اتخذت أمريكا اللاتينية خطوة تاريخية باعلانها مؤخرا عن تشكيل منظمة إقليمية تضم نحو32 من دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية مستبعدة انضمام الولاياتالمتحدة وكندا اليها, وهي خطوة من شأنها تغيير ميزان القوي ليس علي المستوي الإقليمي فقط ولكن العالمي أيضا لتصبح تلك الدول موحدة ومنفصلة تماما عن واشنطن التي كانت تحركها وتتحكم في سياساتها في الماضي. وذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن استمرار أوباما في سياسات سلفه جورج بوش ازاء دول أمريكا اللاتينية والكاريبي دفعها لاقامة منظمة تعبر عنها وعلي رأس تلك السياسات تأييد إدارة أوباما الضمني للانقلاب العسكري الذي وقع في هندوراس الصيف الماضي والذي أطاح بالحكومة الديمقراطية هناك حيث تجنبت الإدارة الأمريكية ادانة الانقلاب لدي حدوثه مما أوجد جوا من عدم الثقة في واشنطن ونواياها ازاء دول المنطقة. وأعرب أرتيرو فالنزويلا كبير مسئولي الإدارة الأمريكية بشأن أمريكا اللاتينية عن أمله في ألا تكون المنظمة الجديدة بديلا لمنظمة الدول الأمريكية المعروفة باسم. أو. ايه.اس والتي تضم الولاياتالمتحدة وكندا. ودول أمريكا اللاتينية اتخذت عدة اجراءات منفردة أخيرا استطاعت من خلالها إدانة العقوبات الأمريكية المفروضة علي كوبا ودعوة الأممالمتحدة للتدخل من أجل انهاء النزاع بين بريطانيا والأرجنتين بشأن جزر الفالكلاند. ومن خلال منظمة الدول الأمريكية أو أيه أس استطاعت الولاياتالمتحدة دعم الانقلاب الذي وقع في هايتي ضد الحكومة المنتخبة عام2000 الي جانب عرقلة إدانة الانقلاب الذي وقع في هندوراس. وذكرت جارديان أن المنظمة الجديدة التي كونتها دول أمريكا اللاتينية ستدفع الإدارة الأمريكية الي مراجعة سياساتها إزاءها وإلا استمرت تلك الدول في عملية الاستقلال عن الولاياتالمتحدة خاصة مع تراجع أهمية واشنطن كشريك تجاري في المنطقة عقب الكساد الذي ألم باقتصادها اثر الأزمة المالية الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن وجود منظمة لاتينية بدون أمريكا وكندا سيجعلها أكثر قدرة علي حماية الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي إقليميا..