خلال السنوات الماضية وعندما تم الإعلان عن الترشيح لرئاسة الجمهورية فوجئ المصريون بنماذج عديدة لمواطنين عاديين يقولون إنهم سوف يرشحون أنفسهم للرئاسة. ساعتها قال عنهم الإعلام الحكومي إنهم من مهاويس الرئاسة وقال عنهم الطب النفسي الحكومي أيضا إنهم مرضي نفسيون. والآن ومع اقتراب أول انتخابات للرئاسة بعد الثورة عاد الترشح للمنصب الرفيع ومثلما يتنافس عمرو موسي ومحمد البرادعي ومحمد سليم العوا وهشام البسطويسي وحمدين صباحي وغيرهم علي الفوز بالرئاسة ظهر بين هؤلاء عدد من المرشحين بعضهم يقول إنه سوف يخوض معركة الرئاسة لحل مشكلاته والقضاء علي هموم سكان شارعه وكل يوم يزداد المهاويس هؤلاء بعيدون تماما عن لعبة السياسة ولايملكون أي مؤهلات سوي تعاملهم مع الاجواء الديمقراطية التي عرفتها مصر مع الثورة. ومن هؤلاء رواد مقاهي وسط البلد ومؤلفو كتب ورؤساء احزاب يمكن وصفها بالسرية إضافة إلي بعض الاشخاص الذين يمتلئ بهم ال فيس بوك مثل عمار محمد عمار ومعلم فحمه وكثيرين وعندما يدفعك الفضول للاستماع إلي أفكار هؤلاء فلا تجد سوي أنها عرض لمرض نفسي وتفريغ لحرمان وبحث عن شهرة ليصبح مجرد مرشح للرئاسة سابقا فموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك يوجد عليه الآلاف من هؤلاء فمثلا يقول عمار محمد عمار أخي الحبيب أنا لا أقول انتخبوني أنا, ولكن يجب أن نعطي الفرصة للجميع لعرض برنامجه وأن لديه خطة لإنقاذ مصر سيعلن عنها قريبا. وأخر وعد أهالي الحي الذي يقطن به بحل جميع مشاكله وبدأ في تعليق اللافتات بالحي اللاعلان عن نفسه وبدأ بالفعل في تجميع أكبر قدر ممكن من التوقيعات وبدأوا في الدخول في معارك عبر المواقع الإلكترونية. وبدأ هشام سيف الدين في بث رسائل للمحمول منها هشام سيف الدين مرشح لرئاسة الجمهورية وبطل قومي شاهد علي صفحة الفيس بوك جروبات تؤيدني وكليبات علي اليو تيوب. هذا مشهد يعكس حالة الاستخفاف والعبث التي لاتليق بحجم وأهمية الانتخابات الرئاسية في مرحلة مثل التي نعيشها الآن وهذا يحتاج إلي وقفة حتي لاتتحول الانتخابات إلي مزاد لايعرف أحد قيمته. ويري الدكتور محمود السقا استاذ القانون بجامعة القاهرة أن هذا يسمي فوضي في الترشح للرئاسة فأصبحنا نجد حارس العقار يرشح نفسه للرئاسة إذا وجد في نفسه الشروط الشكلية للترشح في الرئاسة من حيث السن واتقان اللغة وأن يكون من والدين مصريين وأن يكون حسن السير والسلوك ولكن علي المستوي الأشمل فمن المفترض ان يكون المرشح لديه خبرات وتجارب واسعة وعلي دراية كاملة بجميع المجالات من سياسة واقتصاد واجتماع ولكن أغلبهم غير قادرين علي ممارسة العمل السياسي ويرغبون في التشرح من باب المنظرةويبدأ في الدعاية عن نفسه رغم يقينه التام بأن تقدمه لايعني شيئا ولكن البعض يعتبره تعبيرا عن الحرية واحساسا بالتغيير ولكن يهدفون الي التواكب علي السلطة حتي إذا كان أمام أنفسهم خاصة مع تزايد عدد المرشحين يوما بعد يوم موضحا ان الدستور رغم ذلك لايجب ان تقيد شروط الترشح لأن هذا ضد حقوق الإنسان لذلك ينص الدستور علي أن جميع المواطنين متساوون وسيكون مرشح الرئاسة هو من يحصل علي توافق بين أغلبية الشعب المصري بعيدا عن أي مهاترات. وتوضح الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن ترشح مثل هؤلاء الاشخاص يعني أن لديهم غيبوية بالوضع الحالي الذي به البلاد وهذا خطر يجب تداركه لأن حتي هذه اللحظة لم يحدث توافق بين فئات الشعب بكيف نبني مصر ؟قائلا: مصر مازالت مثل المريض الذي يحتاج إلي فترة نقاهة ولكن مع استمرار مثل الظواهر قد تتعرض لانتكاسة. وتضيف أن هذا يعد استخفافا بالانتخابات المقبلة وجهلا بخطورة المرحلة التي تعيشها مصر لذلك نحتاج إلي الوصول لمرحلة جادة وناضجة فمن الطريف ان تجد اي شخص يعلق بنافذة منزله مرشحكم للرئاسة.. ليبدأ الحديث عنه بالحي ولكن لن يتجاوز الأمر مجرد طرافة ولكن هذا ينبهنا إلي ضرورة اعادة ترتيب أوراقنا من جديد لتجاوز المرحلة الراهنة. وأوضح الدكتور عبد اللطيف خليفة استاذ علم النفس بجامعة المنوفية أنه يصعب تحديد الدوافع النفسية لهؤلاء الأشخاص لاختلافها من شخص لآخر ولكن بتقييمها كظاهرة عامة نجد أنها حالة انفلات أصيب بها بعض المواطنين بعد سنوات من الكبت والحرمان ونوع من التعبير عن الذات خاصة مع استحالة مجرد التفكير في الفكرة بالعهد السابق ومحاولة لتفريغ الطاقات كما أنضبابية المرحلة المقبلة سهمت في ظهورهم. وأشار حسام عبدالرحمن رئيس حزب الجمهوري الحر ان ترشح هؤلاء الاشخاص مجرد زوبعة في فنجان وعند فتح باب التقدم سيجدون ان الشروط الفعلية لاتنطبق عليهم منها أن يكون عضوا في حزب وحاصل علي تأييد30 ألف صوت وتأييد من مجلسي الشعب والشوري كما أنهم لايمتلكون أي برنامج انتخابي واضح موضحا ان هؤلاء يبحثون عن الشهرة فقط ليطلق عليه مرشح للرئاسة سابقا فقط. وفي النهاية فانتخابات الرئاسة لايمكن أن تتحول لاوكازيون وليس معني هذا أننا نصادر علي حق أي مواطن, ولكننا نطالب بأن نأخذ الأمور بجدية أكثر وموضوعية.