تنطلق مساء اليوم الخميس بالعاصمة السويدية النسخة الرابعة من مهرجان زيورخ للفيلم العربي حيث يعرض عددا من أفلام العالم العربي, وسط اهتمام بسينما مصر والعراق وأيضا حلقات نقاشية لمخرجين من البلدين في الفترة بين15-18 نوفمبر الجاري, والتي ستعرض في قاعة فيلمبوديوم زيورخ. وتخصص الدورة الرابعة لمهرجان زيوريخ للفيلم العربي لصناعة الأفلام المعاصرة من العالم العربي, حيث سيعرض40 فيلما روائيا ووثائقيا إلي جانب الأفلام القصيرة, وستستمر عروض الأفلام للجمهور العربي في السويد متواصلة حتي منتصف ديسبمر. وتقدم هذه الأفلام نظرة ثاقبة علي الثقافة والفكر العربي, حيث تري إدارة المهرجان أنه في بعض الدول العربية انخرط المواطنون والفنانون فيها بواقعهم الجديد, وأصبح هناك عدد من الأصوات السينمائية الجديدة التي باتت مسموعة, خاصة الإناث علي غرار المخرجة ياسمين شويخ من الجزائرفي فيلمها إلي آخر الزمان المهرجان, الذي حاز علي جوائز عديدة, وفيلم المخرجة اللبنانية الوثائقي إليان الراهب ميل يا غزيل, الذي يتحدث عن التوترات الطائفية والسياسية في قرية جبلية لبنانية تقع بالقرب من الحدودالسورية. كما تركز الدورة الرابعة للفيلم العربي علي صناعة الأفلام الحالية في مصر والعراق, إذ يري المهرجان أن مصر ولفترة طويلة هي الدولة العربية الأكبر التي رفدت العالم العربي بعدد لا يحصي من الأعمال السينمائية والدرامية وحتي المسرحيات الموسيقية حتي اليوم. ومع ذلك, فإننا بحاجة دائمة لمزيد من الأفلام النقدية والواقعية بشكل كبير. وسيعرض المهرجان فيلم بلاش تبوسني لمخرجه أحمد عامر, وهو عرض لا يخلو من الكوميديا, عن ممثلة ترفض أن تؤدي مشهدا فيه قبلة علي الشاشة, لتثير نقاشا سياسيا ودينيا. ويقدم الفيلم رؤية ساخرة لتغير الأعراف في مصر مستعيدا العديد من مشاهد السينما الكلاسيكية التي كانت أكثر تسامحا في مناخها الديني من اليوم. أما في فيلم يوم للستات, لمخرجته كاملة أبو ذكري فترسم صورة جميلة للصورة النمطية للجنسين وتناوبهم علي استخدام حمام عام للسباحة في القاهرة في منطقة شعبية. وفي الفيلم الوثائقي آمال لمخرجه محمد صيام, يقدم عالما مصنوعا بعناية ومقنعا لمراهقة تبحث عن هويتها في بلد يعاني من أزمة. إلا أن الوضع بالنسبة للمخرجين العراقيين مختلف تماما, للظروف السياسية المليئة بالمخاطر, إذ لا يمكن إنجاز سوي عدد قليل من الأفلام. وكثيرا ما تعكس المواضيع المختارة المخاوف وقلق السكان. وهذا ينطبق علي فيلم الرحلة لمخرجه محمد جبارة الدراجي, الذي يستكشف دوافع وأصول الأعمال الإرهابية. كما تشهد الدورة الرابعة للمهرجان عقد جلسات نقاشية وتعليق صانعي الأفلام علي الوضع الراهن لصناعة السينما في البلدين. يحضر فعاليات المهرجان من المخرجين والمخرجات العرب والمخرج المصري أحمد عامر بلاش تيوسني والمصري محمود كامل خارج الخدمة, والسوري جود جودت سعيد بفيلمه رجل وثلاثة أيام, ووداد شفاقوج المخرجة الإردنية لفيلم17, والتونسي نضال شطة بفيلم مصطفي زد الذي شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية, واللبنانية إليان الراهب بفيلم ميل يا غزيل والعراقي سامي القفطان بفيلم زمان رجل القصب.