ليست بركة آسنة, ولا مصرفا في احدي قري الصعيد او الوجة البحري تلك التي تمرح فيها الخيول تستحم وتتغوط وحولها أطفال لايدركون, بل هي بكل أسف إحدي ضفتي نيل قليوب. النيل.. الذي هو شريان الحياة لكل المصريين, تدور حوله معارك دبلوماسية مع دول المنبع.. لا يدرك فضله هؤلاء العربجية البسطاء, الذين حولوه إلي اسطبل للحمير والخيول والبغال للإمعان في تلويثه بروث هذه الدواب. فالنيل صاحب فضل علي الأجداد الفراعنة أمدهم بالحياة فأقاموا حضارة أذهلت كل من رأها ومازالت, هكذا يفكر كل المصريين, ولكن البسطاء الذين لا يعرفون مصايف الأجور الرمزية او مارينا واخواتها والذين يفترشون ضفتي النهر الخالد جلوسا ولكن كرم النهر العذب يطمعهم أكثر فيقفز الصغار بفرع النيل بقليوب هربا من الحر وسحبوا معهم خيلهم الذين يقتاتون علي نقلهم بعرباتهم الكارو نهارا لتنال هي الأخري حظها فهو بالنسبة لهم أفضل مكان استحمام يبث روح الحياة في بنيانهم ولا مانع ان يأخذوا دشا هم ايضا ونسي هؤلاء للأسف ان ما يفعلونه يتسبب في نشر الأمراض بسبب تلويث المياه ويكفي ان نعلم ان أعلي نسبة وفاة في العالم بسبب أمراض الكلي والكبد للمصريين بكل أسف وذلك ما يظل عالقا بهذه المياه من رمي الجثث النافقة للحيوانات والدواب, علي مستوي الجمهورية والتي يصعب حصرها ويكفي ان نعلم ان النزول لهذه المياه مرة واحدة يكفي للإصابة طول العمر بأمراض مزمنة تفتك بأي انسان, ومن هنا يطرح السؤال نفسه وبقوة ما هي الجهة المنوطة بحماية مياه النيل ومدي قوتها التنفيذية للقيام بهذه الحماية, ومن المسئول عن ترك هؤلاء وغيرهم يؤذون انفسهم ويلحقون الضرر الكبير لكل من يروي عطشه منه وعلي من تقع مسئولية التوعية اللازمة لهم.