وسط تحذيرات أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الفوضي, ومخاوف من اتساع موجات العنف والتخريب التي تصاعدت حدتها في باريس أمس فرضت سلطات الأمن الفرنسية إجراءات أمن مشددة, واعتقلت أكثر من287 شخصا من عناصر حركة السترات الصفراء, فيما قررت بلدية العاصمة إغلاق منطقة قوس النصر ومحيط الشانزليزيه اليوم الأحد أمام حركة السياحة, كما أغلقت العديد من المراكز التجارية وأصيبت محطات مترو الأنفاق بالشلل. واندلعت, مساء أمس, مواجهات في قلب باريس, التي شهدت إحراق سيارات وتكسير واجهات زجاجية وإقامة متاريس, علي هامش تظاهرة جديدة لحركة السترات الصفراء, وشهدت أحياء باريسية عدة أعمال عنف سجل بعضها في محيط نصب قوس النصر في جادة الشانزليزيه, وبلغت حصيلة المواجهات110 جرحي, بينهم15 رجل أمن. وسيطر متظاهرون علي مركز تسديد رسم المرور في بيرتوس, عند الحدود بين فرنسا وإسبانيا, وقطعت الطريق السريعة التي تربط بين باريس وليون بالاتجاهين, بسبب تحرك محتجي السترات الصفراء. وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية, في بيان, أنها أحصت مشاركة نحو75 ألف شخص في تظاهرات السترات الصفراء, في مختلف أنحاء فرنسا, خلال الساعات ال24 الماضية, وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات. وخلال مشاركته في تحرك احتجاجي في مارسيليا, قال زعيم الكتلة البرلمانية لحزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف, جان لوك ميلانشون: إن البلد كله يتحرك, داعيا ماكرون إلي الرضوخ لهذه الثورة الشعبية والمدنية. وامتدت الحركة إلي بلجيكا المجاورة, حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه الجمعة لتفريق محتجي السترات الصفراء, الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة وأحرقوا مركبتين للشرطة في وسط العاصمة بروكسل. وفي هولندا تظاهر نحو120 من محتجي السترات الصفراء سلميا أمام مقر البرلمان في لاهاي. بدوره قال الرئيس الفرنسي, إيمانويل ماكرون: إن موجة العنف والتخريب, التي شهدتها باريس, لا يمكن تبريرها بأي حال, ولا علاقة لها بالتعبير السلمي عن الغضب المشروع, وأضاف, في مؤتمر صحفي في بوينس آيرس, حيث يحضر قمة مجموعة العشرين: لا يوجد سبب يبرر الهجوم علي قوات الأمن, ونهب المحال التجارية, وإضرام النار في المباني العامة والخاصة, وتهديد المارة والصحفيين, وتشويه قوس النصر. ورفض ماكرون تلقي أسئلة من الصحفيين بعد يوم من العنف في باريس, وقال: إن الذين قاموا بأعمال العنف يسعون فقط لنشر الفوضي, كما أعلن أنه دعا إلي اجتماع وزاري مع الأجهزة المعنية خلال ساعات, لدي عودته إلي باريس, كما أعرب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن صدمته لما شهدته باريس من أعمال عنف.