مواجهات تحظي بطابع خاص لدي متابعي الكرة, وعشاق اللعبة في القارة السمراء, تلك التي تجمع بين الفرق المصرية ونظيرتها الإثيوبية سواء علي صعيد الأندية أو المنتخبات, وربما لايعلم الجيل الجديد من جمهور الساحره المستديرة أن صراعا كرويا شديدا نشب في الماضي بين اللعبة في دولتي حوض النيل, للاستحواذ علي عرش القارة. ومخطئ من يظن أن الأحباش أو أحفاد النجاشي, أحد أشهر ملوك الحبشة إثيوبيا في العصور الوسطي, صيدا سهلا لحيتان أفريقيا, بعد أن ألقت الظروف السياسية بظلالها السلبية عبي العديد من جوانب الحياة هناك ومن بينها كرة القدم, ومن خلال هذه السطور نثبت أن إثيوبيا إحدي الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي تمتلك تاريخا كرويا مشرفا, بجانب سرد أشهر المواقف في صداماتها مع الفرق المصرية التي بدأت علي الملعب البلدي في الخرطوم في أمم أفريقيا الأولي عام.1957 امسكوا الذئب بدأت المواقف التاريخية في مواجهات الفرق المصرية ونظيرتها الإثيوبية, مع اللقاء الأول الذي جمع الكرة في البلدين, وتحديدا في فبراير من عام1957 علي الملعب البلدي في الخرطوم, في نهائي النسخة الأولي لكأس الأمم الأفريقية, وكانت تضم ثلاثة منتخبات فقط بوجود السودان بجانب مصر وإثيوبيا. وانتهت المباراة بفوز الفراعنة0/4, وسجل رباعية منتخبنا محمد دياب العطارالديبة, مهاجم المنتخب والاتحاد السكندري, وخلال سير المباراة سمع الجمهور الإثيوبي يهتف باللغة الأمهرية بعبارة واحدة, وعندما سأل أحد أفراد طاقم التحكيم قال له: يقولون امسكوا الذئب. وبعد تلك الواقعة ب27 عاما فوجئ الديبة وكان عضوا بلجنة الحكام بالكاف, برئيس الاتحاد الإثيوبي تسيما يرفع يده في أحد الاجتماعات ويقول لأعضاء المكتب التنفيذي: هذا الرجل سبب لي جرحا كبيرا.. كنت مسئولا عن رقابته في نهائي كان1957 وفشلت في منعه من تسجيل أربعة أهداف لمصر. أسدان مع هيلاسيلاسي فوجئ أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة محمد الجندي, في مباراتهم بأديس أبابا, في نهائي كأس الأمم الأفريقية عام1962, بالرئيس الإثيوبي جبرا هيلا سيلاسي الملقب بإمبراطور الحبشة يدخل الملعب وبصحبته أسدان للحراسة يزأران بشكل مرعب, بعد أن تقدم الفراعنة بهدف لبدوي عبد الفتاح, مهاجم الترسانة, ويصاب أعضاء الجهاز الفني لمنتخبنا برعب شديد, وتتعلق أنظارهم بالأسدين بشكل أكبر من تركيزهم في المباراة, ويستغل الفريق الإثيوبي تلك الحالة وينهي المباراة لمصلحته2/4 ويتوج باللقب الأول والأخير في تاريخه حتي الآن. حسام حسن.. العقدة حسام حسن مهاجم الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني في الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية الثالثة, يعتبر أول لاعب مصري يسجل في شباك الفرق الإثيوبية, وذلك في مواجهة فريقه أمام البن الإثيوبي بأديس أبابا في مارس من عام1998, وبادر اللاعب الملقب بالعميد بالتسجيل من ضربة رأس رائعة, وتعادل الفريق الإثيوبي لينتهي اللقاء بالتعادل1/1, قبل أن تنتهي مباراة الإياب بالقاهرة بالتعادل2/2 ويتأهل البن لدور ال16, ويخرج الأهلي. وكان حسام يمثل عقدة حقيقية للكرة الإثيوبية, بعد أن سجل ستة أهداف للمنتخب الوطني في شباك إثيوبيا, بواقع هدفين عام1989 في تصفيات أمم أفريقيا بالجزائر عام1990, ثم هدف في عام1990 في تصفيات أمم أفريقيا في تصفيات أمم أفريقيا بالسنغال1992, وثم سجل هدفين في نهاية عام1994 في تصفيات الكان بجنوب أفريقيا عام1996, وأخيرا هدف في الأهداف الثمانية للفراعنة في شباك المنتخب الإثيوبي علي ستاد الإسكندرية في عام1997, في تصفيات أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا عام.1998 انتقام الزمالك الزمالك وقف حائلا أمام رغبة البن الإثيوبي, في تحقيق انتصار تاريخي علي الكرة المصرية, بعد أن أقصي الزمالك ممثل إثيوبيا من دور الثمانية لبطولة أبطال الكئوس عام2000, بعد انتهاء اللقاء الأول بالقاهرة بفوز الزمالك بصعوبة شديدة1/2, وسجل هدفيه مدحت عبد الهادي وعبد الحليم علي, وفي لقاء الإياب بأديس أبابا, تقدم البن بهدفين, وفي الدقائق الأخيرة وأعضاء الفريق الإثيوبي وجماهيره يحتفلون بالتأهل إلي ربع نهائي البطولة القارية, يصدمهم عبد الحليم علي بهدف من ضربة رأس رائعة إثر عرضية من المالي إسماعيلا كوليبالي, ويلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي انحازت للزمالك, ليطيح بالبن ويثأر للأهلي, الذي أطاح به الفريق الإثيوبي مبكرا من بطولة أبطال الكئوس عام.1998 الهروب الكبير من المواقف المضحكة في مواجهات الكرة المصرية ونظيرتها الإثيوبية, ماحدث في أكتوبر من عام1994, عقب مباراة منتخبي البلدين علي ستاد القاهرة, في الجولة الثانية لتصفيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بجنوب أفريقيا عام1996, وانتهت المباراة بفوز كاسح للفراعنة0/5, وسجل الأهداف كل من حسام حسن وأحمد ساري, ولكل منهما هدفين, وهيثم فاروق. وعقب انتهاء المباراة شن كاسا هون, المدير الفني لإثيوبيا هجوما حادا علي منتخبنا قائلا: لاتخدعكم الأهداف الخمسة.. منتخبكم ضعيف جدا, وتوجه أعضاء البعثة الإثيوبية إلي فندق الإقامة استعدادا لمغادرة القاهرة صباحا, ليفجأ كاسا وأعضاء جهازه المعاون, بوجود لاعبين اثنين فقط, بعد أن هرب لاعبو الفريق إلي شوارع القاهرة بحثا عن فرص العمل.