كان في مرة ثورة مسيل للدموع ثورة التحرير مائة خطوة منذ الثورة وغيرها الكثير من الكتب العديدة التي صدرت لتتأمل ما حدث في الثورة بشكل او بأخر وقد كان آخرها لكل أرض ميلاد.. أيام التحرير للكاتب إبراهيم عبد المجيد والمشاهد لهذه الخريطة سوف يلاحظ ان كل الأسماء التي كتبت عن الثورة أسماء ذكورية حيث ابتعدت المرأة المبدعة عن هذه الكتابات وكأنها اختارت لنفسها مكانا أخر تقف من خلاله لتشاهد من بعيد تاركة المبدع الرجل اقتحام الكتابة بعيدا عن اعينها ولكن لهن رأي. الكاتبة سهير المصادفة رئيسة تحرير سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب تري ان ما كتب من أعمال عن الثورة ليس علي مستوي الحدث, مؤكدة الثورة لم تكتب بعد, لابد من الانتظار حتي يستوعب الكاتب ويتفاعل مع الحدث فهو حدث كبير وغير متوقع حيث واقع الثورة اعلي مما كتب عنها حتي الآن. فيما انتقدت الروائية والناقدة هويدا صالح بعض الكتابات التي خرجت بعد15 يوما من الثورة ووصفتها بالاستعجال وقالت ماذا يحدث لو أخذنا بعض الوقت اعتقد ان الكتاب يريدون فقط مجاراة الموجة, فالثورة لم تنته بعد كيف اختذلوها في18 يوما هي مستمرة ومازالت هناك أحداث كبيرة ولابد من مسافة ما بين الحدث والكتابة عنه واضافت اعتقد ما كتب عنها مجرد رصد لأيامها وليس ابداعا حقيقيا, لقد كتب عدد من الشهادات عن الثورة يندرج تحت ما يسمي بأدب اليوميات وكتاب أحمد زغلول الشيطي أكبر دليل علي ذلك حيث كان يرصد ما يحدث بالميدان بعينه ومن شرفة منزله وكأنه غير مشترك في الأحداث وهذا استعجال. وأشارت الشاعرة والمترجمة فاطمة ناعوت إلي أن الكتابات الابداعية التي تتعجل نفسها لترصد ظاهرة سياسية او انقلابا او ثورة او حربا في وقت مبكر قبل ان يكتمل الأمر غالبا ما تكون كتابات بسيطة وغير مشبعة بالإبداع لأن المرء يكون في داخل الدائرة لم يزل يحتاج إلي فترة تطول أو تقصر حتي يخرج من الحالة الشعورية الضاغطة علي نفسه فيتأمل الأمر من منظور اكثر جلاء وأوسع تأملا, هنا يخرج الإبداع كثيفا عميقا مشبعا بالإلهام لذلك ليس فقط ابداعات المرأة قليلة بل الإبداع الحقيقي الذي اقترب من ثورة يناير لم يكتب بعد وما نراه الآن هو محاولات للقفز علي خيط الحدث قبل ان ينفلت من الأيدي, لكن الأدباء الحقيقيين يعلمون ان هذا القفز لا يحدث إلا بعد انقضائه واعتقد لهذا لم تكتب المرأة ابداعها لأنها اكثر رصانة وتأملا لهذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر. الروائية سمية رمضان الحاصلة علي جائزة نجيب محفوظ تري أن المرأة الكاتبة تحتاج دائما لوقت طويل لتستوعب الاحداث مضيفة ان هذه طبيعة المرأة فهي دائما غير متسرعة وتعطي لنفسها وقتا أطول للتفكير والاستيعاب لتخرج افضل ما لديها من كتابات قد تتفوق علي الكتابات الذكورية.