوروبا لكنه يفشل في تحقيق هذا الحلم ويلجأ للمخدرات ووقع الاختيار علي الفيلم للمشاركة في مهرجان روتردام عام2010 في قسم بعنوان أين إفريقيا, وعندما كنت في السودان قدمت فيلما بعنوان فيصل يذهب إلي الغرب, وقدمت بعده أكثر من فيلم أقرب للوثائقي الشخصي مستخدما الفيديوهات القديمة لحياة أسرتي وذكرياتنا, خاصة في فترة الانتقال من أمريكا إلي التشاد وما يليها عن حياتنا هناك حيث تعلمت في هذه الفترة الموسيقي وصناعة الأفلام والكتابة والقراءة باللغة العربية, منهم فيلم الأستاذ الذي عرض في البرلينال عام2016 وعرض أيضا في مصر بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية, ولدي فيلم عرض في العام الماضي بعنوان إرهابي رقم4 عن العنصرية في هوليود, ولدي فيلم قصير هذا العام بعنوان فريق إنتاج يخضع نفسه للرقابة قمت بتصويره في تكساس. ما الذي تعد له حاليا؟ أعمل حاليا علي فيلم طويل بعنوان الدكتور يحكي عن قصتي مع أبي الطبيب الكبير الذي كان يؤمن أيضا بالمعجزات بقدر إيمانه بالعلم, وهو أيضا عبارة عن مجموعة من الفيديوهات القديمة الخاصة بذكريات العائلة وقمت بشراء كاميرا لتصوير الأفلام السينمائية وبنفس الكاميرا بدأت تصوير الحياة اليومية في فيلم دكتور, وأعمل علي فيلم طويل أيضا يحكي عن بدايات السينما في السعودية من خلال تجربتي الخاصة.