رحل الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي.. رحل رمز الاعتدال.. رحل رمز الإسلام السني في العالم الإسلامي.. أدي ما عليه تجاه ربه ودينه.. ورحل في الأراضي المقدسة.. لقد خاض الإمام الراحل معارك كبيرة دفاعا عن الدين الإسلامي.. كان جريئا في الحق. لم يتردد لحظة في أن يوجه الناس إلي أن الإسلام بعيد عن التطرف والغلو. تحمل بسبب ذلك الكثير من الشدائد بلا كلل أو ملل.. رغم شيخوخته ظل الإمام الأكبر يدير شئون الأزهر بالسماحة والاعتدال. واجه المتطرفين.. قال لهم إن النقاب ليس فرضا.. وجه فتاة بأن ما ترتديه من نقاب ليس فرضا من صحيح الإسلام.. فقام عليه نفر من المتشددين يهاجمون الرجل. كبتت أؤازره فالرجل تعلم منه الكثيرون داخل أروقة الأزهر.. فجاءني هاتف منه يشكرني علي مساندته.. لم أتوقع هذه المكالمة التليفونية من الإمام الكبير فقد كنت أعبر عما أعتقده وهو أن الشيخ محمد سيد طنطاوي انما يدافع عن الإسلام الصحيح. قلت له: يا مولانا.. أنت رمز الإسلام المعتدل.. أرجو ألا يفت في عضدك كلام هؤلاء.. فنحن نكن لك كل احترام وتقدير. شكرني الرجل.. وقد كانت المكالمة الأخيرة. لقد مثل د. سيد طنطاوي الأزهر خير تمثيل.. سعي إلي تطوير الأزهر.. سعي إلي تعميق الاجتهاد.. فتح حوارات مع الفاتيكان.. حرص علي تبليغ رسالة الاعتدال للعالم الغربي بعد اعتداءات11 سبتمبر علي أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك. لقد تعرض الإسلام لهجمة شديدة بعدها.. وقد سعي الإمام إلي صدها بكل قوة.. وإلي إبلاغ العالم كله أن الإسلام دين رحمة ومحبة. [email protected]