بعد5 سنوات من الإعداد والعمل الميداني الشاق تم إطلاق الجزء الأول من أطلس الحرف اليدوية, والذي يضم خرائط وبيانات توضح أماكن انتشار الحرف التراثية بمحافظات مصر المختلفة. وتتضمن كل خريطة من هذه الخرائط أماكن الحرف اليدوية حسب انتشارها بالقري أو المدن بكل محافظة, وكان قد تم الإعلان عن إعداد هذا الأطلس منذ شهور, إلا أنه أخيرا تم خروج الإصدار الأول الإلكتروني لعشرين محافظة إلي النور, ليصبح الأطلس الأول من نوعه متاحا لمحبي ودارسي الحرف التقليدية, والمهتمين بهذا الجانب الثري من تراثنا الأصيل. ويقول الباحث أسامة الغزالي لواحة الأهرام المسائي: أصبح الجزء الأول من الأطلس متاحا الآن إلكترونيا, ويمكن للجميع الاستفادة منه, فهو بمثابة مرجعية علمية دقيقة لكل من يبحث عن أماكن وسمات حرفة ما, سواء بغرض الدراسة أو البحث, أو التعلم والتدريب, أو الشراء والبيع في هذا المجال, وهو ما يسهم في إعادة إحياء هذه الفنون, والمساهمة في منعها من الاندثار. ويتابع: بدأت هذه الفكرة تراودني منذ خمس سنوات,مع بدايةاهتمامي بشكل كبير بتوثيق التراث المصري اليدوي المرتبط بالحرف اليدوية, وهو ما دفعني للسفر وزيارة القري والأسواق الشعبية واكتشاف الحرف ومقابلة الحرفيين, في كل محافظات مصر لاكتشاف الحرفيين والحرف اليدوية. ويوضح قائلا: يهدف الأطلس إلي توثيق يخاطب الجمهور بكل اهتماماته, لترسيخ قيمة التراث والحرف اليدوية, بالإضافة أيضا إلي الباحثين وطلاب الجامعات, لمساعدتهم للوصول للحرف التراثية وتنفيذ مشروعات التخرج, والجهات البحثية والجهات الحكومية لاتخاذ القرار, بناء علي معلومات حقيقية عن أعداد وحالة وانتشار الحرف اليدوية, ولاسيما بالأقاليم. وحول أكثر ما استوقفه أثناء التوثيق يتابع قائلا: من أكثر ما استوقفني وألمني هو ما اكتشفته أثناء إعداد أطلس الحرف اليدوية باسيوط, ذلك أنه بالرغم من أنها كانت الأكثر ثراءا يدويا, إلا أنه للأسف لم يتبق إلا القليل من هذه الحرف المهمة, كما أن ما تبقي ينازع الاندثار, وبالأرقام لقد اندثرت تماما12 حرفة من أسيوط, وهناك11 أخري في طريقها للاندثار, وكم أتمني أن تعود أسيوط عاصمة الصعيد التجارية, ومعبرا للقوافل والسوق الشاملة للصعيد. ويضيف أسامة: يعد هذا الأطلس بداية لتوثيق شامل للحرف اليدوية, وأتمني أن تستكمله أو تسهم فيه الجهات الرسمية بمصر, إلي جانب انضمام باحثين آخرين, لنتمكن من توثق كل الحرف اليدوية, وتحديد الحرف المندثرة, أو التي في طريقها للاندثار, بجانب رصد المشكلات التي تواجهها, وأحوال الحرفيين العاملين فيها, للعمل علي وضع الحلول المناسبة.