** هل تشرع التهنئة بحلول شهر رمضان؟ * لاخلاف بين العلماء في استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجددت, والأصل فيه خبر( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: جاءكم رمضان, شهر مبارك). وعموم التهنئة لما يحدث من نعمة ويندفع من نقمة, وصرح العلماء المشروعية والاستحباب مثل ما قاله ابن حجر الهيثمي والقليوبي وابن مفلح الحنبلي والحافظ العراقي وغيرهم, ويسن إجابة المهنئ بمثلها أو أحسن منها لقول الله عزوجل ( واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان علي كل شيء حسيبا). ** ما مراتب الصائمين في الصوم؟ * قال آئمة العلم للصوم مراتب ثلاث: 1 صوم العموم: كف النفس عن شهوتي البطن والفرج. 2 صوم الخصوص: يزاد علي ما ذكر في صوم العموم وكف جوارح ستة: كف اللسان عن قول الزور وفحش القول والكذب. كف البصر عن النظر إلي ما حرمه الشارع كالنظر إلي عورات. كف السمع عن الإصغاء إلي المحرمات كالغيبة والنميمة. كف اليد عن البغي والعدوان والإيذاء والكسب الخبيث. كف الرجل عن السعي إلي فعل محرم. كف الفرج عن الشهوة ومقدماتها. والأصل فيه قوله صلي الله عليه وسلم:( إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولايجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم). 3 صوم خصوص الخصوص: يزاد علي ما ذكر صوم القلب عما سوي الله عزوجل من الصوم عن الخواطر السيئة. ** ما المستحبات المهمة في الصوم؟ وما أثرها؟ * من المقرر شرعا أن أمورا يستحب فعلها ويترتب عليها مزيد فضل وثواب منها: السحور: فعله لقوله صلي الله عليه وسلم( تسحروا فإن في السحور بركة) ولو علي جرعة ماء, وتأخيره لما روي( تسحرنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قام إلي الصلاة, قلت: كم بين الأذان( أذان الفجر الصادق أي في وقته) والسحور؟ قال: قد خمسين آية. تعجيل الفطر: يراد به أول طعام وشراب يتناول لاخصوص الأكل بمعناه من خبز وطبيخ ونحوه بل تناول رطب( عجوة) أو تمر أو حليب أو ماء, ويلحق به عصائر سائلة أو لينة( مهلبية ونحوه) قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم( لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). الدعاء عند الفطر: فما قاله سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم: وعد منهم ( الصائم حين يفطر),( ذهب الظمأ, وابتلت العروق, وثبت الأجر إن شاء الله). الكف عما يتنافي مع الصيام: قال الله عزوجل ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب),( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا), وقال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). الاشتغال بالقربات: الشرعية المندوبة من صلوات وصدقات تطوع( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان) والأذكار والأدعية الشرعية والأمر بالمعروف برفق والنهي عن المنكر بلين وتلاوة القرآن الكريم ومزيد من صلة الأرحام والجيران. ** هل رؤية هلال رمضان عامة أم خاصة؟ * اختلف الفقهاء في ذلك بناء علي اختلافهم في مطالع البلاد الإسلامية فجمهور الفقهاء يرون أن رؤية أهل بلد اسلامي لهلال شهر رمضان هي رؤية لجميع المسلمين لعموم الأدلة مثل قول الله عزوجل ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه), وقول تعالي:(صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) ويري بعض أهل العلم من الشافعية ومن وافقوهم علي تفصيل أن لكل قطر رؤيته واستندوا إلي خبر كريب الذي رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجة من أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لم يعمل برؤية أهل الشام وقال:( هكذا أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فدل علي أنه لايلزم أهل بلد العمل برؤية بلد آخر, وما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم:( فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين يوما) وقاسوا اختلاف مطالع القمر علي اختلاف مطالع الشمس المنوط به اختلاف مواقيت الصلاة, وقرروا أن الشرع أناط إيجاب العموم بولادة شهر رمضان, وبدء الشهر يختلف باختلاف البلاد وتباعدها مما يقت ضي اختلاف بدء الصوم تبعا لاختلاف البلاد.